الفنان عاصم زكريا في صالة الشعب بدمشق بمناسبة أعياد نيسان وعيد الجلاء

26 نيسان 2012

بمناسبة أعياد نيسان وذكرى الجلاء، أقام اتحاد الفنانين التشكيليين بالتعاون مع جمعية «سيدات سورية الخير» معرض «الجلاء .. سيمفونية المجد» للفنان التشكيلي عاصم زكريا، وذلك مساء أمس الأربعاء 25 نيسان 2012، في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق.

قدم الفنان – وسط حضور كبير- 27 عملاً تشكيلياً مستمداً من المذهب الرومانتيكي، مقدماً من خلاله أعمالاً إبداعية توثق للمشهد النضالي للسوريين إبان الاحتلال الفرنسي، عبر مشاهد بصرية غنية بتوليفات لونية تحاكي البيئة الدمشقية بغوطتها التي ظللت ثواراً ثاروا على عنجهية محتل حاقد ، كما قدم الفنان التشكيلي عاصم زكريا عدة بورتريهات لشخصية وطنية حملت السلاح بوجه آلة الحرب الاستعمارية كما فعل الشيخ صالح العلي، إضافة لشخصيات متخيلة تحاكي في تفاصيلها إشراقة وجه سوري مناضل وَشَم على جبين التاريخ: «الأرض السورية حرام على كل مستعمر».


من لوحات معرض الفنان عاصم زكريا

«اكتشف سورية» تابع حفل افتتاح معرض الفنان التشكيلي عاصم زكريا وعن شخوصه التشكيلية التي تغنت بالمقاومة يقول الفنان: «نحن بحاجة لأمثال هؤلاء العظام الذين قارعوا الاحتلال الفرنسي وطردوه من بلادنا، وقدموا أرواحهم فداء لقدسية التراب السوري، ليرمزوا بذلك إلى شرف كل سوري وسوريّة، فبلدنا وعبر تاريخه الطويل كان ولا يزال بلد الحرية والكرامة، فمن وقف بوجه المؤامرات في القرن المنصرم، تابع أحفاده اليوم المسيرة عسكرياً وثقافياً وفكرياً، فسورية ولّادة لشعب واعٍ مقاوم ضد أي تدخل أجنبي».

وعن مواضيع الفن الرومانتيكي الذي يقدمه الفنان زكريا يقول: «يعتمد الفن الرومانتيكي على الحدث التاريخي والملاحم الشعرية التي تتناول قصص الشعوب، وقد استفدت من هذا الفن في تقديم مشاهد وطنية سورية منها: لوحة ميسلون التي استلهمتها من الملحمة الشعرية للشاعر خير الدين الزركلي ووصف فيها دخول المستعمر الفرنسي لسورية بقصيدة عنوانها "العذراء" فحكمت عليه السلطات الفرنسية بالإعدام وهرب على إثر ذلك إلى الأردن».

الفنان عاصم زكريا

أما عن خصائص هذا الفن الذي قلما شاهده في معارض الفن التشكيلي السوري فيقول الفنان: «يعتمد الفن الرومانتيكي على العاطفة والخيال فتشاهد الأبطال أشد بطولة والنساء أشد فتنة وبهاء، كما يعتمد هذا الفن على التشكيلات الهرمية، والمبالغة بتصوير المشهد الدرامي».

ولفت الفنان إلى أهمية تكريس الحدث التاريخي والنضالي في أعمال الشباب وخاصة التشكيلية منها حيث يقول: «أوجه دعوة للفنانين التشكيليين الشباب لرسم لوحة واحدة من بين عشر لوحات تجريدية، تتناول تاريخ سورية بمراحلها وتقديمها في عمل تشكيلي كقراءة لونية خاصة للفنان، فنحن بحاجة لضخ هذا التوجه في نفوس شبابنا من شعراء وأدباء وغيرهم، لكي نستنهض من خلالهم كبرياء الأمة وعزتها».


الدكتور حيدر يازجي

من جانبه يشير الدكتور حيدر يازجي - رئيس اتحاد التشكيليين السوريين - لأهمية تجربة الفنان عاصم زكريا بما يقدمه في هذا المعرض قائلاً: «يمثل هذا المعرض احتفالية فنية وطنية صاغها الفنان المبدع عاصم زكريا الذي وهب نفسه منذ فترة طويلة لرسم المواقف البطولية والنضالية من تاريخ شعبنا ضد الاحتلال الفرنسي، حيث يقدم لوحات جميلة تحمل طابعاً فنياً وتوثيقياً لمرحلة نضالية مشرفة ثار فيها رجالات سورية الأحرار، تاركين لنا وللأجيال القادمة إرثاً يستمد منه هذا الجيل القادم معاني البطولة والفداء».







الإعلامي شريف شحادة

وإذ كنا في العادة نستطلع آراء الفنانين التشكيليين بالأعمال الفنية المنجزة، إلا أننا ولخصوصية هذا المعرض الذي وثق لنضال الشعب السوري وطرده للمحتل الفرنسي، كانت لنا وقفة مع الباحث والمحلل السياسي شريف شحادة الذي عبر عن سعادته لهذا الحضور الكبير وأضاف: «يتميز المعرض بهالة سورية جميلة سواء من ناحية الأعمال المقدمة أو من ناحية الحضور الكريم المتمسك بتاريخه النضالي والثقافي. هذا المعرض بما يضمه من أعمال تلخص حقيقة المواطن السوري المقاوم والمحب لتاريخه وأرضه التي لن تتجزأ، في هذا المعرض نقف إجلالاً أمام هذه الأعمال التي قدمها الفنان عاصم زكريا».





السيد خالد العبود

أما عن استنهاض الذاكرة الجمعية للشعب السوري وخاصة الشباب منه فيقول عضو مجلس الشعب السيد خالد العبود: «إن الذاكرة التشكيلية الوطنية جزأ لا يتجزأ من مهمة الفنان أياً كان عمله الفني، حيث تأتي أهمية هذا المعرض من كونه يقدم مفهوماً حقيقياً لمعنى المقاومة التي يجب أن يتحلى بها شبابنا السوري وخاصة في هذه المرحلة من تاريخ سورية والأمة العربية، ففي هذه الأعمال يؤكد الفنان على وحدة الصف السوري ضد أي تجزئة يسعى إليها الغرب، حيث يقدم الفنان زكريا ذاكرة بصرية مستمدة من حقيقة عاشها الشعب السوري في بدايات القرن المنصرم، فيقدم المكان على أنه دمشق ولكن شخوصه من مختلف المحافظات السورية، ولعله يريد أن يقول أن دمشق هي الجامعة لكل الفسيفساء السورية».




الفنان عاصم زكريا في سطور:
- ولد الفنان في دمشق عام 1937.
- عاش في بيئة فنية وأدبية.
- تتلمذ على يد الفنان السوري سعيد تحسين في الأعوام1951، 1952.
- نال شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة دمشق عام 1961.
- تابع دراسته الفنية في روما (1962 – 1963).
- عاد إلى دمشق واشتغل بتدريس الفنون والتاريخ الإسلامي إلى جانب المحاماة.
- التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية بلندن عام 1973- 1974.
- أعماله محفوظة في متحف دمشق الوطني وأشهرها: «لوحة ميسلون»، «رجال الثورة السورية الكبرى».
- أقام فترة طويلة بلندن وهو مشترك بصالة كريستز للمزادات العالمية بلندن.
- له خبرة بترميم اللوحات الزيتية القديمة.
- عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين العرب ونقابة الفنون الجميلة بدمشق.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء معرض الفنان عاصم زكريا في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق

من أعمال الفنان عاصم زكريا في معرضه بصالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق

من أعمال الفنان عاصم زكريا في معرضه بصالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق