معرض الخريف 2012 في المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق

25 تشرين الثاني 2012

.

أقامت مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين، معرض الخريف السنوي في المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق، وذلك من مساء الثلاثاء 20 تشرين الثاني 2012.

قدم الفنانون أكثر من 140 عملاً فنياً امتازت في مستوياتها ومواضيعها الفنية، وبتقنيات تنوعت في التصوير الزيتي بين الباستيل والزيت والمائي والطباعة والكولاج مع تنوع في تقنيات أعمال الغرافيك وتنوع في خامات الأعمال النحتية بين الخشب والمعدن والحجر.

كما امتازت أغلب الأعمال المعروضة بمستوى فني جيد وخاصة لدى الأسماء المعروفة من الفنانين المخضرمين والذين قدموا بصماتهم في الحركة التشكيلية السورية عبر سنوات من العمل والإبداع. ولم يخل المعرض من بعض الأعمال البسيطة في سويتها والمتواضعة في طرحها الفني والتي يعتبر وجودها في هذا المعرض بمثابة تسجيل الحضور لا أكثر مع حضور قوي لبعض الأعمال الجيدة لفنانين منتقلين حديثا لمعرض الخريف بعد مشاركات عديدة ومهمة في معرض الربيع السنوي وذلك لتجاوزهم سن الأربعين عاماً.


عمل للفنان حكمت نعيم في معرض الخريف السنوي 2012


وفي حديث سابق قالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة: «إن هذا المعرض هو ملتقى فني تقليدي سنوي، حرصت مديرية الفنون الجميلة في الوزارة على إقامته بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وبجهود الفنانين الذين اثبتوا حضورهم على الساحة التشكيلية السورية والعالم العربي»، وأضافت الوزيرة مشوح: «إن كل فنان يرى الوجود بعين مختلفة عن الآخر فبعضهم يهتم باللون وبعضهم يولي التقنية أهمية خاصة وآخرون يحرصون على الموضوع ومنهم من يأخذ بالمكونات كلها على محمل واحد من الاهتمام وهذا ما نراه اليوم في هذا المعرض من خلال رؤية الفنانين المتنوعة لمحيطهم وواقعهم وهذا أمر في غاية الأهمية».

بدوره قال الدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين: «إن هذا المعرض عمره أكثر من خمسين عاماً وصار تقليداً سنوياً للحركة التشكيلية في سورية حيث يحرص الفنانون والمتابعون والمهتمون على انتظار هذا النتاج الفني في نهاية كل عام ليروا أفضل إبداعات الفنانين التشكيليين السوريين" . مضيفاً " إنه في هذا العام هناك مشاركات متميزة وخاصة من الفنانين الشباب الوافدين من معرض الربيع السنوي ما يشكل رافدا جيدا للحركة التشكيلية السورية، مبيناً أن بعض الفنانين لم يشاركوا هذا العام بالمعرض بسبب ظروفهم الخاصة أو نتيجة الأحداث التي تشهدها البلاد في عدة محافظات وصعوبة إرسال الأعمال أو الحضور».

من جانبه قال النحات أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة: «إن المعرض يعكس واقع الحركة التشكيلية السورية المعاصرة ولا يمكن تقييمه كنتاج منفصل عن الأحداث التي تعيشها البلد، وبالتالي تأثر الفنان أمر طبيعي كغيره من الناس مبيناً أنه كانت هناك صعوبة كبيرة بالتواصل مع الكثير من الفنانين في محافظات عدة لإيصال الأعمال المشاركة».


عمل للفنان فؤاد أبو عساف في معرض الخريف السنوي 2012


وأوضح عبد الحميد أن مجرد المشاركة في هذا المعرض تصور موقف الفنان السوري من الأزمة التي نعيشها ما يعكس إصرار الفنانين التشكيليين السوريين على استمرار تطور الحراك الفني رغم كل الصعوبات والمخاطر.

وأكد مدير الفنون الجميلة أن المستوى الفني الذي قدم في المعرض تفاوت بين العالي والجيد والمقبول مبيناً أن لجنة التقييم تجاوزت بعض الملاحظات على المستوى الفني كنوع من التشجيع على المشاركة التي تعتبر أمراً مهماً وذا دلالة كبيرة على ضرورة الحياة والاستمرار بالعمل الفني في ظل الأوضاع السائدة.

أما الناقد سعد قاسم فقال: «إن المستويات التي تقدمت للمشاركة هذا العام كانت جيدة بالعموم رغم عدم قدرة العديد من الأسماء المهمة على المشاركة، إما نتيجة صعوبة ظروف الشحن والتنقل أو لعدم عدم قدرة البعض على العمل في ظل الأزمة الراهنة. وبين عضو لجنة تقييم الأعمال المشاركة " أن هناك عدة أسماء معروفة قدمت مستوى متطورا نتيجة نضوج أكبر لتجربتهم الفنية ولا يوجد أعمال ضعيفة وإنما هناك عدد محدود من الأعمال المنخفضة السوية الفنية والتي تم عرضها احتراماً لأسماء أصحابها ولتجربتهم الفنية الطويلة، مبيناً أن الأهم في هذا السياق هو انجاز المعرض في ظل الأزمة التي نعيشها».

وحول الانتقال هذا العام للعرض في المجمع التربوي قال قاسم: «إن هذه التجربة ومن قبلها معرض الربيع جاءت لإعطاء ظروف عرض أفضل للأعمال كون القاعة معدة خصيصاً للعرض الفني ما جنبنا النمطية البصرية التي كانت تؤثر على رؤية الأعمال المعروضة في خان أسعد باشا الذي يعتبر مكاناً أثرياً مهماً جداً ولكنه لا يصلح ليكون صالة عرض فنية».

من جانبه قال الفنان عبد المعطي أبو زيد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين: «إن حرصي الدائم على المشاركة في هذا المعرض السنوي يدفعني للتحضير له بأعمال جديدة فقدمت في عملي المشارك أسلوبية تعبيرية انطباعية في توزيع التراث ضمن وحدات لونية جديدة وتناغم في البناء وتناقض في الحركة فاقتربت من التجريد من خلال تسطيح وتبسيط التصميم العام للعمل».

وشارك الفنان جورج ميرو من الحسكة بلوحة خاصة للمعرض جاءت بأسلوب واقعي انطباعي تصور مدينة رأس العين بمنظر جبلي جميل.


عمل للفنان ناصر نبعة
في معرض الخريف السنوي 2012


فقال: «إن اختياري لهذا الموضوع جاء تعبيراً عن جمالية مناطقنا الشمالية ومناعتها في وجه الطامعين المعتدين، مبيناً أنه حرض على المشاركة والتواجد الشخصي في المعرض رغم كل الصعوبات لإثبات أهمية استمرارية العمل الفني في ظل هذه الأزمة كنوع من رد الجميل للوطن الذي أعطانا على مدى العمر الكثير من الخيرات».

وقال النحات بسام حبو القادم من محافظة الحسكة: «إن اختياري لمادة خشب الزيتون تعبير عن أصالة هذه الشجرة التي تنتمي الى سورية كموطن أول لها وجمعت بأسلوب تعبيري بين الغزال المعروف في منطقة الجزيرة مع شجرة الزيتون وما تعنيه الى جانب ارتباط العمل بالأرض والجذور والوطن حيث لم أضع للمنحوتة قاعدة مستقلة».

يذكر أن لجنة اختيار الأعمال المشاركة لهذا العام ضمت كلا من الدكتور علي القيم والدكتور حيدر يازجي وأكثم عبد الحميد وفؤاد دحدوح وطلال عبد الله وطلال معلا ومحمد وهيبي وسعد قاسم. ومعرض الخريف السنوي الذي يقام في أواخر النصف الثاني من العام مخصص للفنانين الذين تجاوزوا الأربعين من عمرهم وهو نشاط يقابله معرض مماثل للفنانين تحت سن الأربعين يقام في النصف الأول من كل عام تحت اسم معرض الربيع.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

عمل للفنان علي الكفري في معرض الخريف السنوي 2012

عمل للفنان عهد الناصر رجوب في معرض الخريف السنوي 2012

عمل للفنان علي السرميني في معرض الخريف السنوي 2012

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق