نسخة تجريبية

غزة نبض الشارع الثقافي السوري

لا يملكون إلا أدواتهم أقلاماً وآلاتٍ موسيقية وفراشي الألوان، لكنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مشاهد الدم والدمار التي واجهتهم منذ اجتياح الإسرائيليين لغزة، فوقف فنانو ومثقفو سورية ليعبروا عن احتجاجهم على الهمجية وتضامنهم مع الشغب الفلسطيني.
صالة آرت هاوس شهدت مزاداً خيرياً لمساعدة الأبرياء في غزة تحت عنوان «من أجل دعم أطفال غزة ومناهضة العنف ضد المرأة»، بمبادرةٍ من الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة وغاليري آرت هاوس بتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر في سورية.
أعمال الفنانين بيعت دون استثناء، حتى وصل إجمالي المبيعات إلى خمسة ملايين وثلاثمئة وخمسة وعشرين ألف ليرة سورية، سيسلم معظمها إلى صندوق الهلال الأحمر السوري، أما القسم الثاني ستسلمه الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة لدعم مشروع مناهضة العنف ضد المرأة في سورية.
يذكر من الفنانين المشاركين في المزاد ريما سلمون، وسارة شمة، وعتاب حريب، وياسر حمود، وسبهان آدم، وحمود شنتوت، ومصطفى علي، ومحمد الوهيبي وغزوان علاف، وجزلا حسيني. إضافةً إلى مجموعةٍ أخرى من الأعمال الفنية.
بدوره اتحاد الكتاب العرب واتحاد الصحفيين واتحاد الناشرين أقاموا اعتصاماتٍ عدة في مختلف أرجاء العاصمة دمشق، يُذكر منها الاعتصام الحاشد أمام مبنى دار البعث، هذا ودعا اتحاد الصحفيين إلى مؤتمرٍ خاص بغزة لكن الدعوة ووجهت بالرفض من قبل بعض نقابات الصحفيين العرب.
تحت عنوان «صامدون» تحية إلى صمود أهلنا في غزة قررت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية إنهاء فعالياتها عبر صوت مارسيل خليفة وأميمة الخليل، برفقة الأوركسترا الوطنية السورية يومي 20-22 كانون الثاني في دار الأسد للثقافة والفنون، سيذهب ريع الحفلين لدعم أطفال غزة.
رغم أن هذا الحفل سيكون آخر نشاط ثقافي تشهده دمشق في إطار احتفالية عاصمة الثقافة العربية، إلا أنه وحسب الأمينة العامة الدكتورة حنان قصاب حسن «ليس بمثابة حفل ختام الاحتفالية» والذي ألغي بسبب الظروف الطارئة التي تتعرض لها غزة، وكان من المفترض أن يأتي على شكل عرضٍ استعادتي بانورامي ومبتكر لمجمل أعمال الاحتفالية.
الفنانة سوزان نجم الدين بدورها دعت جميع الفنانين في العالم للوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي وفضح ممارساته العدوانية.
كما خرج العديد من نجوم الدراما السورية في احتجاجاتٍ إلى الشارع تضامناً مع غزة وشعبها وشاركوا في الاعتصامات والتظاهرات.
أما الفنانة شكران مرتجى وضمن مشاركتها على شاشة التلفزيون السوري في حملة التبرعات لأجل غزة صرحت: «كل ما بت أتمناه لهم هو البقاء على قيد الحياة، أشعر بالقهر والحزن الشديد لأن محرقةً عرقية حقيقية تُمارس أمام أعيننا ونحن لا نملك سوى الصلاة والدعاء».
الموت ركب الدبابات والصواريخ الإسرائيلية التي علمته الطريق إلى غزة لكنه لا يعرف أن مقاومته أخذت أشكالاً أخرى، وتجلت في حراك الأوساط الثقافية التي أكدت أنه رغم كل هذا الدمار إلا أن فرصةً جديدة للبداية تلوح في الأفق والقلم والوتر واللوحة.


عمر الأسعد
اكتشف سورية

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك