هذه الأمسية لتذكر الضمائر النائمة بأنّنا لن ننسى أبداً 01/شباط/2009
«غزة العين والفؤاد» أمسيةٌ فنية قدمها كشاف سورية مساء يوم أمس على مسرح ثقافيّ العدوي بدمشق، والتي جاءت تحت التأثر البالغ لأفراد الكشافة السوري بما يحدث على أرض قطاع غزة من قتل ودمار، هذا ما عبرت عنه بثينة العش - قائدة الفرقة الثانية للكشاف- في حديث لها مع اكتشف سورية.
وتضمنت الأمسية فقراتٍ ثقافية فنية متنوعة تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني أثناء العدوان الإسرائيلي على أرض القطاع، أشرف عليها وقام بتنسيقها رضوان البيش، بثينة العش بالإضافة إلى قراءاتٍ شعريةٍ أداها بكر جابر، ويارا أبوفخر، وعزف على العود علاء الدين شحادة، وعرض فيلمٌ وثائقي يتضمن مقابلاتٍ صحفية أجراها الكشافة تبيّنُ مواقف الناس من العدوان الإسرائيلي على غزة، وأغانٍ وطنية وقومية تمجّد المقاومة وتحيّي صمودها.
وأثناء الحديث مع بثينة العش أوضحت لـ«اكتشف سورية» عن حماسة الكشاف لهذه الأمسية قائلةً: «اتصل بي شبابٌ من كشاف سورية وعبروا عن استيائهم لما يشاهدونه من مجازر في غزة، فكان لديهم تصميمٌ قويٌّ ليعبروا عن سخطهم لما يحدث من ظلمٍ وعدوانٍ بحق شعب غزة، ومباشرةً اجتمعنا مع الكشاف ودرسنا الأفكار التي طرحها الكشافة وكيفية تنفيذها من خلال الإمكانيات المتاحة، وجمعنا كلّ طاقاتهم حتى تخرج هذه الأمسية للضوء».
وتضيف العش قائلةً: «شارك في تنفيذ هذه الأمسية حوالي 28 كشاف، رأيتُ تصميمهم جميعاً للمشاركة في تحمل المسؤولية الوطنية والوقوف ولو بالكلمة مع صمود أهلنا الأبطال في غزة».
من جانبه أكد القائد محمد رضوان البيش أنّ الكشاف السوري جزءٌ من هذا الوطن الكبير، والحركة الكشفية من صُلبها الإخلاص للوطن والله فالوطن يعيش فينا ومن واجبنا أن نكون معه بمحنه قبل أفراحه، وأضاف قائلاً: «الكشاف السوريّ بكل مراحله العمرية يعبرون عن انتمائهم الوطني بهذا العمل المتواضع، ووقوفهم مع أهل غزة نابعٌ من هذا الإحساس الوطني العالي، وهذا العمل هو إهداءٌ لصمود أهلنا في غزة».
وأكد الإعلاميّ علاء الدين الأيوبي لـ«اكتشف سورية» أنّ القضية الوطنية لا تموت طالما هنالك حياة، لا سيما إن كان لها حراسٌ مثل هؤلاء الكشاف.
وبكثير من الوعي الوطني المشوب بحزن كبير لما تحدثه المجازر الإسرائيلية بشعب القطاع، حيث يتحول هذا الحزن إلى شعورٍ إيجابيّ عارم يستمده الكشاف محمد باكير من انتصار شعب غزة ومقاومته ويعبر عن ذالك قائلاً: «بقدر ما كنا نشعر بالاستياء من المجازر التي ارتكبت بحق أطفال غزة، بقدر ما نشعر بالفخر والعزة من انتصارهم على العدو الصهيوني الإرهابي، وهذه الأمسية هي تضامن من الشعب السوري لأهلنا في فلسطين، وخاصةً في غزة أرضِ العزة لكلّ العرب، ونفذنا هذه الأمسية لتذكر الضمائر النائمة بأنّنا لن ننسى أبداً 1300 شهيد و5000 جريح، وأريد أن أبعث برسالةٍ للكيان الصهيوني «بأن المستقبل لنا ولأطفال فلسطين، فنحن الذين نرى هذه الوحشية من هذا الكيان الإرهابي، ليتأكد هذا الكيان بأنّنا لن نسكت عن هذه المجازر ولن ننساها أبداً».
يذكر أن الحركة الكشفية في سورية تأسست في عام 1912، وأول مخيمٍ عربي كان في منطقة الزبداني غربي دمشق، وأول فرقة كشفية كانت في مدرسة التجهيز، وثاني فرقة كانت في مكتب عنبر في دمشق القديمة.
وقد شارك كشاف سورية كجنودٍ مجهولين في حرب 73 من خلال عمليات الإسعاف، والدفاع المدني، وفي المعامل لتصنيع الطعام للجيش السوري.
|