الخربة: مسلسل كوميدي جديد يواكب ما يجري حتى آخر نشرة أخبار

25 تموز 2011

مسلسل يجمع عمالقة الكوميديا السوريين، ويحتفي بالتنوع السوري

في «قرية ذكير» الأثرية، وعلى بعد 60 كليو متراً من مدينة السويداء، أتم المخرج الليث حجو تصوير مسلسله الكوميدي الجديد «الخربة» الذي يستعد به لموسم دراما 2011.

وربما يكون هذا المسلسل من إنتاج شركة سورية الدولية للإنتاج والتوزيع الفني من أوفر المسلسلات السورية حظوظاً هذا الموسم: ليس لأنه يحمل توقيع الكاتب د. ممدوح حماده والمخرج الليث حجو فقط، وإنما يسجل أيضاً عودة عملاق الكوميديا السورية الأستاذ دريد لحـّام، والفنـّان الكبير رشيد عسـّاف إلى الشاشة الصغيرة وسباقها الرمضاني بعد غياب سنوات، وإلى جانبهما النجم باسم ياخور، والفنانة ضحى الدبس في أول تجربةٍ كوميدية خالصة لها، وآخرون من نجوم التمثيل والكوميديا السوريين: كـ«شكران مرتجى، محمد حداقي، معن عبد الحق، محمد خير الجرّاح، ورافي وهبة»، دون أن يغيب عن الصورة الفنّان نضال سيجري الذي يأخذ دور التعاون الفني في هذا العمل.


من كواليس مسلسل الخربة من انتاج شركة سورية الدولية

وتستحضر أحداث مسلسل «الخربة» بيئة جنوب سورية بأجوائها الفطرية التي لم تمتد لها يد الحضارة الكاذبة بعد، ولهجتها الطريفة التي قد تبدو غريبةً على المشاهد العربي عموماً، ويعتبر المخرج الليث حجو لجوئه إلى خيار البيئة في أعماله: «الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن نحافظ من خلالها على ألوان الطيف الاجتماعي السوري، من خلال توثيق اللهجات والملابس والأمكنة وربما الكاركترات، ونقلها إلى الأجيال القادمة عبر الأعمال التلفزيونية، كجزء من أصالتنا وفولوكلورنا الذي نعتز به».

ورغم الطابع الكوميدي للعمل يؤكد حجو أنه سياسي بامتياز، ويواكب ما يجري في سورية والعالم العربي حتى آخر نشرة أخبار استمع إليها الكاتب أثناء كتابته للنص، الذي تم إنجازه بالتزامن مع عمليات تصوير المسلسل، ويتناول بصورةٍ أساسية: «الصراع بين ثلاثة أجيال في مجتمعٍ صغير يسوده التنافس بين رأسي عائلتي (بوقعقور) و(بومالحة) الذين ينتميان إلى الجيل الأقدم في القرية، ويدبران لبعضهما البعض سلسلة من المقالب الطريفة، تتكئ في خلفياتها على ما يحدث في حياتنا اليومية على مختلف المستويات، ويدعو العمل إلى عدم الاستسهال بجيل الشباب الذي تم التعامل مع قدراته بالاستسهال، هذا الجيل الذي يتواصل جيداً عبر الانترنت، ويبدو قادراً على التغيير، والقيام بالكثير من الإنجازات الذي عجز الجيل الأوسط عن القيام بها، حتى أن الاسم المقترح للعمل كان (عودة البررة)».

الفنان نضال سيجري في كواليس مسلسل الخربة

وإذا كانت أحداث مسلسل «ضيعة ضايعة» بجزأيه الأول والثاني تدور في مكان افتراضي خالٍ من الاتصالات والتكنولوجيا مما جعله يحافظ على نقائه إلى الوقت الذي دخلت فيه التقنيات الحديثة إلى ذلك المكان فأفسدته، فإن مسلسل «الخربة»: «يتناول بصورةٍ رئيسية تأثير الوسائط التكنولوجية المعاصرة ومنها الـ(فيسبوك) على حياة الناس في قريةٍ بسيطة من الجنوب السوري».

ومرّة جديدة يشدد الليث حجو على أهمية صيغة التعاون الفني الذي يجمعه كفريق عمل بكلٍ من د.ممدوح حماده الذي يعتبره مصدراً مهماً جداً في كتابة الدراما، فضلاً عن الصداقة التي تجمع بينه وبين الكاتب بما قدمته له من مخزونٍ مهم على المستوى الإنساني والمعرفي: «من خلال قراءاته، وبحثه، وعمله كفنـّان ورسام كاريكاتير، وحائز على شهادة الدكتوراه في الصحافة»، كما أن حجو يصعب عليه -بحسب قوله- أن يتخيل عملاً كوميدياً بدون الفنان باسم ياخور، أما الصديق والفنان نضال سيجري فكان له: «دور أساسي في العمل على نص مسلسل (الخربة)، وفي اختيار الممثلين، وابتكار حلول الأداء للشخصيات».

وربما يكون الفنـّان أيمن رضا أبرز الغائبين عن مسلسل «الخربة» حينما انسحب من العمل بعد تصوير مجموعةٍ من المشاهد، وبرر انسحابه بعدم القدرة على التآلف مع اللهجة، وعلق الليث حجّو على ذلك بالقول:« أيمن رضا مكسب للكوميديا، ولكن يبدو أن أجواء العمل لم تناسب أيمن، ووجدها مختلفةً عما يقدّمه في هذا النوع من الفن الذي يعتبره عفوياً، وقائماً على الارتجال، والتعامل مع مزاج الممثل، في حين أن عملنا يتطلب الكثير من التنظيم والدقة في التعامل مع النص المكتوب بحرفية عالية من جانب الكاتب، ولا يحتمل أي ارتجالات».

الفنّان باسم ياخور

من جهته أكدّ الفنّان باسم ياخور على أهمية مسلسل «الخربة»، إلا أنه تحدّث عن بعض المخاوف التي انتابته في البداية من المقارنة بين هذا المسلسل، و«ضيعة ضايعة» باعتبار العملين يتناولان بيئة معينة في إطار كوميدي، لكنه قال: «بعد بدأ التصوير بدأت أشعر بوجود اختلافات كبيرة في طريقة تناول هذا المسلسل للقصة والمواضيع التي يطرحها، وبناء الشخصيات، والحالة الإخراجية، وسواءً قورن بـ(ضيعة ضايعة) أم لم يقارن المهم أن يحمل جرعة كبيرة من الإمتاع والكوميديا، وأعتقد أنه سينجح على هذا المستوى، فضلاً عن الأفكار المهمة التي يطرحها».

وعن موضوع إتقان اللهجة الذي يعتبر أحد أبرز تحديات مسلسل «الخربة» علق باسم قائلاً: «يمكن أن تكون إجادة اللهجة أسهل شيء في العمل مقارنةً بتطويعها مع ما يتطابق مع حالة الشخصية، وربما نجحنا في الوصول إلى حالة من التآلف اللطيف بين اللهجة والكاركتر من خلال العمل المشترك مع الزملاء الممثلين، وملاحظات المخرج الليث حجو، والتعاون الفني للصديق نضال سيجري الذي يعتبر من ضمن الكادر الإخراجي للعمل».

الفنانة ضحى الدبس

أما الفنانة ضحى الدبس فقالت: «أهم ما يميز تجربة العمل في مسلسل (الخربة) بكل حيثياتها أنها بعيدة عن طبيعة وعوالم الشخصيات التي قدمتها في مسيرتي الفنيـّة، فهذه هي المرة الأولى التي أقدّم فيها تجربة كوميدية خالصةً، في حين كان لي تجارب خجولة سابقة في (بقعة ضوء) و(مرايا)، فضلاً عن خصوصية هذه الشخصية التي ألعبها في هذا المسلسل: (نفجّة) بنت (بونمر) الأستاذ دريد لحـّام، وزوجة (توفيق) باسم ياخور، وأعتقد أنني في موقف لا أحسد عليه لوجودي إلى جانب عمالقة الكوميديا السورية»، وأشارت ضحى إلى أهمية هذا العمل على مستوى النص والمواضيع التي يطرحها وتعكس حالةً سوريةً بامتياز، ووصفت المسلسل باللطيف والمهم جداً باعتباره يتناول فكرة الصراع بين ثلاث أجيال:« جيل قديم لازال على فطرته، وجيل أوسط هجين بمواقفه المتأرجحة بين المبدئية والانتهازية، والجيل الجديد الذي كسر كل القيود في إشارةٍ واضحة لما يحدث الآن في العالم العربي، وأجمل ما في المسلسل المفارقات التي تحدث على مستوى التواصل اليومي بين تلك الأجيال، ومواقفهم مما يجري».


محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من كواليس المسلسل الكوميدي الخربة للمخرج الليث حجو

من كواليس المسلسل الكوميدي الخربة للمخرج الليث حجو

الفنانة ضحى الدبس

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

محمود:

مسلسل حلو بس بدنيا جزء 2

فلسطين