عاصم زكريا: يجب أن يجسد الفن معاناة الأمة وآلامها

24 تشرين الثاني 2013

.

عاصم زكريا فنان مبدع يمتلك قدرة على إعادة الأشياء لمضمونها الإنساني الذي يخدم تاريخ امتنا وماضينا العريق وتفرد بنموذج تكون من اللون والفكرة والتقنية مستخدما كل أنواع التشكيل في لوحاته التاريخية.

ويروي الفنان زكريا أسباب اختياره للقضايا القومية وتجسيدها في لوحاته مبينا انه يعود بشكل أساسي لتأثره بالبيئة الثقافية التي عاشها داخل أروقة منزله في «حي ساروجة» بما تحتويه من كتب تاريخية وأدبية وعلوم وكتب أجنبية ذات معارف متنوعة.


من أعمال التشكيلي عاصم زكريا

ويشير زكريا إلى اعتماده في لوحاته القومية على الأسلوب «الرومانتيكي» وذلك عندما يتناول مواضيع تتعلق بكفاح الشعب ضد الاستعمار والظلم الذي تعرضت له بلادنا خلال العقود الماضية لافتاً إلى أن هذا الأسلوب يرتكز على تجسيد معاناة الأمة وآلامها ومشكلاتها ويعبر أيضا عن كبريائها وأمالها.

ويضيف زكريا «لقد اعتمدت هذا المذهب في رسم الأحداث التاريخية الجسام التي مرت بها بلادنا وأثرت فينا بدءاً من معركة ميسلون وانتهاء بمذبحة البرلمان ونيل الاستقلال هذه الأحداث فرضت نفسها علينا فأصبحنا نعبر عنها إما بالرسم أو بالشعر أو بالأدب أو الموسيقا أو كل الفنون الأدبية».


من أعمال عاصم زكريا

ويشير زكريا إلى أنه إضافة إلى القضايا القومية كان للوحاته جانب فني خص به أحياء دمشق القديمة فرسم جدرانها الطينية ونوافذها الخشبية المتقاربة والمتقابلة التي تكاد تلتصق ببعضها.

ويشرح عن الأسلوب الانطباعي الذي يعتمده في لوحاته الفنية مبينا أنه يعتمد على الكتل اللونية الكبيرة دون محاولة المزج بينها أي وضع الألوان مصففة إلى جانب بعضها تاركين للعين تحليل أو مزج اللون بواسطة العصب البصري مشيرا إلى أن هذا الاسلوب تلقائي أي مباشر عن الطبيعة دونما حاجة للتخطيط وإعمال الذهن بالتكوينات والتشكيلات التي تتطلب حشر الفكر والذهن لإتمام الموضوع.

وللفنان زكريا طقوس خاصة أثناء ممارسته للرسم فالحدث الذي يسعى لتسجيله على اللوحة يأخذ منه كل تفكيره ووعيه فلا يشعر إلا وقد انعزل عن العالم من حوله ولم يعد يشعر به ليأتي إلى لوحته الكبيرة ويضع كلتا يديه عليها ثم يتركها ويعود إليها مراراً وتكراراً وكأنه أمام مسرح أبيض يوزع أدوار شخصياته التي انتخب لتمثل أدوارها.

ويؤكد زكريا أنه اهتم كثيراً بالنظريات اللونية أثناء دراسته في إيطاليا وإنكلترا وخاض في مزج الألوان وتشكيل سلسلة منها سواء كانت متجاورة أو متباينة أو متممات وفق ما يقتضيه الموضوع. ويعتبر أن الوحة بصورة عامة يجب أن تتمتع بالديمومة والبقاء لذلك فإن جودة الألوان وصناعتها الجيدة مطلوب من الفنان التحري عنها.

ويتابع «لقد ظهرت لدينا في السنوات الأخيرة مادة اسمها "الأكراليك" لها ميزات جيدة من حيث الثبات وسرعة الجفاف وإشراقة بنيتها وهي مفيدة في الرسم التلقائي ولا تعتمد على مادة الزيت والآن فإن جميع مدارس الفن الأوروبي يشتغلون بالأكراليك الذي يعتمد مزجه على الماء فقط».


من أعمال التشكيلي عاصم زكريا

يذكر أن الفنان عاصم زكريا من مواليد دمشق عام 1937 عاش في بيئة فنية وأدبية نال شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة دمشق تابع دراسته الفنية في روما والتحق بالأكاديمية الملكية البريطانية بلندن أعماله محفوظة بمتحف دمشق وأشهرها لوحة ميسلون-رجال الثورة السورية الكبرى.

وللفنان زكريا أعمال في ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة شارك في معارض متعددة دولية ومحلية ورسمية كثيرة جداً ونال جوائز متعددة ومتنوعة كان آخرها معرض الجلاء سمفونية المجد عام 2012 في صالة الشعب للفنون الجميلة وهو عضو في إتحاد الفنانين التشكيليين العرب ونقابة الفنون الجميلة بدمشق.


اكتشف سورية

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق