الآغا خان ونشاطات تعليمية وصحية متنوعة بحلب

08 آذار 2012

خلال الأشهر الأولى من عام 2012

نشاطات متعددة قامت وتقوم بها مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية ضمن حلب وذلك خلال الأشهر الأولى من عام 2012 والتي تضمنت نشاطات صحية وتعليمية وتثقيفية لكل من سكان المدينة القديمة على وجه العموم وسيدات وأطفال المنطقة على وجه الخصوص.

فعلى الصعيد التعليمي، قامت المؤسسة مؤخراً بافتتاح دورة الصف السادس للسيدات في المدينة القديمة والتي شملت 20 سيدة. وقد سبق لهؤلاء السيدات أن نلن شهادة محو الأمية ضمن دورات سابقة قامت بها المؤسسة وأردن نيل تعليمهن ومتابعة دراستهن بشكل أكاديمي أكثر ولمراحل تعليمية أعلى حيث تأتي هذه الدورات –كما تقول السيدة فلورا حبيب قريو مسؤول البرنامج الثقافي والاجتماعي ضمن مؤسسة الأغا خان– بناءً على رغبة السيدات اللواتي قررن متابعة الدراسة والتقدم للامتحانات الرسمية لنيل شهادات أعلى حيث تضيف: «بعد اتباع تلك الدورة، سوف تتقدم السيدات إلى امتحان إتمام المرحلة الابتدائية كما كانت تسمى سابقاً، وسيتم منح الناجحات منهن شهادة إتمام المرحلة الابتدائية من قبل دائرة تعليم الكبار. نقوم بهذه الخطوة خلال العام الحالي مع العمل في نفس الوقت على مساعدة الفتيات والسيدات على بناء قدراتهن العلمية حيث نخطط لجعل الراغبات منهن يخضعن لدورات شهادة المرحلة الإعدادية والعمل على نيلها في المستقبل والاستمرار لما بعد ذلك لمن يرغب منهن. كما أن المؤسسة تخطط لدعم أي فتاة من فتيات المدينة القديمة ترغب في متابعة دراستها ضمن أي مرحلة دراسية والعمل على إيصال تلك الفتيات إلى ما يطمحن إليه».

وقد قامت المؤسسة خلال ذات الفترة بإقامة حفل لتوزيع شهادات محو الأمية لسيدات من المدينة القديمة في حلب إضافةً إلى التعريف ببرنامج محو الأمية وتكريم السيدات المشاركات في الدورة واللواتي بلغ عددهن نحو 21 سيدة وذلك بالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة في مدينة حلب.


جانب من النشاطات في حلب


وتعتبر الدورة الحالية هي الدورة الخامسة في مجال محو الأمية حيث كان مجمل عدد المستفيدين من الدورات قرابة 230 شاباً وشابة. كما سبق للمؤسسة أن أقامت دورات لتعليم اللغة الإنكليزية لثلاثة عشرة فتاة من المنطقة بهدف رفع سوية التعلم اللغوي لديهن مع العمل في وقت نفسه على إقامة دورات لغة إنكليزية لنحو 20 شاباً بهدف رفع مستوى اللغة الإنكليزية لديهم، لتكون دعماً لهم عند تقدمهم لامتحان الشهادة الابتدائية.

وحول مبادرات التعليم للسيدات تقول السيدة فلورا حبيب بأن الدورات تأتي ضمن خطة عمل المؤسسة المندرجة ضمن محورين رئيسين هما تطوير القدرات البشرية (والذي يتضمن التعليم والتدريب والصحة) من جانب، والتطوير الاقتصادي الاجتماعي من جانب آخر (والذي يشمل الحد من البطالة، والتدريب المهني، وتسهيل الوصول إلى خدمات التمويل الصغير).

وشمل الجانب التعليمي أيضا دعم القراءة لدى أطفال المدينة القديمة من خلال تشجيع زيارات أطفال المدارس إلى مكتبة الوحدة العربية والتي جرى تجهيزها بأحدث العناوين إضافة إلى مجموعة من الحواسيب المتصلة بالإنترنت حيث جرى خلال الفترة الماضية تنظيم زيارات دورية لعدد كبير من الأطفال من مدارس المدينة القديمة إلى المكتبة زاد عددهم عن 300 طفل وطفلة من المدارس المحيطة بمدرسة الوحدة العربية. وتراوح أعمار هؤلاء الأطفال بين 6- 12 سنة قاموا بها بالاستمتاع بهواية المطالعة ومشاهدة عدد من الأفلام التي تعنى بعرض مواضيع تتعلق بالمنهاج الدراسي والحفاظ على البيئة، وذلك بإشراف معلمات المدارس بالإضافة إلى فريق عمل مؤسسة الأغا خان للخدمات الثقافية وإدارة مدرسة الوحدة العربية.

وتعلق السيدة فلورا على هذه المبادرة بالقول بأنها تهدف إلى تحفيز موضوع القراءة لدى الأطفال وحثهم على زيارة المكتبات للبحث والتعلم مضيفة بأن تلك الزيارات تجري باستخدام طرق وأساليب حديثة تجعل التعلم أكثر متعة وفائدة للأطفال حيث تتابع بالقول: «إن الهدف من وجود مكتبة متكاملة في حلب القديمة هو إعادة إحياء هواية المطالعة لدى الأطفال وخلق الجو المناسب لهم. فالمكتبة في مدرسة الوحدة العربية وُجدت لتكون مكتبة مجتمعية تستقطب الأطفال وتحفزهم على البحث والتعلم وذلك من خلال التقنيات المتوفرة في المكتبة. ووفق العدد المذكور، أثبتت المكتبة فعاليتها وأهمية وجودها في منطقة كان أطفالها بحاجة إلى تنمية هوايات مفيدة كالمطالعة والبحث عن المعلومات».
وتضيف السيدة فلورا بأن المؤسسة لم تكتفِ بتنظيم زيارات دورية للأطفال لمكتبة الوحدة العربية فحسب، حيث قامت خلال الأيام الماضية بتزويد مديرية الثقافة –مكتبة باب الفرج للأطفال- بالكتب التعليمية والتربوية مع حث الفعاليات والجهات المختلفة على زيارة الأطفال إلى المكتبة والاستفادة من المعلومات الموجودة فيها بهدف توسيع أفق الطفل من خلال حثه على البحث عن المعرفة خارج نطاق المنطقة الجغرافية التي يعيش فيها الطفل».


جانب من النشاطات في حلب


وكان قد سبق للمؤسسة أن قدمت بداية عام 2012 مجموعة من الكتب المخصصة للأطفال وذلك لمكتبة باب الفرج التابعة للمركز الثقافي الذي يحمل ذات الاسم وذلك ضمن إطار التعاون بين مديرية الثقافة في حلب ومؤسسة الأغا خان للخدمات الثقافية. وقد تم تقديم عدد من الكتب التربوية والتثقيفية الهادفة وذلك كأحد نشاطات المؤسسة ضمن مشروع الثقافة الذي تقوم به المؤسسة في منطقة المدينة القديمة في حلب في خطوة تشجع على موضوع القراءة. وتضم قائمة عناوين الكتب المقدمة موضوعات متنوعة وتهدف كما تضيف السيدة فلورا إلى تسهيل وصول الأطفال المهتمين بالقراءة -من خارج سكان المدينة القديمة إلى الكتب المتنوعة والاستفادة منها والاطلاع عليها.

وقد تلا تقديم الكتب قيام المؤسسة باصطحاب نحو 20 طفلاً وطفلةً من مدارس المدينة القديمة في حلب لزيارة المكتبة بغية إحياء ثقافة المطالعة لدى الأطفال وتفعيل دور هذه المكتبة حيث جرى تعريف الأطفال بالمركز والمكتبة وإقامة نشاطات ترفيهية وتثقيفية لهم أثناء تواجدهم هناك.

نشاطات صحية طبية

كما سبق للمؤسسة أن قامت –بعيداً عن المجال التعليمي– بإقامة مبادرة صحية طبية بالاشتراك مع كل من مديرية المدينة القديمة- مجلس مدينة حلب، ومديرية الصحة في حلب وتمثلت في افتتاح مركز طبي متكامل في المدرسة الأسدية ضمن مدينة حلب القديمة وذلك بحضور رسمي رفيع تمثل بسماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، ومحافظ حلب السيد المهندس موفق إبراهيم خلوف والممثل المقيم لشبكة الأغا خان للتنمية في سورية السيد محمد سيفو، إضافةً إلى مدير صحة حلب السيد سعد النايف وعدد من المهتمين والعاملين في الشأن الصحي في مدينة حلب.


جانب من النشاطات في حلب


ويأتي هذا المركز –كما يقول المدير التنفيذي لشبكة الأغا خان في سورية- السيد علي إسماعيل تتويجاً للتعاون المشترك بين المؤسسة ومديرية صحة حلب مضيفاً أن خدمات المركز ستؤدي إلى تحسين واقع الخدمات الصحية المقدمة في منطقة حلب القديمة وتلبية حاجات المنطقة من هذه الخدمات من خلال تعزيز دور البرامج الصحية في هذا المركز مع أمله بأن تكون هذه التجربة بداية لتجارب أخرى مماثلة للتعاون الناجح بين كافة الجهات وشرائح المجتمع حيث يضيف: «خلال الفترة الماضية، عملت المؤسسة على عرض التجارب الإيجابية التي جرت بينها وبين عدد من الجهات الحكومية التي تعاونت معها انطلاقا من فكرة إزالة النظرة النمطية السائدة التي تقول بأن التعاون مع الجهات الحكومية عملية صعبة. يمثل هذا المركز حصيلة تعاون جرى بين عدد من الجهات الحكومية من ناحية، ومؤسسة الأغا خان من ناحية ثانية. ويقدم المركز –الأول والوحيد من نوعه في منطقة المدينة القديمة– حزمة واسعة من خدمات الرعاية الصحية الأولية للسكان المحليين في المدينة مقدمة عن طريق كادر طبي مدرب ومؤهل. وتشمل قائمة الخدمات تقديم اللقاحات المختلفة ومشورات تنظيم الأسرة إضافة إلى خدمات رعاية المسنين مع تواجد عيادة نسائية وعيادة خاصة بالأطفال. وتضم النقطة أيضا عيادات داخلية وأخرى خاصة بمرض «الليشمانيا» مع العمل على أن يكون هناك عيادات سنية وقلبية في المرحلة القادمة. كما سيقدم المركز محاضرات ستساهم في رفع الوعي بأهمية الصحة الوقائية ومحاولة الكشف المبكر عن الأمراض للوصول إلى مجتمع صحي سليم بدنياً»


جانب من النشاطات في حلب


وقد قامت المؤسسة بتقديم المستلزمات الأساسية اللازمة لبدء العمل بالإضافة لأعمال الصيانة الأساسية للموقع، في حين عملت مديرية صحة حلب على توفير المستلزمات والخدمات الطبية الضرورية في المركز من خلال كادرها الطبي المدرب حيث تقول السيدة فلورا حبيب بأن فكرة النقطة الطبية جاءت انطلاقا من حتمية تواجد مثل هذه النقطة في المدينة القديمة خصوصا مع عدم وجود نقطية طبية قريبة من ناحية، ومن ناحية أخرى التجاوب الكبير الذي لاحظته المؤسسة من قبل السكان تجاه الخدمات الطبي البسيطة التي سبق وأن قدمتها المؤسسة. وتختتم كلامها بالقول بأن كل خدمات المركز ستكون مجانية بالكامل.

يذكر بأن شــــبكة الأغا خان للتنمية تقوم حالياً من خلال مؤســـسة الأغا خان للخدمات الثقافية، بالعمل على تقديم نموذج تنموي فريد من نوعه في حلب القديمة، حيث لا يتم العمل فقط على إعادة تأهيل الصروح الثقافية وترميمها، بل وعلى تحقيق الاستخدام الأمثل لهذه الصروح في عملية التنمية المتكاملة والمستدامة، من خلال برامج تنموية اقتصادية واجتماعية تستهدف تمكين المجتمعات المحلية المحيطة بهذه المواقع بكافة شرائحها ومكوناتها.


أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق