في يوم الجلاء: احتفال مركزي وشعبي بعيد الجلاء في حلب

20 04

رفرفت رايات العلم السوري في أنحاء ساحة سعد الله الجابري بحلب احتفالاً بعيد الجلاء حيث أقيم ضمنها مهرجان شعبي حاشد بهذه المناسبة وذلك صباح يوم السبت 17 نيسان 2010، وازدحمت الساحة بعشرات الناس الذين توافدوا لحضور هذا الاحتفال.

وتزينت الساحة بالأعلام السورية وصور أبطال الاستقلال أمثال الشيخ صالح العلي، والمجاهد إبراهيم هنانو، وأحمد مريود، والقائد يوسف العظمة وغيرهم، حيث تم إعادة استذكار هؤلاء الأبطال وما قدموه من تضحيات للوطن الغالي ضمن هذه الاحتفال.

وقد بدأ المهرجان بعدد من الكلمات الرسمية حيث ألقى عدد من المسؤولين كلمات عبرت عن أهمية المناسبة في قلوب ووجدان الشعب السوري حيث ألقى السيد محمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي كلمة تحدث فيها عن تضحيات الشهداء وما قدموه لأجل هذا الوطن، حيث خاضوا معارك الشرف لتحريره، مضيفاً بأن يوم السابع عشر من نيسان سيبقى يوماً ذا معنى مميز لكل أبناء الشعب السوري عاماً بعد عام.


الكلمات الرسمية

ومن ثم ألقى المهندس علي أحمد منصورة محافظ حلب كلمة تحدث فيها عن افتخار حلب باستضافتها لهذا المهرجان في الذكرى الرابعة والستين له، مضيفاً بأنها ستبقى على الدوام قلعة الصمود والشموخ، وبأن يوم الجلاء سيبقى اليوم الذي يجسد حرية سورية واستقلالها.

كما ألقى أيضاً السيد غسان عبد العزيز عثمان عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية الأمين العام لحزب العهد الوطني كلمة عن أهمية هذه المناسبة والدروس المستلهمة منها مشيراً إلى أن هذه الدروس ستلهم الشعب على مواصلة النضال ضد كل أشكال التحديات التي تواجه الأمة.

أفراح الجلاء:
من المتواجدين في الاحتفال التقينا السيد عبد الكريم عبد الحي المعمِّر وأحد رجالات الثورة السورية والذي تحدث عن مراحل قيام شرارة الثورة وانتشارها في كل أنحاء القطر السوري مدفوعة بإخلاص رجالها ورغبتهم بالتخلص من المستعمر حيث يتابع قائلاً: «كانت بداية الثورة من خلال المظاهرات التي كنا نقوم بها ضد الاحتلال الفرنسي، وبعدها تحولت إلى اشتباكات معه حيث استشهد فيها عدد من زملائنا ما جعلنا نعلن شرارة الثورة على المحتل. قمنا في البداية بمحاصرة ثكنات الحامية الفرنسية الموجودة هنا وقطع إمدادات المياه والطعام عنهم. وما لبثت الثورة أن امتدت واتسعت رقعتها لتشمل عدداً من المناطق والمدن السورية الأخرى».

ويتابع السيد عبد الحي قائلاً بأن مشاركة السوريين في الثورة كانت كاملة شاملة من رجال ونساء وكبار وصغار، مضيفاً بأن هذا الأمر أدى إلى جلاء المستعمر في النهاية ونيل سورية استقلالها عن طريق بذل الكثير من التضحيات.

الأستاذ جورج مراياتي

كما ألقى الأستاذ جورج مراياتي عضو اتحاد الصحفيين العرب قصيدة بعنوان «من أفراح الجلاء» يقول لنا عنها: «عاشت حلب اليوم احتفالاً شعبياً بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لعيد الجلاء حيث نالت مكرمة كبيرة تمثلت في اختيارها لتكون مكان الاحتفال المركزي. كما أنني شخصياً نلت مكرمة كبيرة بمشاركتي اليوم في الاحتفال عن طريق إلقاء قصيدة بعنوان "من أفراح الجلاء" والتي تألفت من عدة مقاطع تحدث المقطع الأول منها عن الاحتفال بذكرى الجلاء، في حين تطرق الثاني إلى موضوع تاريخ البطولات في التي جرت في سورية، ومعاناة بلدنا لنيل الاستقلال، وتحدث المقطع الثالث من القصيدة عن القدس والجولان الذين نأمل كلنا أن يتحررا قريباً، أما المقطع الرابع والأخير فكان تحية لمدينة حلب التي استضافت هذا اليوم».

بعد ذلك جرى القيام بعرض لشخصيات قادة الجلاء أمثال القائد يوسف العظمة، والشيخ صالح العلي، والمجاهد أحمد مريود، والمجاهد إبراهيم هنانو، وسلطان باشا الأطرش، ورمضان شلاش، عن طريق شخصيات تمثيلية لهم جالت على صهوات الخيل في حين قامت كل من المذيعة التلفزيونية عبير سويقات والممثل رياض وردياني بتقديم لمحة عن مجاهدي الثورة هؤلاء حيث يقول الممثل رياض وردياني عن هذا الموضوع: «قدمنا اليوم لمحة عن هؤلاء الأبطال الذين لن ننساهم والذين ضحوا بأنفسهم لكي تحيا سورية». ويتابع الممثل وردياني بأن اليوم يمثل مناسبة عظيمة حيث يجسد احتفال أبناء حلب بذكرى الجلاء والتحرير.

بعد ذلك تم عرض مسير يمثل أجيال سورية جيلاً وراء جيل من كبار إلى شباب وأخيراً جيل الأطفال حيث كان العامل المشترك المتمثل في هذه الأجيال الثلاثة هو حملها لعلم الوطن، العلم السوري.

استذكار لرجالات الثورة

كما تم في الوقت ذاته تقديم مشهد عن الجولان قدمه الفنان ناصر وردياني الذي يقول: «إن المشهد الذي قدمته هو عن فكرة تحرير الجولان والتي لن تبقى محتلة إلى الأبد، وسوف يتم تحريرها على يد سيادة الرئيس القائد بشار الأسد بإذن الله في نهاية المطاف». ويتابع بالقول بأن عيد الجلاء هو مناسبة غالية على قلوب السوريين والعرب، وهو اليوم الذي امتزج فيه تراب الوطن مع دماء الشهداء.

بعد ذلك قدمت لوحات راقصة من قبل عدد من فرق الرقص الشعبية حيث قدمت فرقة الشهباء «رقصة الأرض»، في حين قدمت فرقة ساردار آباد رقصة «أنا السوري»، وأخيراً قدمت فرقة جيرو رقصة «أنا الشهباء». كما قدم بعض من فناني مدينة حلب عدداً من الأغاني الوطنية مثل الفنان نهاد نجار الذي قدم أغنيتين وطنيتين، والفنان صفوان عابد. وفي النهاية تم تقديم أوبريت «العشر الماضيات» من قبل فناني حلب كتحية للقائد الرئيس بشار الأسد».

مشاعر كبيرة، فخر واعتزاز:
قام «اكتشف سورية» برصد آراء الجمهور المتواجد في الساحة حيث كانت البداية مع السيد عبد الخالق برو والذي قال لنا بأن هذا اليوم ليس كباقي الأيام فيه نالت سورية حريتها واستقلالها عن المستعمر الفرنسي وتابع قائلاً: «في مثل هذا اليوم قبل أربع وستين سنة تقريباً، نالت سورية حريتها. لم يكن التحرر سهلاً أو بسيطاً، بل تخلله تضحيات كبيرة وجهود قادة كبار ومجاهدين عظام. كلما يأتي هذا العام، أتذكر تضحيات هؤلاء من أجل أن نعيش نحن بحرية وسلام بعيداً عن الذل»

أما عن رأيه بالاحتفال فيقول بأن العروض المقدمة كانت مميزة تمجيداً لذكرى كانت مميزة حيث يتابع بالقول: «تم تقديم عدد من الفقرات المميزة اليوم والتي حاولت متابعتها إلا أن الازدحام حال دون ذلك. من الجميل أن تكون مدينة حلب هذا العام هي الحاضنة للمهرجان المركزي الشعبي، وفي النهاية أود أن أشكر كل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان».

أما الشاب خالد سليم فيقول بأن جده طالما تحدث عن فترة الاحتلال وما كانوا يعانونه فيها على يد المحتل، مضيفاً بأن الحرية نعمة لا يشعر بها إلا من كان تحت الاحتلال حيث يضيف: «كان جدي يتغنى لنا بالحرية وبأنها الأمر الذي لا يحس به إلا من عاني تحت الاحتلال، كان جدي شاباً أيامها كما قال لنا وكثيراً ما كان يضرب ويهان ويذل من قبل المحتل في مرحلة ما قبل الجلاء. هذا اليوم يحمل أهمية كبيرة ومعنى مهماً خصوصاً وأنه يجسد مرحلة جديدة مرت على تاريخ سورية بعد سنوات سوداء كانت تعيشها تحت عهود الاحتلال المتعاقبة التي كان آخرها الانتداب الفرنسي. ربما أنا حالياً لا استطيع تخيل كيف كان الوضع آنذاك، ولكن من خلال الحكايا والروايات التي سمعتها عرفت كم عانى وقاسي أهلنا حتى نالوا شرف الاستقلال».

يذكر بأن يوم السابع عشر من شهر نيسان يمثل اليوم الذي رحل فيه آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية حيث تم اعتماد هذا اليوم كخاتمة لسنوات الانتداب الفرنسي على سورية الذي بدأ مع إنذار الجنرال غورو الشهير في العام 1919 وانتهى مع يوم يوم الجلاء في العام 1946.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

المنصة الرسمية في الاحتفال المركزي بعيد الجلاء في حلب بحضور كبار شخصيات الدولة

الفرقة النحاسية في احتفال حلب المركزي بعيد الجلاء

احتفالات شعبية في احتفال حلب المركزي بعيد الجلاء

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

حفيد المجاهد جميل المسلط:

كم سرني ان اشاهد الأجيال تحتفل بحلب لذكرى جلاء المحتل
ولكن الذي أفرحني عندما رأيت على الشاشة حبيبتي ديما بين الحشود وهي تحمل بالونات العلم السوري وكأنها قمر بين الكواكب أو وردة تفتحت بشمس يوم الجلاء .........
حقيقة كانت حبيبتي نجمة هذا الحفل وزادة عليه ابتهاج وسرور
اعذروني فأني متيم بحب بلدي وحبيبتي ديما .

سوريا الحسكة