ملتقى النحت الدولي الأول على الخشب يختتم فعالياته في قلعة دمشق

12 حزيران 2010

ويعرض نتاج الملتقى في غاليري تجليات

كانت رائحة الخشب هي التي استيقظت أولاً بعد الكثير من السنين على صمتها داخل الجذوع المقطوعة، ومع انطلاق أزيز المناشير الكهربائية تداخلت روائح خشب الزيتون والصنوبر والجوز، لتطيب المكان بعبق هذا العطر المخمور.

ليست وحدها فقط نثرات الخشب التي كانت تتطاير في الهواء معلنة عن فرحها بولادة أخرى لتلك الجذوع، بل نحن أيضاً كان لنا فرحنا، وامتد على مدار اثني عشر يوماً، لكنه لم يقتصر على فرحنا بالأعمال النحتية التي كانت تأخذ طريقها إلى الاكتمال الفني والجمالي، بل بالفنانين المشاركين الذين شكلوا أسرة واحدة وهم يتذوقون جمال سورية في كل زيارة إلى مكان فيها، وجمال سورية كما عبروا عنه يحيط بك ويأخذك كما الحلم، جمال يشبه جمال الطاووس، وإن يكن، فسورية يحق لها أن تعتد بنفسها فهي تمتلك الكثير الكثير فوق الجمال، هذا ما قاله ميغل النحات الاسباني، لكن بقية النحاتين قالوا أيضاً، وما قالوه ينضح من أعمالهم التي ستبقى شاهدة على فرح وجمال هذه الأسرة التي عاشت في قلب واحد على مدى اثني عشر يوماً.


الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة
والتشكيلي أكثم عبد الحميد منظم الملتقى
في حفل افتتاح معرض نتاج الملتقى في غاليري تجليات

وكان الملتقى قد شرع بأعماله في قلعة دمشق ما بين 1 حزيران 2010 وهو مستمر لغاية يوم السبت 12 حزيران 2010 بتنظيم من الفنان أكثم عبد الحميد وبرعاية من الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة، وبالتعاون والتنسيق مع صالة تجليات للفنون التشكيلية التي افتتح فيها معرض الأعمال النحتية مساء السبت 12 حزيران 2010، كما رافق الملتقى ورشة لطلاب معهد الفنون التطبيقية بإشراف الفنان عبد السلام عبد الله.


التشكيلي أكثم عبد الحميد
منظم الملتقى
أمام عمله في غاليري تجليات

مع الفنان أكثم عبد الحميد:
«اكتشف سورية» الذي تابع الملتقى طيلة أيامه، التقى بكل الفنانين المشاركين وحاورهم للتعرف أكثر على رؤاهم في الفن وانطباعاتهم عن سورية، وفي البداية نتوقف مع الفنان أكثم عبد الحميد منظم الملتقى، لنتعرف منه على هذا الملتقى، ودور الملتقيات في نشر الثقافة البصرية.

هذا هو الملتقى 16 الذي تنظمه وتشارك به داخل وخارج سورية، فهل نتعرف منك عما قدمت هذه الملتقيات للنحت والنحاتين السوريين؟
الملتقيات قدمت وتقدم الثقافة البصرية لجمهور الفن، في مكان مختلف عن المتاحف وصالات العرض، إذ يمكن للجمهور والمهتمين متابعة النحاتين بشكل مباشر ليتعرفوا على تطور العملية النحتية، أما من الجانب التقني فتعتبر ورشات النحت خبرة ميدانية وخصوصاً لطلاب الفن والفنانين الذين يعملون بهذا المجال، بحيث يمكنهم التعرف على آخر التقنيات المستخدمة في العالم، والتي تساعد في سرعة الإنجاز. أما بالنسبة للجانب الجمالي والمعرفي والفني، فسورية من خلال إقامتها لهذه الملتقيات على أرضها تكتسب المهارات والتقنية بل مجموعات هامة من المنحوتات الفنية لفنانين لهم حضورهم على الساحة العالمية، وهذا يتيح فرصة لتلاقح التجارب الفنية والثقافية بين الغرب وسورية، ويتيح في الوقت نفسه للفنان الغربي فرصة التعرف على الحياة اليومية للشعب السوري وبالتالي على ثقافته وتراثه وفنه، وهذا يصحح الكثير من الأفكار المغلوطة عن سورية في الغرب.

هل تحدثنا عن خصوصية هذا الملتقى؟
من الهام أن تدخل خامة الخشب إلى الثقافة البصرية للجمهور، فالخشب مادة متوفرة ولا يعني قطعها موتها، فنحن نحاول تغيير هذه النظرة وتوجيهها إلى أهمية هذه الجذوع، إذ يمكن إعادتها إلى الحياة عبر النحت. المميز في هذا الملتقى سوية الأعمال المنجزة والمتنوعة والتي تعكس ثقافة كل فنان، وبالأخص رؤيته وانطباعه عن سورية، إذ عبر أكثر من فنان عن إعجابه بسورية من خلال منحوتته، هذا الملتقى يعيد الصلة بين ما انقطع من النحت على الخشب بين الماضي والحاضر، حيث يعيد هذا الملتقى الدولي الأول إشراقة هذا الجانب من ثقافتنا الفنية، وهذا يضيف إلى قائمة ملتقيات الحجر ملتقيات للنحت على الخشب، فالرسالة تكمن بوضع سورية على خارطة الدول التي تنشر هذه الثقافة.


السيدة ميساء شهاب مديرة غاليري تجليات
في حفل افتتاح المعرض

هذا الملتقى كان حلماً راودك من سنوات ولم يتحقق إلا الآن، لماذا، ومن ساعد في تحقيقه؟
حلم كل نحات أن تقام مثل هذه الملتقيات ولم يحالفنا الحظ على مدى سنوات في تأمين الجانب المادي لتغطيته إلا الآن، بفضل التعاون مع صالة تجليات للفنون التشكيلية، وهذه سابقة لأول صالة تشكيلية في سورية تقوم بتغطية نفقات حدث دولي بهذه الأهمية وبهذا الحجم، إضافة لبعض الجهات الاقتصادية الخاصة، وهذا يؤكد على مدى أهمية المؤسسات الأهلية في دعم مثل هذه النشاطات.

بالعودة إلى عملك، هل تحدثنا عن الرسالة التي يحملها.
اسم عملي «الومى»، وهو عبارة عن امرأة سورية تقف ملوحة إلى من يقف في الجانب الآخر، لتدعوه إلى اللقاء والحوار، فسورية لا تملك إلا المحبة والسلام للجميع.


التشكيلي الإسباني ميغل إيسلا
أمام عمله في غاليري تجليات

ميغل إيسلا Miguel Isla (إسبانيا):

تقدم عملك بلكنة إفريقية بينما أنت من إسبانيا، كيف نفهم هذا التأثر؟
يمكن أن يكون في عملي بعض التأثير الإفريقي، وهذا يعود ربما لأني لم أغير بشكل الشجرة، وفلسفتي في النحت تقوم على عدم إحداث اختلاف كبير على جسم الأشياء التي أنحت عليها، أحاول هنا أن أعيد لهذه الشجرة معنوياتها عندما كانت حية ومثمرة، ومع أن هذه الثمار ليست حقيقية لكنها توحي روحياً بحيوية وحب وعطاء شعب سورية، فسورية قديمة جداً ومعروفة بحضارتها وتاريخها وكرمها وأحاول أن أقول هذا في شجرتي.

نحن وإسبانيا عايشنا أكثر من حضارة عبر التاريخ، منذ الفينيقيين وحتى اليوم كوننا نتشارك حوض المتوسط، نحن هنا نتأثر بمجموع هذا التاريخ فكيف لم تتأثر به أنت؟
أنا آت من منطقة لم يصلها الفينيقيون لذا من الطبيعي أنك لم تلحظ هذه التأثيرات.

إذا كنت تحاول أن تحافظ على وحدة الشجرة، فماذا عن الحجر؟
أغلب الأحيان لا أغير كثيراً في شكل الحجر، وإذا أردت أن أغير فانا أسعى للتواصل مع الناس الذين ينتمون إلى المنطقة التي يوجد فيها الحجر، لأعرف بأي اتجاه ستكون التغيرات.

إذا أحضرنا لك حجراً إيطالياً إلى هنا لتنحته، فكيف ستنحته؟
سبق ونفذت عملاً نحتياً على حجر إيطالي بالفعل هنا، لكني قبل أن أنفذ عملي النحتي زرت دمشق القديمة وتعرفت عن كثب على أبواب الجوامع، ومن كانت فكرتي النحتية، إذ حاولت أن أدخل إلى الحجر من خلال أبواب الجوامع دون أن أغير شيئاً به من الخارج. أنا جد متأثر بسورية، فهي قوية جداً من الخارج ورقيقة جداً من الداخل.

عملت على اللون والتضاد الحسي والإيقاعات البصرية المتغيرة، كما أضفت شجرة أصغر إلى عملك، ماذا أردت أن تقول من خلال هذا كله؟
الشجرة الأكبر من عملي تصور عطاء سورية من خلال الثمار التي تتدلى على الجذع، بينما علو الشجرة يرمز لرفعة وصلابة هذا البلد، هنا تشعر أنك تعيش حلماً من المحبة والكرم والأمان، وهذا ما ترمز إليه هذه الشجرة بينما العمل الآخر يصور رمزياً ريش الطاووس وهو عمل يعبر عن جمال سورية.

لكننا هنا نعتبر أن الطاووس طائر مغرور؟!
لا ليس مغروراً هو طائر جميل جداً ومعتد بجماله وبنفسه، وهذا تماماً ما أريد قوله، أن سورية جميلة جداً بكل شيء فيها، وكما هي جميلة من الخارج فهي جميلة من الداخل أيضاً، ومن حقها، ومن حقها وبكل ثقة أقولها أن تعتد بنفسها.

بما أنك حضرت إلى سورية أكثر من مرة فكيف تقيم نوعية الملتقيات التي شاركت بها مع الملتقيات التي شاركت بها في دول أخرى؟
سورية من أكثر الدول أماناً، عكس ما يقال لنا في الخارج تماماً، هنا يوجد حياة، رغم بعض الزحام هنا أو هناك. هذه رابع مرة آتي بها إلى سورية لأنها بالفعل تؤثر علي على الدوام، وهذا ترك أثره على عملي النحتي أيضاً، يشارك بهذه الملتقيات التي تقام هنا مجموعات راقية وهامة من الفنانين، وبالأخص هذه المرة، وهذا طبيعي لأن أكثم منظم هذا الملتقى. وبالمقارنة مع الملتقيات في خارج سورية لا نجد هذا الاهتمام أو روح التعاون كما هنا، في غير سورية نفتقد إلى الروح في العلاقات وفي التعايش، بينما تجد هنا الكثير من الأمور التي تجعلك تشعر أنك في بيتك، وهنا لا يمكن إلا أن الفت إلى دور السيدة لمى زوجة الفنان أكثم لدورها الحيوي في جعل الفرح والمحبة رفيقين لنا على مدار الساعة.


عمل نحتي للتشكيلي البرتغالي
أرليندو أريز

أرليندو أريز Arlindo Arez (البرتغال):

امرأة مجنحة تخرج من الورد وهي بدون رأس، عن ماذا يتحدث هذا العمل؟
هذا العمل يمكن تسميته الربيع، وما أقصده بالربيع هو سورية، فهذا الجسد المتسامي يظهر كما لو أنه في حالة ارتقاء وتسامٍ، أما بتلات الورود فهي سور سورية التي تحميها، لقد أحببت وعشقت العديد من النساء، وهذه المدينة أضيفها إلى النساء اللواتي عشقتهن.

دعني أستدرك هنا، لما حذفت الرأس، فربما ننظر إلى هذا هنا بشكل مختلف؟
في أعمالي لا أضع الرأس في أغلب الأحيان، ولا يهمني الانتماء ولا حتى طريقة الأفكار التي ينتهجها الأشخاص، الإيديولوجيات لا تعنيني، لأن الأهم أن يكون الإنسان حراً، فالجسد يعطيك ما تحتاجه من معلومات، ومدينة دمشق أو سورية تعطيك كل المعلومات عن رأسها، فحركة المرأة في العمل هي حركة انطلاق باتجاه السماء، وعندما تراها ستشعر بقفزة الحرية هذه، ولو عدنا إلى المرأة السورية القديمة كما زنوبيا، فسنستعيد روح هذا الانطلاق والتوهج، هذه الروح وجدتها في المرأة السورية اليوم، وعندما تمتلك المرأة هذه الروح ستكون جديرة أن يكون لها مركزاً بالحضارة وأن تكون أماً وحبيبة.


من أجواء حفل افتتاح المعرض

إذاً أنت تجمع بين المادي والروحي في هذا الجسد؟
هذا شعوري، فلا يمكن فصل المادي عن الروحي، أحب أن تخرج من أعمالي جاذبية المرأة وطاقتها، وقد تتجاوز بحضورها لتكون ملاكاً.

عملك يتقاطع مع أعمال الفنانين السوريين، كيف نفهم هذا التقاطع؟
المنطقة التي أسكن بها اسمها الغربي وهي تسمية جاءت بعد الفتح الأندلسي، قبل 850 عاماً تقريباً، ولدينا فيها شاعر مشهور وهو عربي واسمه ابن عمار، وهذه المنطقة التي أعيش بها تطل على البحر الأطلنطي، ومن الطبيعي أن بيننا تشابهاً لأننا نشترك ببعض الجذور، لكن هناك بعض الاختلاف أيضاً، لأن الفنانين السوريين يعملون أكثر على الميثولوجيا وأعمالهم تشبه الآلهة القديمة، بينما عملي أكثر عصرية ويشبه الآلهة الحديثة، وهذا طبيعي بالنسبة للفنانين السوريين لأنهم ينتمون إلى حضارة عريقة جداً.

هل جاءت زيارتك إلى سورية متوافقة مع ما كنت تعرفه عنها؟
سورية معروفة جيداً عبر العالم وخصوصاً بفن النحت فهو يدرس أكاديمياً، لكن ما أن تحضر إليها حتى يغمرك الفرح هنا، فبسرعة تتعرف على الناس وتشكل معهم صداقات، وبالتالي سرعان ما تشعر أنك بين أفراد عائلتك، وهذا كان مفاجأة لي، هذا الملتقى وخصوصاً في هذه القلعة التاريخية يمثل حدثاً استثنائياً بالنسبة إلي، إذ كان متاحاً للجميع زيارتنا بهذا الملتقى والحديث معنا، وهذا مختلف تماماً عن الأماكن التي شاركت بها إذ غالباً ما تكون أماكن مغلقة.


التشكيلي الإسباني فرناندو ألفاريز
أمام عمله في غاليري تجليات

فرناندو ألفاريز Fernando Alvarez (إسبانيا):

حرير، امرأة، موج أم إيقاع من الموسيقى، هلا تحدثنا عن عملك؟
جميل أن ترى عملي بهذه الصور، هذا التنوع الذي يعطيه عملي يتيح له فرصة الديمومة وهذا من ميزات التجريد.

نرى أن عملك كان محاولة للدخول إلى عمق الشجرة، هل هو نوع من البحث في عمق الأشياء؟
هذا العمل متروك لحرية المتلقي في التواصل معه، متروك مع ما يثير من تساؤلات، وكلما أثار مزيداً من الأسئلة كان العمل حياً، وهذا غير العمل الواقعي المحدد، الذي ينتهي معه التحريض، حول كيف ولماذا.

بين الفن الذي يحمل موضوعاً والفن البصري المجرد أين تقف؟
من الصعب أن نقول ما هو الفن، لأن الفن في سورية الآن مختلف عن ما كان قبل عدد من السنوات، ما نحسه عن ذاك الفن قد لا يكون فناً برؤيتنا الحالية المعاصرة، الفن حالة متغيرة مثل البيئة والمجتمع، لكن يمكن باختصار القول بأن الفن هو ما نعكسه من روحنا على الأشياء.

كيف تنظر إلى الفنانين السوريين وخصوصاً في الملتقى لجهة الخطاب البصري والفني والموضوعي؟
في كل العالم وقبل 100 سنة كان من الممكن أن يقال إن هناك هوية لكل فن، لكن الآن صار من الصعب قول هذا، بوجود وسائل الاتصال ونفس الأدوات المشتركة بين جميع الفنانين في العالم، من الصعب أن نحدد بدقة الهويات الشخصية، لكن في العموم لا يمكن إغفال العوامل الثقافية والحضارية التي تمنح كل فنان حيزاً خاصاً ومختلفاً وهذا ينطبق على الفنان السوري.

هذه ليست المشاركة الأولى لك في سورية، فما هي انطباعاتك عن سورية؟
ما يلفت هنا هو هذه الضيافة والحب اللذان تُقابل بهما، فالشعب السوري مضياف جداً، وأهم ما يذكر هنا هو هذه المساعدة التي تقدم إليك، فأنت لا تطلب شيئاً إلا ويقدم إليك، والمميز بشكل خاص بهذا الملتقى وجود الرعاة بشكل دائم بيننا ومدى الاهتمام الذي أبدوه وحرصهم الكبير على راحتنا.


التشكيلي البلغاري بيتر بيتروف
أمام عمله في غاليري تجليات

بيتر بيتروف Petre Petrov (بلغاريا):

هل نتحدث عن الرسالة التي يقدمها عملك؟
تدور في عملي عدة أفكار، وأهمها الترابط وعدم الترابط، لأنه في العموم وفي كل الأشياء نجد شيئاً من الترابط وعدم الترابط، وهذا موجود في العلاقات الإنسانية والعاطفية، هناك ترابط بين السلبي والإيجابي، بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.

أيحتمل هذا العمل التجريدي كل هذا الجدل برأيك؟
لا أسعى إلى تحميله كل هذا الجدل، لكن الفكرة هي التي تثير الجدل.

هل هي طريقتك في العمل التشكيلي؟
نعم هذه طريقتي في العمل من سنوات طويلة.

هل تعتقد أن التجريد هو الأسلوب الأمثل للتعبير عن الأفكار؟
التجريد حركة فنية قائمة بذاتها وهي خليط من عدة أساليب بنفس الوقت، ففي هذا الملتقى أنواع من الفنون، لكن الفن المعاصر هو تمازج في الأساليب، وأرى أن الفن هو مزج لما في فكر الفنان والشكل الذي يستوعب هذا الفكر، ومن هنا تأتي خصوصية الفنان.

إذاً فالعمل التجريدي الذي تقدمه، هو انعكاس لما تفكر به؟
بهذه الصورة نعم، فمن أجل أن أكتشف الترابط وعدم الترابط بين الأشياء، تأتي هذه الطريقة في العمل. لأن الترابط إما أن يكون من داخل الأشياء أو أن يكون من خارجها، أو العلاقة ما بين الداخل والخارج.

ألا تعتقد أنك على المستوى الفكري تقوم بتعقيد الأمر كثيراً؟
لا، أنا فقط مجرد شخص يفكر ويشعر بالأشياء ثم ينفذ العمل، أنا لا أعتقد أن الفن فلسفة.

هل نتعرف على انطباعك عن سورية وعن هذا الملتقى بشكل خاص؟
أنا سعيد جداً بوجودي هنا، وإن أي إنسان تسأله عن سورية سيقول لك على الفور إني أحب هذا البلد، خصوصاً إذا عرفه، فهنا تكون على تماس بالروحي والحضاري وبالثقافة في كثير من أشكالها. أما الملتقى فهو منظم بشكل مرن وجميل وهناك علاقة حميمة بين الفنانين المشاركين والمنظمين، ما يعكس الكثير من الارتياح.


التشكيلية البلغارية أغنيسا بتروفا
أمام عملها في غاليري تجليات

أغنيسا بتروفا Agnessa Petrova (بلغاريا):

يأخذني عملك في أكثر من اتجاه، فهلا حدثتني عنه؟
أحاول أن أقدم عاموداً أثرياً مرتبطاً بهذا المكان الذي أعمل فيه، إنه نوع من الترابط المادي واللامادي، إنه يشبه عاموداً في معبد، ويتمتع بحركة فنية مرنه تسعى للارتقاء والنمو، مثل برج بابل حسب الأساطير القديمة، ذاك البرج الذي حاول بناته أن يصلوا به إلى السماء لكن الرب لم يدعهم يفعلون، وفرقهم في الأرض ليتكلموا أكثر من لغة، أنا أحاول أن أسترجع رمزياً تلك اللغة الواحدة التي كانوا يتكلمون بها عبر الفن، لأن الفن هو لغة عالمية.

ثمة حوار مختلف بين سطوح الكتلة ببعدها الهندسي من الخارج، وبين الفراغ وليونة السطوح الداخلية، إلامَ يفضي هذا؟
إني أحاول أن أرمز إلى برج بابل وحسب.

ألا تعتقدين أن شرح العمل بهذه الطريقة سيفقدنا إمكانية التخيل، والتواصل الأبعد مع العمل؟
كل البشر يبدؤون بالإحساس أولاً ثم يفكرون، ليتعرفوا على ماهية الإحساس، أنا أفرح إذا وصل العمل بشكل إيجابي إلى متلقيه، الناس يحاولون أن يفهموا التجريد كما يريدون وفق انطباعاتهم المباشرة أو وفق ثقافتهم، لكن الأهم برأيي أن يصلوا إلى الطمأنينة والسلام عندما يرون العمل الفني، أعتقد أن رؤية الأعمال الفنية تتطلب النظر إليها بعيون الأطفال لأن الأطفال يرون بشكل أفضل من الكبار.

إذاً أنت مع أن العمل يجب أن يكون أكثر من حالة بصرية مجردة؟
أحاول في البداية أن أصل إلى الشعور بالأشياء التي أريد التعبير عنها وبعد ذلك أبدأ بالعمل، وهذا المكان بكل أجزائه يحمل تاريخاً وثقافة، ومن هنا لا أريد أن يكون عملي منفصلاً عن حضارة المكان.

هل لنوع الخامة أو المادة التي تعملين بها أثرٌ في نوعية أو شكل العمل؟
أنا أنظر إلى الأمر من الزاوية الفيزيائية للمادة، فالفيزياء المعاصرة تقول أنه لا يوجد مادة بل ذرات بينها فراغات، أنا أقيم علاقتي مع المادة من هذا المنظور أي كطاقة.

حسناً، أي الطاقات تقدم لك الأفضل تعبيراً فنياً؟
أحب رائحة الخشب، ويأخذني إلى مراحل نموه ويشعرني أني أتعامل مع حياة، أما الغرانيت فيجعلني أفكر بقسوته وكيف تم قطعه.

التي بين يديك شجرة سورية، بأي اتجاه تأخذك؟
هي طرية، لكنها قوية!

أيعكس هذا انطباعك عن سورية؟
نعم هكذا أرى سورية.

أهذا كل انطباعك عن سورية؟
هذا باختصار، لكن قول المزيد سيأخذني إلى حضارة هذا البلد وعراقته، ببيوته القديمة وطبيعته المتنوعة، هنا الشعب يحب الحياة والفرح، لقد شاهدت أعداداً من الناس أكثر من مرة وهم يرقصون، الشعب هنا يخلق الجو الذي يمنحه السعادة، والمرأة هنا تتمتع بالكثير من الحرية والفاعلية والقوة.


التشكيلية الألمانية تانيا رودر
أمام عملها في غاليري تجليات

تانيا رودر Tanja Roder (ألمانيا):

قد أقترح أن هذا الشكل الذي تقدمينه هو لامرأة غير قادرة على التواصل؟!
أنا أقدم الشكل وفق رؤيتي، ولكن يهمني أن أعرف كيف يمكن للمتلقي أن يتواصل معي، أحاول أن أقدم عملي بأكبر قدر من البساطة.

الفراغ طرف مهم في معادلة النحت، كيف أفهم منك حوار الفراغ مع الكتلة في عملك؟'
أحاول من الخارج أن أضع مجموعة من السطوح، ليتشكل جسم المنحوتة من الخارج، بعد ذلك أحاول إيجاد الفراغ ليستطيع المتلقي رؤية الأشياء من الداخل، إذ يهمني داخل الأشياء.

لماذا يكون اللون الأبيض هاماً لديك بحيث تقدمين عملك به؟
الأبيض أو الأسود هما اللونان اللذان يعطيان الظلال.

لماذا ليس الأسود أو الرمادي؟
هنا الشمس مشرقة والبلاد دافئة، وإذا كنت في نيوزيلندا على سبيل المثال فسأقدم عملي باللون الأسود.

لماذا يعود للطقس مرجعية اللون وليس لك؟
ما يهمني هو إظهار فكرة العمل، لذا تكون اللوحة بالأبيض أو الأسود، وتؤثر بي طبيعة المكان، وهذا يتقاطع مع طريقتي بالتفكير.

وصولك إلى هذا التبسيط أكان نتيجة لتطور تجربتك أم أن عملك في الأساس يقوم على التبسيط؟
منذ سبع سنوات أعمل على الأجساد الإنسانية، حتى وصلت اليوم إلى هذا.

لكن الشكل لديك لا يزال يحتفظ بمقاربته الواقعية؟
الشكل لدي هو نوع من التجريد المبسط.

بين السطوح الخارجية الهندسية، وليونة بعض السطوح الداخلية هل ثمة ما هو أكثر من الحوار بين اللين والهندسي؟
إنه مجرد حوار بين الهندسي والخطوط اللينة والحرة.


هل يمكن اعتبار هذا الشكل ظلاً إنسانياً؟
نعم.

إذا كان ظلاً فهل يأتي من فقدان القيمة الإنسانية أم من إسقاط الحالة النفسية؟
أحاول الجمع بين بساطة الشكل وانعكاسه كظل.

كيف تحدثينا عن انطباعك عن سورية؟
أحببت بشكل كبير هذا الملتقى، وأنا أتمتع برؤية أعمال الفنانين المشاركين. سورية بلد جميل جداً ويشعرك كل إنسان هنا أنه صديق لك، حتى سائق التكسي، أنتم شعب مضياف. كنت بالأصل خائفة من القدوم إلى سورية بسبب الإعلام السلبي عندنا، وما وجدته كان مختلفاً جداً عن ما سمعته، ففي اليوم الأول سهرت حتى ساعة متأخرة وكان الناس يمشون في الشوارع وهذا لا تجده في الكثير من المدن في ألمانيا، أنتم لديكم الكثير من الأمان هنا.


التشكيلي القبرصي خريستوس لانيتيس
أمام عمله في غاليري تجليات

خريستوس لانيتيس Christos Lanitis (قبرص):

كمتلقٍ أرى في عملك مزجاً لفكرة الولادة ما بين النبات والإنسان؟'
هذا عائد لك كمتلقٍ، ولك الحرية في قراءة العمل كما تريد.

حسناً، هل يمكن النظر إلى عملك من منظور الأنوثة والذكورة والتكامل فيما بينهما؟
العمل يدور في فلك الحياة، ويدور في فلك المرأة.

رغم أنك قدمت عملاً تجريدياً، إلا أن روحية الأنثوي، هي التي تسيل منه؟
هذا يأتي من حياتي فأنا دائم البحث عن الجمال وتحديداً في ماديات الجمال، والمرأة هي الملهم الأساس لدي.

حب وحياة هل يلخص هذا فكرة عملك؟
حب وحياة وجمال وجنس.

من هي المرأة؟
المرأة هي مركز كوني، وحياتي وكل شيء، الرجل أقل أهمية منها بكثير.

هل نتحدث عن انطباعك عن سورية؟
لاحظت من خلال مرافقتك لنا أنني لم أشعر للحظة أني غريب هنا، فأنا قريب منكم في الجغرافيا والثقافة، سورية بلد لا يمكن أن تشعر فيه بالبرد.


التشكيلي الألباني جينتي تافانكسيف
أمام عمله في غاليري تجليات

جينتي تافانكسيف Genti Tavanxhiv (ألبانيا):

ما الذي جعلك مهتماً بتشكيل الحرف العربي وتقديمه في هذا الملتقى؟
الحرف العربي هو نوع من التجريد، وأنا أحب التجريد، وهو يحمل طاقة عالية للتشكيل، لما فيه من حركة وأناقة، الحرف العربي حرف جميل كما الوردة، هو جميل بالمطلق.

اهتمامك بالحرف العربي هل يمكن أن يدفعك لتدرسه في المستقبل؟
نعم، وهذا سيجعلني أتعمق أكثر وأكثر به، لأنه يحمل الكثير من الإمكانات.

ألا تعتقد أن الحرفين العربي واللاتيني يحملان ذات الروح، فلماذا تفضل أحدهما على الآخر؟
بغض النظر عن المعنى، الحرف العربي غني جداً بجمالياته، وهو آخر ما وصلت إليه في تجربتي النحتية التي بدأت بالورود والعقد، والآن هذه التجربة هي تجربة متقدمة للغاية بالنسبة إلي، ولا أعرف لماذا شدني الحرف العربي بهذا الشكل، ولا أعرف أيضاً إلى أين سأصل بهذه التجربة.

لماذا نفتقد بشكل خاص إلى الفراغ داخل عملك؟
عندما تعمل على المعدن، تستطيع أن تخلق فيه الفراغ لأنك بالأساس تشكل المعدن لتخرج منه بالكتلة، أما الخشب أو الحجر فهو كتلة وعليك أن تحترم حضورها، أنا أعمل على الكتلة من الخارج، وكل مادة تفرض حضورها ونوع التشكيل المناسب معها.

هل أفهم أنك تستعيض عن الفراغ بالحركة والتكوين والتوازن؟
تأتي الحركة في الكتلة كنوع من الرقص لخلق الفرح، وهذا روح العمل الفني لدي، ونوع الحركة أو الفرح يختلف باختلاف المكان الذي أعمل فيه، فهنا روح العمل مفعمة بالحياة بعكس مشاركتي في دبي على سبيل المثال.

مع ذلك فالكتلة لديك صلبة ومتماسكة وقوية؟
بالنسبة لي هذا هو الأساس، فأن تستطيع تحريك الكتلة الصلبة والقاسية إلى هذا الحد، يعني أنك قد قدمت عملاً جيداً.

هل نتعرف إلى انطباعك عن سورية؟
عملي بالدرجة الأولى يعكس هذا الانطباع، لكن يمكن القول إني لم أشعر بأني غريب بينكم أبداً، لقد عشت أجمل أيام حياتي هنا، هنا أشعر أن لي عائلة كبيرة.


التشكيلي الجيورجي جامبر جيكيا
أمام عمله في غاليري تجليات

جامبر جيكيا Jumber Jikia (جورجيا):

يتجه عملك إلى البناء والتركيب، فما هي الرسالة التي تحاول إيصالها من خلاله؟
العمود هو أساس كل أنواع العمارة، كما أن العمارة أساس وحاضن التاريخ والثقافة، وهذا ما ألح على إظهاره في عملي، وسورية هي مهد للحضارة الإنسانية، وبهذه الرؤية تتقاطع سورية مع هذا العمل، وقد توج العمل بهرم يمكن النظر إليه على انه اكتمال العمارة أو على أنه هذا الجبل الذي يكلل دمشق، ولا أكتفي بهذا بل أضيف مساحة تحيط بهذا الجبل في إشارة ليدي الرب اللتان تحميان دمشق.

هل يمكن رؤية العمل في بعده التشكيلي على أنه بنائي والتكوين هو أساس رؤيتك التشكيلية؟
نعم شكل التكوين هو أساسي لدي لأظهر الفكرة من خلالها، وينبغي أن يكون التكوين منسجماً ومتحركاً ومميزاً.

أنت من أكثر الفنانين هنا محاولة في إظهار الفراغ داخل الكتلة، كيف نفهم أكثر رؤيتك؟
هذه طريقتي في الاختلاف والتعبير، الفراغ يساعدني على إظهار دواخل البناء المعماري، الخشب أو هذا التشكيل على الخشب ليس مجرد بناء متين فيه الحركة والتوازن، فيه الإيقاع والموسيقى، إنه بناء إيقاعي.

مع أن عملك على الخشب، إلا أن روح النحت على الحجر موجود فيه؟
لا فرق لدي من حيث البناء أو التكوين سواء في الحجر أو الخشب، أنا يهمني الشكل وإخراجه، ويهمني أيضاً الشكل وعكس الشكل، محدب أو مقعر.

ألا يمكن تفسير إلحاحك على الفراغ بأنه محاولة للدخول أكثر إلى قلب المادة؟
نعم، العمل النحتي هو صديقي، وحبي وعشقي، وأحاول على الدوام الدخول إلى قلب المادة التي أعمل عليها، هذا العمود الذي يظهر في عملي هو أكثر من قطعه خشبية، وهو أكثر من عامود، أنا ادخل إلى قلب العمارة وبالتالي إلى قلب الحضارة والتاريخ.

هلا حدثتنا عن انطباعك عن سورية؟
لا زلت حتى اللحظة أشعر بالاندهاش في سورية، فكل مكان نذهب إليه يأخذني في رحلة طويلة إلى عمق التاريخ، هنا الأشياء أكثر عمقاً والشعب هنا يجعلك تشعر بمدى هذا العمق وبمدى الانتماء، في سورية أنت تزور بلداً لا كمكان، بل كحب وسلام وتاريخ.


التشكيلي السوري محمد بعجانو
أمام عمله في غاليري تجليات

محمد بعجانو (سورية):

بماذا تفسر هذا الاختلاف في التشكيل والتفكير بين الفنانين المشاركين هنا؟
لكل شعب ولكل حضارة فلسفتها الخاصة وشخصيتها المميزة التي لا يجب أن تتخلى عنها، وبحكم الحضارة التي خرجنا منها ومدى عمقها وفلسفتها واهتمامها بالأبعاد الروحية، من الطبيعي في هذه الحال أن تعكس أعمال الفنانين السوريين هذا الإرث، ومن الهام أن نقدمه للغير، وهذه الملتقيات التي نشارك بها داخل وخارج القطر تعكس مدى الاهتمام بالنسبة للمتلقي هنا وخارج سورية، ومن الطبيعي أيضاً أن تكون أعمال الفنانين السوريين غنية بالمفردات والعناصر البصرية وذلك لمدى التنوع في المخزون الثقافي لدينا، وطبعا لا يمكن للفنان أن يقدم الخصوصية إلا إذا امتلك أدواته المعرفية، وهذه الأدوات المعرفية هي التي تحدد ماهية العمل، لذا من الطبيعي أن ترى هذا الاختلاف.

لنتحدث عن خصوصية أسلوبك التشكيلي؟
أنا أعمل على إخراج السطوح وانعكاس الضوء على هذه السطوح، وأفاعل الكتلة مع الضوء، وقد تجبرني على إيجاد منافذ للضوء أحياناً، تتمتع أعمالي بالخطوط الانسيابية المأخوذة من حركة الماء والهواء، وأذكر أنه في بدايتي الفنية كنت ألاحق الدخان وأحاول أن أجعل عملي بخفته، وله إيقاعات موسيقية متناغمة.

عملك في هذا الملتقى ماذا يصور؟
عملي يمثل امرأة لها جناحان وطرفاها السفليان يبدوان كجناحين أيضاً، ولها ذيل حصان ليزيد من أنوثتها ورشاقتها، إضافة للقرون التي وضعتها على رأسها كنوع من القوة وحتى لا تبدو بسيطة ولينة، ويمكن تلخيص الفكرة بأن هذه المرأة عبارة عن ملاك للإنسان والحيوان والنبات وربطت هذه العناصر بجعلها سلسلة متكاملة علينا الحفاظ عليها في الحياة.

نلاحظ أنك تكرر وضع القرون في أكثر من مناسبة على منحوتاتك؟
الوردة من يدافع عنها؟ أليست الشوكة! وكذلك النحلة، على الكائن أن يكون لطيفاً وجميلاً وفي ذات الوقت لا يسمح للغير بالاعتداء عليه، القرون تمنح العمل المزيد من القوة.


التشكيلي السوري عماد الدين كسحوت
أمام عمله في غاليري تجليات

عماد الدين كسحوت (سورية):

غنى عملك بالكثير من المفردات والتفاصيل إلى ماذا ترده، وحبذا لو تحدثت عن الفكرة التي يحملها العمل؟
بالعمل نفسه تفاصيل واختزال وهذا يأتي في إطار الحوار الداخلي والخارجي للعمل. إن سورية بلد غني بحضارته وعملي يعكس هذا التنوع، وإذا رجعنا إلى فن النحت في الهند سنجد أنهم يدخلون الكثير من الرموز إلى أعمالهم، وذلك لغنى حضارتهم بالرموز. عملي اسمه الوردة الدمشقية، المعروفة بأصالتها في العالم، وما أريده هو أن يكون عملي امتداداً لهذه الأصالة، فنرى العمل يصور امرأة بجسدها الممشوق، وهي استعارة فينيقية، بينما ترى العيون الواسعة من الحضارة السومرية، ولأن سورية مهد السلام والحرية زينت رأسها بطائر يخفق بجناحيه.

عملك يحمل أكثر من بعد إيحائي، فهل نتحدث عن هذا التنوع في عملك؟
حاولت في عملي أن أبرز الحركة من خلال التكوين الانسيابي للعناصر وتتجلى الحركة في الثوب والطائر والشعر، وهذا هام ليغدو العمل أكثر حضوراً كحياة وأكثر تأكيداً على تواصلها بين الماضي والحاضر، وإضافة لطول الشكل الذي يوحي بالرفعة أضفت الذهب إلى أقراطها لأمنحها الثراء والديمومة، وليكون العمل أكثر تنوعاً بخطابه الحسي حاولت منح الشفاه إحساس الكلام، بمعنى أن هذه الوردة الدمشقية لا تصدر العطر وحسب بل والمعرفة والجمال والحرية وثراء المعرفة.

وجدير بالذكر أن أعمال الملتقى قد اختتمت بعراضة شامية لكي تعطي الفنانين المشاركين صورة عن الفنون المحلية الفلكلورية، لتترك لديهم ذكرى جميلة تعبر عن مدى حرص القائمين على الملتقى على وداعهم وسط أجواء مليئة بالفرح تليق بمشاركتهم في هذا الملتقى.


عمار حسن - دمشق
ترجمة: إدوار الشاعر، لمى كوكش، قمر نجار
تصوير: عبد الله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من الحياة اليومية لملتقى النحت على الخشب الدولي الأول في قلعة دمشق

من الحياة اليومية لملتقى النحت على الخشب الدولي الأول في قلعة دمشق

من الحياة اليومية لملتقى النحت على الخشب الدولي الأول في قلعة دمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق