اختتام مشروع سفير التراث في مدينة حلب بتسمية السفراء ومعرض للصور

03 05

اختتمت مساء يوم السبت 1 أيار 2010 فعاليات مشروع «سفير التراث» بإعلان أسماء «سفراء التراث»، إضافة إلى إقامة معرض صور يجمع الصور التي التقطها الأطفال خلال مراحل المشروع عن مدينة حلب القديمة.

وكان قد سبق لـ «اكتشف سورية» أن واكب المشروع الذي قام على اختيار عدد من الأطفال ينتمون إلى ست مدارس متنوعة ما بين عامة وخاصة مع مدرسة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعليم هؤلاء الأطفال أهمية المدينة القديمة والتراث. وقد تألف المشروع من فعاليتين: الأولى كانت «سفير التراث» التي انطلقت مع اختيار 32 طفلاً تتراوح أعمارهم بين العاشرة والاثني عشر عاماً، حيث جرى تقديم كتاب يتحدث عن تراث مدينة حلب بلغة مبسطة إليهم، ومن ثم إعدادهم لاختيار الأفضل منهم كي يكون سفيراً للتراث في مدرسته لمدة عام دراسي كامل. أما الفعالية الثانية فقامت على تنظيم محاضرات عن فن التصوير الضوئي لهؤلاء الأطفال ومن ثم عرض هذه الصور ضمن معرض يرافق حفل تسمية سفراء التراث.

وفي تصريح لموقع «اكتشف سورية» يقول السيد عمار غزال مدير المدينة القديمة في حلب بأن اليوم شهد تنصيب ستة أطفال كسفراء للتراث ليقوموا بمهامهم مع بداية العام الدراسي القادم حيث يتابع قائلاً: «ستكون مهمة سفير التراث الذي يتم اختياره هي القيام بمحاضرات عن المدينة القديمة وقلعتها وأسواقها لأصدقائه في المدرسة وذلك مع بداية العام الدراسي القادم حيث سنزوده نحن خلال الفترة القادمة بكتب جديدة تتحدث عن التراث مع قراءتها وشرحها وتفصيلها له، كما سندعم هؤلاء السفراء في كل يطلبونه لتحقيق الغاية من كونهم سفراء للتراث».

أما عن معايير اختبار «السفير» فيقول بأنها تمت بالتنسيق مع المشرفين القادمين للطلاب حيث يتابع قائلاً: «كان المشرفون يتابعون الطلاب عن كثب حيث كنا وضعنا في البداية معايير لاختيار السفير منها أن يكون لديه الرغبة والقدرة على التمثيل الجيد للمشروع، وأن يكون قادراً على أن يتكلم أمام زملائه وعرض وجهة نظره بفصاحة، وأن يكون لديه ملكة فنية وقدرات إبداعية حيث تم اختيار هؤلاء الأطفال بناء على هذا الأساس».

ويضيف بأن العام القادم سيشهد زيادة عدد المدارس المشاركة من جهة، مع اختيار سفراء جدد من ناحية ثانية، مختتماً قوله بأن الهدف الأساسي من كامل المشروع هو توعية الأطفال بمستقبل المدينة القديمة وأهميتها: «كانت توقعاتنا السابقة تجاه التجربة هي أن تكون حدثاً ثقافياً عادياً، إلا أن مشاركة الأطفال وتواصلهم وتفاعلهم الكبير مع المحاضرات والفكرة جعل هذا المشروع واحداً من المشاريع المميزة للغاية. هناك العديد من الأطفال الذين بدؤوا منذ الآن بتحضير عروض تقديمية على برنامج Power Point عن حلب القديمة لكي يعرضها أمام أصدقائه، وكان يأخذ رأينا فيها وبكيفية تحسينها حيث كان لهذا الأمر أثر كبير في دواخلنا».


من أجواء أمسية تكريم
سفراء التراث من الأطفال

أما الدكتور معن الشبلي رئيس مجلس مدينة حلب فيقول بأن هذا النشاط يأتي ضمن اهتمام المجلس الحالي بالأطفال واليافعين، مضيفاً بأن المجلس يقوم حالياً بعدد من النشاطات التي تتعلق بهذا الصدد مثل مبادرة جعل مدينة حلب «مدينة صديقة للطفل»، والمساهمة في تجهيز مكتبات خاصة بالأطفال بالتنسيق مع مديرية الثقافة، إضافة إلى دعم وتنظيم حملات التشجيع على القراءة ضمن المدارس حيث يتابع قائلاً: «يأتي الهدف من هذا المشروع في جعل الطفل ذا فهم أعمق للتراث، إضافة إلى تقديم مدينة حلب كحاضرة ثقافية ومدينة ثقافية. إن أهمية فكرة مشروع "سفير التراث" تكمن في أنها تهتم بالجانب الثقافي لدى الأطفال، كما أنها مبادرة نأمل أن تصبح تقليداً سنوياً، حيث نعمل منذ الآن على التحضير لنسخة العام القادم منه. وتبقى فكرة المشروع الرئيسية توعية الأطفال بأهمية التراث والمدينة القديمة، ورفع مستوى الوعي لديهم بأهمية التراث لكي يكونوا رائدين في المحافظة عليه».

ويضيف بأن فائدة المشروع جاءت آنية من خلال اللقاء الذي جرى مؤخراً ما بين أطفال مشروع «سفير التراث» وأطفال جاؤوا في زيارة إلى سورية قادمين من مدينة ليون الفرنسية، مضيفاً بأنه خلال إحدى الجلسات المشتركة بين أطفال المدينتين التي حضرها لاحظ مقدار الوعي الذي اكتسبه الأطفال حول التراث مع تقديمهم لصور مميزة التقطوها أثناء تجوالهم في المدينة القديمة.

تعالوا مع تميم إلى حلب القديمة:
وقد اعتمد الأطفال في معلوماتهم على كتاب «الإرث المحفوظ» لمؤلفه المهندس خلدون فنصة والذي قال لنا عن كتابه: «أحببت حلب القديمة وعشقتها منذ أكثر من 30 سنة، وقررت أن أتحدث عن أهمية هذه المدينة للناس، وأن أتوجه للأطفال والشباب حصراً بكتاباتي، فكان أن أصدرت كتاب "الإرث المحفوظ " في العام 2007 مع عنوان فرعي هو "تعالوا مع تميم إلى حلب القديمة". هذا الكتاب يمثل قصة بطلها الطفل تميم الذي يذهب مع أبيه إلى مدينة حلب القديمة حيث تمثل فصول القصة عملية الحوار التي تجري بين تميم الذي يسأل ويستفسر والأب الذي يجيب على أسئلته بكل محبة».

ويضيف بأن مشروع الكتاب استغرق من لحظة انطلاق الفكرة حتى إصداره عامين تقريباً موجهاً شكره إلى الفنان التشكيلي عبد الله الأسعد الذي ساهم في رسم رسوم الكتاب وإلى نادي السيارات والسياحة السوري الذي قام بطبعه حيث يتابع بالقول: «ما زاد سعادتي هو أن مجلس مدينة حلب قرر تبني هذا الكتاب لكي يكون الكتاب الذي يدرسه الأطفال في مشروع سفراء التراث حيث كانت هذه البادرة مميزة جداً بالنسبة لي».


من معرض صور الأطفال

من جهته يقول المصور الأستاذ عيسى توما الذي اختار الصور التي تم عرضها ضمن المكان والبالغ عددها مئتي صورة تقريباً، بأنه لمس مواهب واعدة في مجال التصوير تم صقلها من خلال المحاضرات التي قدمت على مدار فترة المشروع حيث يضيف قائلاً: «اعتدنا خلال الفترة الماضية ضمن معظم الوسائط والوسائل الإعلامية على تقديم مدينة حلب مدينة ميتة ومجرد مبانٍ أثرية بدون روح. كنا نقدمها على أنها "مدينة دون حياة". أما اليوم فقد قدمت هذه الصور مدينة حلب كمدينة عصرية ذات تاريخ إنما في نفس الوقت مدينة ذات "حياة وألوان"، وأرى أن هذا المعرض يمثل انتصاراً للحياة».

ويختم بأن الخطوة القادمة المنطقية بالنسبة لهذه المواهب الواعدة هو وجود مؤسسة أو جهة تهتم بهم، مضيفاً بأنه من الضروري وجود جهة تهتم بهؤلاء الأطفال أو نادٍ للتصوير يدعمهم ويرعاهم وينمي مهارات التصوير لديهم.

أنا سفير التراث:
كان الطفل فارس مراياتي على يقين بأنه سيكون سفيراً للتراث في مدرسته لعدد من الأسباب التي يعددها بالقول: «كانت لدي معرفة كبيرة بمنطقة حلب القديمة قبل دخولي مشروع التراث، كما أنني تلقيت دعماً كبيراً من عائلتي ومن المعلمين خلال فترة المشروع إضافة إلى أنني كنت أقرأ كتباً كثيرة عن حلب القديمة وأستطلع معلومات عنها». ويضيف بأنه سيقوم خلال فترة تعيينه سفيراً للتراث بإعداد عدد من العروض التقديمية التي تُعرّف أصدقائه وطلاب مدرسته على مدينة حلب القديمة مستفيداً من الصور المتنوعة الكثيرة التي التقطها هو أو زملاؤه.


تكريم الأطفال المشاركين
في مشروع سفير التراث

أما والده الصحفي والكاتب الأستاذ جورج مراياتي فيعرب عن سروره الكبير بالفكرة والنهج الذي قام عليه المشروع حيث يتابع قائلاً: «كنت مسروراً جداً بوجود عدد كبير من الأولاد المشاركين في المشروع والذين أصبح لديهم الآن فكرة عن مدينة حلب القديمة. برأيي أن فكرة مجلس مدينة حلب في العودة للقواعد فكرة ممتازة حقاً، حيث تناهى إلى علمي كيفية تعامل أطفالنا مع أطفال ليون، وكيف قدموا مدينة حلب إليهم بصورة رائعة وبديعة». ويتابع بأن فائدة المشروع تكمن في جعل الأطفال يتعرفون على مناطق حلب وأهميتها إضافة إلى تعلمهم فنون التصوير، مضيفاً بأنه يتمنى استمرار المشروع بنفس الفكرة والنهج المميز.

أما الطفل وسيم قوجة أحد سفراء التراث فيقول بأنه فرح للغاية لاختياره سفيراً للتراث في مدرسته، مضيفاً بأنه سيعمل خلال الفترة القامة على تعريف الناس بأن حلب مدينة نابضة بالحياة وبأنها ليست فقط مجرد آثار: «التقطت صوراً كثيرة لكل من القلعة والأسواق سأقوم بعرضها أمام أصدقائي وزملائي لكي يدخلوا ويشاركوا في هذا المشروع، ولكي يتعلموا مثلنا ويروا الصور ويقرؤوا كتاب الإرث المحفوظ».

يذكر بأن معرض الصور الحالي المقام في مدرسة الشيباني مستمر لغاية العاشر من أيار الحالي، كما قامت مديرية المدينة القديمة في بادرة مميزة منها بطباعة بطاقات بريدية تحوي الصور المميزة التي التقطها الأطفال مع اسم وعمر ومدرسة الطفل التي التقطها.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء أمسية تكريم سفراء التراث من الأطفال في حلب

من معرض صور الأطفال المشاركين في مشروع سفير التراث بحلب

من معرض صور الأطفال المشاركين في مشروع سفير التراث بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق