رحيل المبدع نضال سيجري خسارة فنية وإنسانية

13 تموز 2013

.

شكل رحيل الفنان المبدع نضال سيجري خسارة كبيرة للوسط الفني السوري والعربي حيث جسد هذا الفنان بإبداعه ومواقفه مثالا يحتذى به واستمر بأخلاقه العالية رغم أن مرض السرطان نال من حنجرته وحرم عائلته وزملاءه وأصدقاءه ومحبيه من ضحكته المجلجلة ومزحاته التي تزيح الهم عن القلب.

ومن يتابع ما قاله أصدقاء المبدع الذي رحل عنا الخميس الماضي سيستشعر حجم الفقد على الساحة الفنية والإنسانية ولاسيما أن أغلبهم جمع بين سيجري و"سورية أمنا العظيمة" كما كان يحب صاحب شخصية "أسعد خرشوف" أن يصفها حيث انه بقي محافظا على شفافية في الأداء الفني وقدرة تعبيرية عالية مكنته من الوصول إلى قلوب المشاهدين أينما حل ولاسيما من خلال الأدوار الكوميدية التي أداها باقتدار وتمكن عاليين.

المخرج السينمائي جود سعيد وصف سيجري بأنه "وطن من الحب لا يموت" قائل:. ستبقى حنجرة نضال صوت حب يطوف البلاد أما الفنان أيمن زيدان فقال في رحيل صديقه.. لغيابك يا نضال طعم العلقم.. تغمدتك السماء بالرحمة.. يا صديقي رحلت مبكرا وتركت وراءك سحبا من الوجع والحزن.

كما يتساءل الفنان سيف الدين سبيعي مستفسرا: نضال تركتني... كيف استطعت أن تتركني هكذا... ما زال أمامنا الكثير لنفعله يا صديقي العتيق.. أعرف أنك لم تعد تحتمل.. والله وأنا أيضا.. أحس في هذه اللحظات أنني سأتبعك قريبا.. يا صديقي.. فلترقد روحك بسلام.. فأهل السماء باتو بحاجة لك أكثر من أهل الأرض.. بحاجة لقلبك الطيب وروحك الطاهرة أكثر.. الآن لن تشعر بالخجل بعد اليوم.. فقد رافقت كل شهداء الوطن.. وتركتنا ليقتلنا الخجل.. سلام يا صديقي العتيق.

السيناريست فادي قوشقجي يقارب بين سيجري وسورية عبر قوله: نضال.. لم يهزمك المرض.. بل حرقة قلبك على وطنك.. فأنا لم أر سوريا أكثر منك حنانا على أمنا العظيمة كما كان يحلو لك أن تسميها وداعا أيها النبيل.. لقد ازدادت بشاعة العالم برحيلك.

بينما رفض الفنان مصطفى الخاني توديع مخرج فيلم "طعم الليمون" معللا ذلك بأن سيجري فنان سوري خالد قائلا: لم يعد لدينا قدرة على الفقدان أكثر.. ولم يعد لدينا قدرة على الاحتمال أكثر.. رغم أن حنجرتك خانتك في الفترة الأخيرة إلا أن صوتك كان أعلى من أصوات الجميع.. رغم أن حنجرتك خانتك إلا أن الكثيرين لن يخونوا صوتك.. كنا دائما نسمعك وأنت تصرخ بأعلى ما تملك من صمت.. أنا بخير.. لكن سورية توجعني.. نضال.. لروحك الرحمة.. ولذكراك المجد فلترقد روحك الطيبة في سلام.. أمنا العظيمة سورية ستفتقدك.

من جهته قال الفنان محمد خير الجراح: نضال كنت لنا دائما مثالا فنيا وإنسانيا.. وداعا.

أما المخرج أسامة الحمد فقال: نضال سيجري رحمة الله عليك.. وأكثر ما يحزنني أنك رحلت في وقت ما زال فيه قلبك يحترق على سورية ولم تستطع أن تراها كما تشتهي وكما ستصير إليه.. الله يرحمك.

يذكر أن الراحل سيجري من مواليد اللاذقية 28 أيار عام 1965 وهو خريج المعهد العالي للفنون ساهم عبر مشاركاته في المسرح والسينما والتلفزيون بإغناء الحركة الفنية في سورية حيث أنه لم يبتعد عن المسرح كغيره من الفنانين بل واظب على التمرن والتمرين على خشبات المسارح في سورية كممثل ومخرج ومن العروض التي قدمها كاليغولا.. أواكس.. تخاريف.. حمام بغدادي.. الأرامل على البسكليت.. النورس.. مات ثلاث مرات.. وغيرها.

وفي السينما جسد مجموعة من الشخصيات واضعا من خلالها بصمة سينمائية خاصة توجها بإخراجه لفيلم "طعم الليمون" الذي يتحدث عن اللجوء الإنساني رافعا من خلاله الأحداث اليومية إلى مصافي الأسطورة ومن الأفلام التي شارك فيها الطحين الأسود.. خارج التغطية.. حادثة على الطريق.. الترحال.. زهرة الرمان وغيرها.

أما في التلفزيون فله ما يزيد على المئة مشاركة استطاع من خلالها أن يرسم لوجوده في الشاشة الصغيرة نكهة خاصة برزت من خلاله اشتغاله الصادق على أبعاد الشخصية وتبنيها فنيا بحيث تصبح من لحم ودم سواء أكانت كوميديا أم تراجيديا أم ضمن المسلسلات التاريخية أو البيئية ومن الأعمال التلفزيونية التي شارك فيها الانتظار.. الزير سالم.. الفصول الأربعة.. الحصرم الشامي.. شركاء يتقاسمون الخراب.. أيامنا الحلوة.. بقعة ضوء.. ضيعة ضايعة بجزئيه.. الخربة.. أهل الغرام.. زمن العار.. تقاطع خطر... وغيرها.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق