في أول نشاط للثقافي التركي بحلب: إنجازات المعمار سنان في صور

20 شباط 2010

في أول نشاط كبير للمركز الثقافي يقام في مدينة حلب منذ فترة، أقيم مساء يوم الأربعاء 17 شباط 2010 معرض التصوير الضوئي للمصور مصطفى أقصاي عن المعماري الشهير سنان في مدرسة الشيباني في مدينة حلب.

وقد عاش المعمار سنان زمن الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشر، وشيد خلال فترة سبعين عاماً ما يزيد عن 350 بناء في كامل أنحاء الإمبراطورية العثمانية ومن ضمنها سورية التي احتوت على عدد من المعالم التي صممها فيها مثل التكية الخسروية الموجودة في مدينة حلب والتي كانت أول أعماله المعمارية على الإطلاق، كما يوجد في سورية أيضاً التكية السليمانية المتوضعة في مدينة دمشق، بالإضافة إلى عدد من المعالم التاريخية الأخرى.

وقد احتوى المعرض على أربعين صورة تمثل أبرز ما صممه هذا المعمار الفذ احتلت التكية السليمانية ثلاث صور منها. وتبُرز الصور عناصر التكية بين المسجد والمتحف وسوق المهن اليدوية، كما احتلت التكية الخسروية الموجودة في مدينة حلب صورتين أيضاً من صور المعرض. أما باقي اللوحات فتضم مباني قام بتصميمها في مناطق متفرقة مثل جامع اسطنبول، مدرسة رستم باشا، جامع سنان، وقناة مولوفا المائية في الجمهورية التركية، كما يتضمن المعرض منجزات معمارية خارج الجمهورية التركية الحالية (إنما ضمن امتداد الإمبراطورية العثمانية آنذاك) مثل جامع مصطفى باشا في بلغاريا وجامع عثمان شاه في اليونان وجسر موستار في البوسنة إضافة إلى المعالم السورية.

وكانت عدسة المصور مصطفى أقصاي قد التقطت هذه الصور ضمن مشروع بدأ به كما يقول منذ عام 2005، واستمر به خلال الفترة الماضية متنقلاً بين هذه المدن حيث يقول بأن فكرة إقامة المعرض بدأت مع تواجده في مؤتمر المهندسين المعماريين العالمي الذي أقيم في اسطنبول في العام 2005، وضم المؤتمر 10000 مهندس معماري عالمي، مضيفاً بأنه صُدم حين عرف أن أقل من ربع المتواجدين في المؤتمر كانوا يعرفون المعمار سنان وإنجازاته! ويتابع أقصاي بأنه قرر العمل على هذا المشروع بكاميرا متطورة جداً وبهدف توثيقي بحت هو إبراز منجزات هذا المعماري للعالم مختتماً قوله بأنه كمهندس معماري تركي يفتخر بوجود هذه المعماري الكبير وقرر تعريف الناس به وبأعماله.

ويأتي هذا المعرض كمقدمة لسلسة نشاطات يعدها المركز الثقافي التركي في مدينة حلب يقول عنها القنصل التركي في مدينة حلب السيد عدنان كجاجي بأنها ستستمر خلال الفترة القادة بسبب الاهتمام الكبير الذي لاحظه لدى الناس في المعرض. مضيفاً بأنه سيحول القنصلية التركية خلال الفترة القادمة «من قنصلية منح تأشيرات إلى قنصلية إقامة نشاطات ثقافية وفنية»، ويختتم قوله بأن القنصلية ستقوم خلال فترة القادمة بتوجيه دعوات لفنانين سوريين من أجل إقامة معارض سورية في تركيا.

وتقول الآنسة ميليس كورولتاي نائبة القنصل والمسؤولة عن نشاطات المركز الثقافي التركي في مدينة حلب بأن المركز يحضر حالياً لعدد من الأنشطة المتنوعة التي ستجري في مدينة حلب حيث تتابع قائلة: «بعدما شاهدت هذا المعرض في مدينة دمشق، خطر في ذهني أن أنقله إلى مدينة حلب. وكانت الفكرة في البداية أن يتم إقامة المعرض في مديرية الثقافة، ولكن عندما شاهدت مقر مدرسة الشيباني في منطقة المدينة القديمة أحسست بأنها المكان الأنسب لعرض هذه الصور على اعتبار أنها مكان تاريخي جميل ومميز».


المهندس علي منصورة محافظ حلب
يفتتح المعرض مع القنصل التركي في حلب
السيد عدنان كجاجي

وتضيف بأن المركز الثقافي التركي في مدينة حلب قرر أن يكون هذا النشاط هو بداية لمجموعة نشاطات مستمرة ستجري خلال العام الحالي وستكون متنوعة بين حفلات ومعارض وأيام ثقافية، مضيفة بأنها تحاول استطلاع آراء المجتمع الحلبي لمعرفة ما يفضله من أنشطة تمهيداً لإقامتها مستقبلاً. وتضيف بأن المركز سيعمل هذا العام على الاستفادة من كون مدينة اسطنبول عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2010، وسيحاول جذب بعض الفرق والمعارض التي تتم في المدينة لتتواجد في سورية والشرق الأوسط.

انطباعات وآراء:

وقد أثار المعرض عدداً من الانطباعات التي صبت في الإجمال لصالحه، والبداية كانت مع محافظ حلب المهندس علي أحمد منصورة والذي قال لنا: «يتحدث المعرض اليوم عن معماري يحمل السمة الإنسانية والعالمية، يرسم بالحجر والفكر هذه المعالم التاريخية الكبرى التي هي موجودة حتى الآن والتي نلاحظ فيها وجود رؤية مميزة واضحة للفن المعماري التركي الذي يختلف عن الفن المعماري العربي».

ويضيف السيد المحافظ بأنه تجري حالياً في مدينة حلب عمليات محافظة على الآثار الموجودة في المدينة سواء تلك التي تعود إلى الفترة العثمانية أو غيرها من الفترات مثل الجوامع والكنائس والبيمارستانات وغيرها من الأماكن التي بدأت عملية إعادة ترميمها لتبقى محافظة على رونقها. كما يضيف بأن إقامة المعرض في كنيسة الشيباني أعطت رونقاً للصور نظراً لجمال المكان وتاريخيته.

أما على صعيد إقامة معارض سورية تركية مشتركة فيقول محافظ حلب بأنه لا توجد دراسة حالية لمثل هذه النشاطات إلا أن الفكرة قائمة مضيفاً بأن هناك عدداً من الفنانين السوريين أقاموا عدداً من المعارض ضمن مدن غازي عينتاب وكلس وحتى اسطنبول، ويختتم كلامه بالقول بأنه سيكون هناك تعاون مستقبلي للوصول بالعلاقات الثقافية بين البلدين إلى مستوى يوازي العلاقات السياسية القوية.

أما على صعيد الزوار، فكانت البداية مع المصور المحترف عيسى توما الذي يعمل في مجال التصوير الضوئي منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاماً والذي قال لنا: «حاول المصور من خلال هذه الصور نقل وجود وعظمة هذه المباني بطريقة جميلة أبرزت أهمية البناء التاريخية والجمالية، أما أنا فأحب من جهتي توثيق حياة الناس أكثر من الحجر لأنه في النهاية الحجر هو حجر».

المصور الضوئي عيسى توما

ويتابع قائلاً بأن المعرض التوثيقي يقدم فكرة مهمة جداً، مضيفاً بأن البطل في هذا المعرض كان هو المعمار سنان في حين تميز المصور بعملية نقل هذه الأعمال بأكبر احترافية ممكنة للناس. ويتابع المصور توما قائلاً بأن فن التصوير الضوئي في حلب بحاجة إلى توثيق أكبر من الناحية الاجتماعية وليس الأثرية أو المكانية خصوصاً وأن الأخيرة جرى التطرق لها أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة على مدار المئة والخمسين عاماً الماضية. ويتابع قائلاً بأنه لكي ينتعش التصوير الضوئي في مدينة حلب، فإنه يجب إقامة العديد من معارض التصوير الضوئي وبشكل يبتعد عن الناحية التوثيقية ليغدو أقرب إلى الناحية الاجتماعية والإنسانية التي تتحدث عن حياة البشر في هذه المدينة».

ومن الزوار أيضاً التقينا الشاب محمد دهان والذي أبدى إعجابه الكبير بالمعرض والصور الموجودة فيه والذي تابع قائلاً: «أنا من متابعي الحركة الفنية بين معارض فن تشكيلي وتصوير ضوئي. بالنسبة لهذا المعرض فكان ما يميزه هو تقديمه لأعمال معروفة لأغلب الناس إنما وفق رؤية تصويرية توثيقية مهمة. كما أنه يمثل بدوره أول نشاط رسمي للمركز الثقافي التركي في مدينة حلب منذ فترة طويلة وأتطلع قدماً إلى حضور نشاطات أخرى للمركز».

يذكر بأن المعرض بدأ جولته في مدينة دمشق أواخر الشهر الماضي، وبعد تواجده في مدينة حلب سينتقل إلى مدينة اسطنبول في تركيا، ومن ثم ينتهي به المطاف في مدينة صوفيا في بلغاريا.


أيهم الحلبي - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

أثناء مشاهدة الفيلم الوثائقي عن المعمار سنان في مدرسة الشيباني بحلب ويبدو في الصف الأول: المهندس علي أحمد منصورة محافظ حلب والسيدة عقيلته والسيدة عدنان كجاجي القنصل التركي بحلب والسيدة عقيلته والآنسة ميليس كورولتاي نائبة القنصل للنشاطات الثقافية

من معرض المعمار سنان في مدرسة الشيباني بحلب

من معرض المعمار سنان في مدرسة الشيباني بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق