إنذار غورو

في 14 تموز 1920 وجه الجنرال غورو إنذاره الشهير إلى الملك فيصل وحدد مدة أربعة أيام لقبوله. حيث دارت خلال تلك الأيام الأربعة مفاوضات مطولة بين الحكومة الركابية والجنرال غورو بغية تجنيب البلاد الحرب.

دعى الملك فيصل المجلس الحربي الأعلى لاستشارته، فتبين له عدم قدرة هذا الجيش الناشئ على الصمود لأكثر من بضع ساعات، وأشارت الوزارة الركابية على فيصل بقبول الإنذار، وأعدت مذكرة بذلك في 18 تموز. لكن المؤتمر السوري قرر عدم الاعتراف بأي اتفاق أو معاهدة تعقدها الحكومة ما لم تعرض عليه ويصادق عليها. واستجاب الشعب لقرار ممثليه فخرجت المظاهرات تجوب الشوارع وتطالب باستقالة الوزارة.

لكن الوزارة الركابية لم تهتم بآراء الشعب وباشرت بتنفيذ أحكام الإنذار، فسرحت الجيش، وانسحبت من المراكز العسكرية المحصنة على الحدود وجمّدت المؤتمر السوري، فسادت الفوضى واشتد الهياج واقتحم المتظاهرون سجن القلعة، وأخذوا الأسلحة المتواجدة هناك، وأطلقوا سراح السجناء. مما أدى إلى استقالة وزارة رضا الركابي. حيث خلفتها وزارة حرب برئاسة هاشم الأتاسي.

أما غورو فاحتج بعدم وصول رد الحكومة السورية إليه في الموعد المحدد (تأخر الرد نصف ساعة) فأصدر أوامره إلى جيشه بالزحف نحو دمشق.

وهنا قررت الحكومة السورية الدفاع عن استقلال البلاد حتى النفس الأخير حيث أعلنت الحرب على فرنسا يوم 21 تموز ودوى إعلانها أرجاء الشام، فتدافع الناس إلى التطوع لخوض المعركة ضد فرنسا.


مواضيع ذات صلة: