حلب تطلق حملة نظافتها

15 تشرين الثاني 2010

عشرات المتطوعين ينظفون شوارع مدينة حلب

شكل يوم السبت 13 تشرين الأول انطلاق الحملة الوطنية للنظافة في مدينة حلب والتي ستشمل كامل المدينة وتستمر حتى نهاية العام الحالي. وقد تضمنت فعاليات اليوم الأول قيام المتطوعين من عدد من الجمعيات الأهلية بحملة للنظافة داخل المدينة القديمة وضمن عدد من مناطقها بما فيها قلعة حلب والخندق المحيط بها.

ووفقا لكلام المهندس إيليا واصل رئيس دائرة التخطيط في وزارة شؤون البيئة ومنسق الحملة التي تجري في مدينة حلب ضمن خمس قطاعات من كامل قطاعات المدينة، بأن الحملة التي ابتدأت اليوم ستستمر بشكل يومي وعلى مدار العام حيث سيخصص يوم السبت للعمل الطوعي في حين تتم خلال باقي أيام الأسبوع أعمال النظافة عن طريق الآليات والعمال بالتنسيق مع مجلس المدينة ويضيف: «في كل يوم سبت، سنعمل ضمن قطاع أو أكثر من قطاعات المدينة بالمشاركة مع الجمعيات الأهلية التي تعمل معنا والتي من ضمنها اتحاد شبيبة الثورة، الاتحاد العام النسائي، منظمة الهلال الأحمر، جمعية أصدقاء البيئة، جمعية من أجل حلب، ومفوضية الكشاف، وغيرها. إن الهدف الأساسي من الحملة التي يقوم بها المتطوعون ليس التنظيف بقدر ما هو الهدف الإعلامي، حيث نحاول أن نغير العادات القديمة والمتمثلة في رمي القمامة في غير أوقاتها أو المكان المخصص لها، كما أن الغاية الأساسية من المتطوعين ليس إزالة القمامة ووضعها في أكياس، إنما جعل هذه العادة سلوكاً يتبع. وعندما يرى الناس هؤلاء المتطوعين ـ ومن بينهم أطفال ـ يقومون بهذا العمل فإن ذلك سيشكل لديهم حافزاً ورادعاً تجاه سلوك رمي القمامة العشوائي وبالتالي التقيد برمي القمامة في مواعيدها وأماكنها».


إزالة الملصقات عن الجدران
ضمن فعاليات الحملة الوطنية للنظافة في مدينة حلب

ويضيف المهندس واصل بأن الخطة تستهدف سورية بأكملها وستستمر حتى نهاية العام 2011 حيث يجري العمل مع كافة مديريات الخدمات عبر المحافظات لاستكمال النواقص التي لديها بخصوص موضوع النظافة: «أطلب من كل الناس أن ترى ما يقوم به هؤلاء الأطفال ودعمهم ليكونوا يداً واحدة تحافظ على ما بدأنا به وبالتالي الحفاظ على ما ورثناه عن أجدادنا والمحافظة على بلدنا النظيف».

بدوره يقول السيد عمار غزال - مدير المدينة القديمة في حلب ـ والذي ساهم بنفسه في إزالة بعض الملصقات عن الجدران ـ بأن الحملة شملت اليوم عدة مناطق في المدينة القديمة من دوار السبع بحرات إلى قلعة حلب، ومنطقة قاضي عسكر ويضيف: «تقوم مديرية المدينة القديمة بدورها الطبيعي في مجال الحفاظ على النظافة، وبالنسبة للجهود التي تقوم بها هذه الجمعيات اليوم فهي جهود مشكورة وهي نوع من أنواع التوعية المهمة للمواطنين حيث تساعد في نشر موضوع النظافة لدى الناس».

الكثير من الحملات التي تمت لم تحقق النجاح المكتوب لها، فهل ستنجح هذه الحملة؟ يجيب الأستاذ عمار غزال بالقول: «لا يمكننا أن نصف الحملات الماضية بالنجاح أو الفشل لأن الهدف منها هو هدف بعيد المدى. ولا يمكننا قياس مدى نجاح الحملات من حيث أنها عبارة عن جهود سوف تؤثر في المستقبل على شرائح كثيرة من الناس».

من الجمعيات المشاركة اليوم في هذه الحملة جمعية «من أجل حلب»، وعن مشاركتها اليوم يقول السيد محمود باذنجكي رئيس الجمعية: «سبق وأن قمنا بالكثير من المشاريع في مجال النظافة، حيث قمنا على سبيل المثال في العام 2005 بحملة في منطقة مدينة هنانو، حيث حصلت الحملة على تجاوب كبير من قبل السكان ما دفعنا للمتابعة فيها لفترة طويلة لتصبح مثلاً يحتذى به».

ويضيف السيد باذنجكي بأن الاستمرارية عامل مهم لنجاح أي حملة، كما أن شمول كامل المواطنين واندماجهم بالحملة عامل مهم أيضاً حيث يعطي مثالاً بالقول: «تخيل مثلاً شارعاً نظيفاً فيه كل الجيران يحافظون على النظافة ما عدا واحد فقط، سنجد أن الشارع سوف يتسخ بسبب هذا الفرد. النظافة هي مسؤولية أهلية واجتماعية، كما أن الرادع القانوني عامل مهم إضافة إلى حملات التوعية التي نقوم بها. هناك مثلا فقرة في قانون السير تتحدث عن غرامة مقدارها 2000 ليرة في حال رمي القمامة من السيارة إلى الشارع، وقد اقترحت وزارة البيئة رفع الغرامة إلى 5000 ليرة ما قد يشكل رادعاً للناس يمنعهم من رمي القمامة في الشارع من السيارة».

ومن الجمعيات المشاركة اليوم كانت جمعية «أصدقاء البيئة»، حيث يتحدث السيد أسامة كيالي رئيس الجمعية عن مشاركتها قائلاً: «مشاركتنا اليوم تأتي كعمل تطوعي الغاية منه زيادة وعي الأطفال ومشاركتهم بيئياً كصغار وكبار حيث حضر ما يزيد عن 50 شخصاً من الجمعية للمشاركة في الحملة».

وعن الجمعية يقول السيد كيالي بأنها تأسست عام 2003، وأطلقت أعمالها عام 2005 حيث يعتبر الإنجاز الأكبر لها هو تركيب حاويات إعادة التدوير لعدد من المواد المتنوعة ـ كالورق والزجاج ـ وذلك ضمن منطقة شارع فيصل في مدينة حلب.

كشاف سورية يرافق الحملة بفرقة موسيقية نحاسية

التجاوب الإيجابي:
وقد رافقت الموسيقى حملة النظافة التي قدمها كشاف سورية، الفوج الثاني، والذي يقول عنها السيد مهند جوخدار قائد الفوج: «ليست هذه أول مشاركة لنا في حملات النظافة حيث كنا دائماً السباقين للمشاركة في هذه الحملات. مشاركتنا اليوم كانت كفرقة نحاسية إضافة إلى المشاركة كأفراد في الحملة».

ويضيف بأن الفوج يقوم بشكل دوري بحملات نظافة شهرية في حدائق حلب حيث سبق للفوج أن شارك في تنظيف الحديقة العامة وحديقة السبيل إضافة إلى افتتاح حديقة الأشرفية، مضيفاً بأن عدد المشاركين اليوم هو 60 فرداً كشفياً ويضيف: «يجب أن تزيد مثل هذه الحملات التي تحث على النظافة، حيث أن مستوى التوعية ضعيف في بلدنا ويجب أن نعمل على زيادته».

وقد تواجد عدد كبير من الأطفال المشاركين في الحملة منهم الطفل أحمد شيخ سليمة البالغ من العمر 11 عاماً والذي يقول: «أتيت للمشاركة اليوم في هذه الحملة، وأنا سعيد جداً لمشاركتي فيها. هدفي من التواجد هنا هو القيام بتنظيف مدينتي. أنا كفرد لا أرمي أي أوراق في الشارع وأود من كل الناس أن تقوم بمثل ما أقوم به».

أما الطفل أحمد نديم شراباتي البالغ من العمر 10 سنوات فيقول بأن ما دفعه للمشاركة هو حبه للمساهمة في تنظيف المدينة، مضيفاً بأن هذه الحملة يمكن أن تشجع الناس على موضوع النظافة.

ومن الشباب المتطوعين الذين شاركوا في الحملة كان الشاب نور حجة مدير الأنشطة في جمعية «من أجل حلب» والذي يقول: «شعارنا في جمعية "من أجل حلب": "نعمل من أجل الشجر والبشر والحجر". قمنا اليوم بتطبيق الشعارات الثلاثة هذه في عملنا. تمثل شعار "من أجل البشر" في تقديمنا لأكياس ورقية لسائقي سيارات الأجرة التي جاءت للمنطقة. أما شعار "من أجل الشجر" فقد أقمنا مرسماً بيئياً للأطفال لكي يرسموا عن البيئة، في حين تمثل شعار "من أجل الحجر" في إزالة الورق عن الجدران والحائط».

ويضيف بأن هناك العديد من المتطوعين الذين جاؤوا اليوم للمشاركة في هذه الحملة حيث وصل عددهم إلى 100 شخص مضيفاً بأن جمعية تنظيم الأسرة شاركت بعدد من المتطوعين لديها أيضاً ويقول: «كان التجاوب من قبل سكان المنطقة إيجابياً جداً، كما كان التجاوب من قبل المتطوعين كبيراً أيضاً. قدمنا اليوم رسالة عن النظافة، وهي ليست كلاماً بل كانت عملاً إيجابياً قمنا به لصالح المجتمع».

لطالما شكل موضوع النظافة تحدياً كبيراً للمدينة يضاف إلى جملة التحديات التي تواجهها من أجل تأمين مستقبل أفضل لأبنائها، إلا أن ما يميز هذا التحدي عن باقي التحديات هو أن الحل يعود في جزء كبير منه إلى أيدي سكان المدينة وقدرتهم على العمل والتعاون بما فيه صالح هذه المدينة.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من فعاليات الحملة الوطنية للنظافة في مدينة حلب

من فعاليات الحملة الوطنية للنظافة في مدينة حلب

من فعاليات الحملة الوطنية للنظافة في مدينة حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق