تشكيلة موسيقية بقيادة ميساك باغبودريان تقدم لأول مرة في موسيقى على الطريق

02 تشرين الأول 2010

أولى حفلات تشرين الأول في حديقة القشلة والمنشية بدمشق

تابع مشروع موسيقى على الطريق مشواره بنجاح مع بداية النسمات الباردة الخفيفة التي يشعر بها أهالي دمشق مع قدوم شهر تشرين الأول، حيث كانت الأجواء مختلفة هذا الأسبوع مساء الجمعة 1 تشرين الأول 2010 في حديقة القشلة سواء من حيث الحضور أو الموسيقى على حد سواء. موسيقياً كانت هناك تشكيلة موسيقية من مختلف آلات النفخ تقدم لأول مرة من خلال مشروع موسيقى على الطريق بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيفونية الوطنية السورية وتضمنت هذه التشكيلة كلاً من: رنا بشارة (فلوت)، فراس الشحيد (أوبوا أول)، نبال ظريفة (أوبوا ثاني)، ماري قمر (كلارينيت أول)، خالد قاسم (كلارينيت ثاني)، طوني الأمير (فاغوت أول)، معاذ سرية (فاغوت ثاني)، أما الهورن فتناوب عليه بين الأول والثاني كل من الموسيقيين حسان طه وفؤاد شيلغين.

وقد قدمت هذه التشكيلة عملين جميلين: الأول لغونو بعنوان «سيمفونية صغيرة»، وعمل آخر لموتزارت عنوانه «سريناد سلم دو مينور».

أما بخصوص الحضور فكان أقل عدداً من الأسابيع الماضية، ولكن كل من كان جالساً وعددهم يقارب الثلاثمئة شخص جاء ليستمع وينصت جيداً لما يقدم من موسيقى، حيث بدا الحضور وكأنهم جالسون في المسرح. المايسترو باغبودريان حول اللحظات الفاصلة ما بين القطعة والأخرى إلى محاضرات قصيرة شرح من خلالها المقطوعات والفرق بين الآلات وكيفية تداخل الألحان فيما بينها.

وفي نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالمايسترو ميساك باغبودريان الذي تحدث عن هذه الحفلة وعن أحوال الفرقة السيمفونية الوطنية، فقال عن اختيار هذه التشكيلة: «من المعروف بأن الجمهور السوري تعود على حفلات الأوبرا سواء من الفرقة السيمفونية الوطنية أو أوركسترا طلاب المعهد العالي، ورأينا من خلال موسيقى على الطريق مجموعة حفلات مخصصة لرباعي وتري أو مجموعة آلات تشيللو، ولكن إلى اليوم لم نرَ حفلة للآلات النفخية، فكانت هذه الفكرة أن نعرّف الجمهور الدمشقي الذي اعتاد حضور موسيقى على الطريق على هذه التشكيلة من الآلات النفخية، وبالتالي كانت هذه أول تجربة بهذه الآلات وببرنامج مكتوب لهذه الآلات خصيصاً، وليست مقطوعات محولة بل مكتوبة خصيصاً لهذه التشكيلة».

وعما إذا كان العازفون من الفرقة السيمفونية الوطنية أم من جهات أخرى قال: «من المعروف أن الفرقة السيمفونية الوطنية حاضنة للموسيقيين، على الأقل في دمشق، وبالتالي فإن أي موسيقي يعمل هو عضو في السيمفونية السورية، وعندما تنظر إلى أي فرقة موجودة على الساحة الموسيقية السورية تجد فيها أعضاء من الفرقة السيمفونية الوطنية، نعم التشكيلة كانت من أعضاء الفرقة المذكورة، ووجدت من المفيد أن أساعد بعض طلبة المعهد العالي للموسيقى بدمشق ليكتسبوا خبرة العزف أمام الجمهور، ولهذا وضعت ضمن من عزفوا اليوم طالب باصون أما البقية فكانوا جميعهم من أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية السورية».


المايسترو ميساك باغبودريان
في حفل موسيقى على الطريق في حديقة القشلة

وأضاف المايسترو باغبودريان في حديثه عن تشكيلة الآلات: «في مقطوعة غونو كانت التشكيلة على نحو التالي: آلة فلوت واحدة وآلتا أوبوا ومثلها كلارينيت وفاغوت وبوق فرنسي، أما في عمل موتزارت فهذا العمل مكتوب لثنائيات من كل من آلات أوبوا وكلارينيت وفاغوت وهورن (بوق فرنسي)، بمعنى أن هذه المقطوعة هي مثل الأولى تماماً ولكن بدون الفلوت».

وعن اختيار البرنامج قال: «لأن هذه القطع جميلة، وكتجربة أولى لم أختر القطع المعقدة كثيراً، فهكذا قطع تحتاج إلى وقت طويل للتدريب وبحاجة إلى مجموعة متناغمة مع بعضها بشكل جيد، والمجموعة التي قدمناها تعزف لأول مرة معاً هذا النوع من الموسيقى، فاخترت قطعاً تناسب تجربتهم الأولى».

واستغلينا الفرصة لنسأله عن آخر أخبار الفرقة السيمفونية الوطنية السورية فأجاب: «السيمفونية الوطنية تستعد حالياً لاستقبال قائد ضيف سيصل غداً من الدانمرك حيث سيقود الفرقة بحفلة ستقام في 18 تشرين الأول الجاري على مسرح كلية الفنون الجميلة، ومن ثم لدينا حفلة في قصر الأمويين (قصر المؤتمرات)، كما نستعد للسفر إلى الجزائر للمشاركة بالمهرجان الثاني للموسيقى السيمفونية، أما في العام القادم فلدينا مشاريع كبيرة سنعلن عنها في حينها».

وسألناه أيضاً عن الأوبرا التي ستقدم في نهاية هذا العام بدار الأوبرا السورية فأجاب: «الأوبرا مساهمة من الفرقة السيمفونية الوطنية وليست من تنظيمها بل من تنظيم دار الأسد للثقافة والفنون وسيشارك فيها أعضاء من سيمفونيتنا، وهم حوالي ثمانية وعشرين موسيقياً، وهذه تشكيلة حجرة، وليست فرقة سيمفونية كاملة، ولذلك أفضل تسمية من سيعزف في الأوبرا المذكورة فرقة حجرة مؤلفة من أعضاء في الفرقة السيمفونية الوطنية».

وتابع في حديثه قائلاً: «سيشارك في هذه الأوبرا بعض الطلاب، خاصة من عازفي الآلات النفخية وبعض الخريجين».

وعن أخباره الموسيقية قال المايسترو ميساك باغبودريان: «أحضر الآن مع الفرقة للسفر إلى الجزائر، كما لدي عمل مستقل عن الفرقة يتعلق بالسفر إلى بعض الدول الأوربية وأمريكا اللاتينية كقائد أوركسترا زائر لأقود بعض السيمفونيات هناك، كما أنني أحضر لقيادة الأوبرا التي تحدثت عنها في بعض العروض».

وعن موسيقى على الطريق بعد ثلاث سنوات وهل انحرفت عن مسارها قال: «من الأكيد أن هذا المشروع لم ينحرف عن مساره بل توسع أكثر، وبحاجة حسب ما أحس إلى مؤسسة مكتملة قوية لتستطيع أن تغطي كل النواحي الموسيقية وأيضاً في المجال التقني ومعرفة مهندسي الصوت لطبيعة العمل الموسيقي، وهكذا أيضاً الإضاءة. ما أراه أن هذا المشروع قد تتطور موسيقياً ويقدم الجديد بشكل دائم، وكما رأيت فبعد ثلاث سنوات قدمنا اليوم تشكيلة تقدم لأول مرة ضمن ظاهرة موسيقى على الطريق، ولكن المشروع بحاجة إلى تطوير تقني يستوعب هذا الكم من العروض المتنوعة وما تحتاجه من دعم».

وعن ما يسمى بموسيقى الجاز الذي تقدم في بلادنا هذه الأيام، ولماذا لم يقدم بعض مقطوعات الجاز؟ وهل الجاز الذي يقدم عندنا هو شكل منحرف عن الجاز الأصلي؟ قال: «لا أعلم إذا كان هناك قطع جاز للتشكيلة التي قدمناها اليوم، احتمال إيجاد قطع للجاز لآلات النحاسية هو أكبر، وحول ما يقدم من الجاز عندنا، فهذا أمر ضروري، يجب أن يقدم عندنا كل شيء، الكلاسيك والجاز، والموسيقى الأخيرة واسعة الانتشار جداً، ومنها البلووز والجاز التي لها قواعدها، ونجد عندنا اليوم أيضاً موسيقى الروك».

وأنهى المايسترو حديثه بالقول: «بما يتعلق بموسيقى بيغ باند فمن الممكن أن تقدم هذا الشكل من الموسيقى بعدة تشكيلات، وبالتالي فإن ما أراه أننا لم ندخل إلى الاختصاصات بعد، فعندما نقول الجاز فهذا يعني كل شيء له علاقة بالموسيقى الارتجال، وما نراه عندنا تسميته ليست صحيحة، فيجب أن نكون اختصاصيين أكثر، وهذا يعني أن تقدم عندنا كل الأنواع والأشكال الموسيقية ونشرح للناس لماذا نقدمها وما الفرق بين هذا وذاك، كما فعلنا اليوم عندما كنا نشرح المقطوعات والحركات السريعة والبطيئة وتداخل الألحان، ليعرف الناس ما نقدمه بالتالي يدركون ما يستمعون إليه، فلا يحصلون على المتعة فقط بل فهم المقطوعات أيضاً».

ومن جهة أخرى وفي مكان آخر كان كل من الموسيقيين بلال حمور يعزف على الغيتار، وكريم أعرج على الدرامز، وطارق الخلفي على الغيتار، مع المغني علي الخلفي يقدمون برنامجاً موسيقياً منوعاً كان في أغلبه أغاني غربية معاصرة في حديقة المنشية في سهرة موسيقية جميلة حيث اكتظ رواد الحديقة ليتابعوا أداء الشباب الموسيقيين حتى آخر لحظة من السهرة.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

موسيقى كلاسيكية في أول حفلات شهر تشرين الأول من مشروع موسيقى على الطريق في حديقة القشلة

الموسيقية ماري قمر على آلة الكلارينيت

أثناء التدريبات في قاعة المرايا في المعهد العالي للموسيقى بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

lina:

moi jaime boucoup sa

teinisi