أكاديمية السينما السورية: حلم صار حقيقةً؟
22 تشرين الثاني 2014
.
كثرت المطالبات بمعهد عال للسينما في سورية. قبل الحرب، وصل الأمر ببعض الشباب إلى جمع تواقيع آلاف السوريّين، وتنظيم حملات على «فايسبوك». اليوم، باتت الدراسة في الخارج مكلفةً للغاية مع انخفاض قيمة العملة وصعوبة السفر. إيفاد الدولة ليس سهلاً كذلك. ازداد عدد المهتمّين بالسينما والهواة الطامحين إلى الاحتراف. كل شيء يدعو إلى التحرّك الجدي على رغم حال البلاد وهجرة كثير من الكوادر. الأصوات تعلو لإضافة كلمة «والسينمائية» إلى وصف «المعهد العالي للفنون المسرحية». ثمّة حديث آخر حول نيّة إحدى الجامعات الخاصّة استحداث كليّة للدراما والإخراج السينمائي.
بعيداً من الحاجات والنيّات، تحرّك البعض بالفعل. «مجلس الشباب السوري» أطلق مبادرة بدعم من «الأمانة السورية للتنمية» وجامعة تشرين في مدينة اللاذقية. منذ أسبوعين، بدأت الدورة الأولى من مشروع «أكاديمية السينما» بـ 35 طالباً من محافظات عدة. ورشة عمل مكثّفة لشهرين، تدرّس ست مواد هي: الإخراج والسيناريو وإدارة الإنتاج والتصوير والمونتاج والصوت.
رسم التسجيل 20 ألف ليرة سوريّة «حوالى 100 دولار». التدريب العملي حاضر إلى جانب الشق النظري، والخلاصة ستكون فيلماً قصيراً أو طويلاً بحسب الإمكانيّات. اختيار مكان غير العاصمة مثير للتساؤل والاهتمام معاً.
رئيس مجلس الشباب السوري غيث سلمان يقول لـ «الأخبار»: «نحاول أن نقرن القول بالفعل، وأن ننتقل بالعمل من المعالجة الآنية للمشاكل إلى التخطيط العلمي. منهاج الورشة متخصّص وأكاديمي. الورشة التالية ستبدأ بعد شهرين من انتهاء الورشة الحالية، وهكذا وصولاً إلى المرحلة التالية: إنشاء أكاديمية سينمائية متخصصة في سورية».
الناقد والكاتب بشار عبّاس وضع منهاج الورشة، مستفيداً من خبرته في التعليم ودراسته في «معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية» في الأردن. المرجعية العلمية تعود إلى جامعة «ساوثرن كاليفورنيا» الأميركيّة. يقول لـ «الأخبار»: «الأمر أشبه بـ «اسعافات أوليّة» تسعى إلى تلافي أخطاء لطالما تكررت في الأفلام السورية القصيرة.
يُمكن إيجاز تلك الأخطاء التي تشكّل هويّة السينما المحليّة بما يلي: الارتجالية في كتابة السيناريو، والعشوائية في إدارة الإنتاج المنقطعة تماماً عن الجانب الفني، وتتعامل مع السينما بعقلية المكتب العقاري. أيضاً، هناك ضعف مستوى الصوت، مع التخطيط للإخراج بمعزل عن التشاور والتعاون مع باقي العمليات الفنية. وأخيراً، المونتاج الذي لا يُراعي وجهة النظر الفنية المرتبطة بمضمون القصّة. لذلك تعنى ورشة العمل بإعطاء جرعة معرفية عملية ونظرية موجزة عن الفنون الرئيسة في الفيلم».
حول دوره يضيف عبّاس: «أقوم بتدريس مادتي السيناريو والإخراج. أحاول أن أركّز أكثر على الجانب المتعلّق بإدارة وتوجيه الممثل غير المحترف، من دون إغفال الجوانب المتعلقة بالكاميرا والحركة داخل المشهد بما يلزم المبتدئين في مجال صناعة الفيلم». تبدو جهود القائمين على المشروع مخلصةً، إلا أنّ فعاليته تبقى مرهونةً بما يحقّقه على أرض الواقع على صعيد المتابعة والنتاج العملي.
علي وجيه
al-akhbar.com