موسيقى على الطريق يختتم فعالياته لموسم الصيف 2009

26 10

هكذا انتهت فعاليات مشروع «موسيقى على الطريق»، والتي حولت حدائق دمشق إلى مسارح للموسيقى والغناء الجادين مساء كل جمعة.

دمشق المدينة المعاصرة بانفتاحها، وخصوصيتها كمدينة حميمة، بتنوعها الثقافي وفضائها الثقافي المنفتح والمتجدد، والتي كانت العام الفائت عاصمة للثقافة العربية 2008، تابعت في العام المنصرم خطوة جديدة على صعيد الموسيقى والحفلات الموسيقية من خلال لفتة واعية من قبل محافظة دمشق، ظهرت في دعم بادرة جمعية صدى للثقافة الموسيقية، ألا وهي تظاهرة «موسيقى على الطريق» بإدارة الموسيقي السوري شربل أصفهان.

لم يكن مشروع «موسيقى على الطريق» مجرد إيصال الموسيقى الجادة إلى الناس فقط، بل ومنذ الآن بدأ الموسيقيون يتبادلون الحديث فيما بينهم عن الموسم القادم لهذا المشروع وهل سيكون هناك نسخة شتوية له، وكيف سيشاركون فيه.

كان مساء يوم الجمعة 23 تشرين الأول 2009 مختلفاً عن باقي أيام هذه الفعالية، حيث عزفت أوركسترا الجاز السورية في حديقة دمشق (شرقي التجارة) تحت أضواء كاشفة وبين عدد كبير من الناس، ربما وصل إلى حوالي ألف شخص، وعزفت باقي الفرق ضمن المواعيد المعتادة (قبل غروب الشمس)، فعزفت فرقة بيركومانيا الإيقاعية في حديقة المنشية ورباعي أورفيوس الوتري في حديقة الجاحظ والتخت الشرقي النسائي في حديقة تشرين.

رباعي أورفيوس الوتري في حديقة الجاحظ: مقطوعات كلاسيكية قصيرة
بين عشرات من المشاهدين الذين افترشوا الأرض، عزف رباعي أورفيوس الوتري مختارات من قطع لكبار الموسيقيين الكلاسيكيين وهي: «سويت» لهاندل، «حركتين من رباعي وتري» لموتزارت، «دوسولوميو» لدوكوبوا، «آريا» لباخ، «أرتيست لايف» لشتراوس، «مينيوت» لبوكوريني، «سيريناد» لشوبيرت، «كورال الأجراس» من التراث الأوكراني. وقد استقبل الحضور هذه المعزوفات بالتصفيق بين قطعة وأخرى.

ويتكون رباعي أورفيوس الوتري من أربعة عازفين، وجميعهم أساتذة في المعهد العالي للموسيقى بدمشق وأعضاء في الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية وهم: أندريه معلولي (كمان أول)، مروان أبو جهجاه (كمان ثاني)، محمد زغلول (فيولا)، أثيل حمدان (تشيللو).

ونشأ هذا التجمع عام 2002، وعمل منذ تأسيسه على إيصال الموسيقى الجادة الكلاسيكية إلى أكبر شريحة ممكنة من المستمعين من غير المختصين، وذلك عن طريق إحياء العديد من الحفلات في الأوساط العامة وتقديم الأعمال السلسة السهلة التقبل عند الناس عموماً، كما في برنامجها في ذهه الحفلة.

وفي نهاية الحفلة كان لـ «اكتشف سورية» وقفة مع الأستاذين أندريه معلولي ومروان أبو جهجاه حيث أدليا برأيهما حول تظاهرة موسيقى على الطريق.

وقال أندريه معلولي عن «موسيقى على الطريق»: «لقد نجح هذا المشروع في العام السابق ولكن على نطاق ضيق، وفي هذا العام توسع برنامجه وازداد عدد الفرق المشاركة، واستطاع مدير هذه الفعالية شربل أصفهان - كونه موسيقياً - أن يترجم أهمية المشروع للمعنيين ليستمر عامين على التوالي، أتمنى أن يستمر في السنوات القادمة ويشمل باقي المحافظات».

أما عن الجمهور فتابع الأستاذ معلولي قائلاً: «في الأسابيع الأولى كان الحضور عفوياً وبسيطاً، وذلك لمن كان يتواجد في المكان بالصدفة، أما في الأيام الأخيرة فقد تعرّف الجمهور على برنامج المشروع وعلى الفرق وبدأ يختار ما سيسمع».

وفي نفس الإطار تحدث الأستاذ مروان أبو جهجاه فقال: «كان الناس يفاجؤون بوجود موسيقى وآلات غريبة في أماكن تنزههم، بل كانوا يوزعون الابتسامات تعبيراً عن غرابة الوضع، مع مرور الأيام أصبح هذا الجمهور نفسه ينظر إلى الموضوع بشكل عادي، وهذا مكسب ليس بقليل، ونحن كموسيقيين بحاجة إلى الناس، وأساساً هي رسالتنا بأن نوصل الموسيقى إليهم».

وعن تحقيق المشروع لأهدافه تابع أبو جهجاه قائلاً: «لقد حقق المشروع مبتغاه بشكل لم أكن اتوقعه»، وأردف: «باعتبارنا درسنا هذا النوع من الموسيقى وتعبنا معها ونحس بطعمها، نريد أن ننقل ما نشعر به من إحساس تجاه موسيقانا إلى الناس».

أوركسترا الجاز السورية: تعزف تحت أضواء كاشفة
رغم أننا قد تحدثنا في الأسابيع الماضية عن ما قدمته أوركسترا الجاز السورية ضمن فعاليات مشروع موسيقى على الطريق، فقد زرناها باعتبارها قدمت آخر حفلة لفعاليات هذا المشروع في موسمه الحالي حيث تجمع ما لا يقل عن ألف شخص حولها في حديقة دمشق (شرقي التجارة) في جو أشبه بخشبة مسرح ما، وأضواء فوق العازفين، فيما افترش الحضور الأرض وعتمة الليل.


أوركسترا الجاز السورية تعزف تحت الأضواء الكاشفة

تميزت موسيقى فرقة الجاز السورية في هذه الأمسية، بموسيقى مكتوبة ومحضرة، ولكن هذا لا يعني غياب عنصر الارتجال الذي يشكل العنصر الأساسي لموسيقى الجاز، وقدمت أعمالاً خاصة بها تعبر عن هويتها كأوركسترا جاز سورية وعربية، حيث غنت معها المغنية السورية نور عرقسوسي بعض من أغاني الراب، وأيضاً غنى المغني السوري ريبال خضري موشحاً من توزيع الموسيقي العريق عدنان أبو الشامات بالإضافة إلى أغنية «سليمة» و«نويت أسيبك» بتوزيع خاص لموسيقى الجاز، وأيضاً قدمت بعض الأعمال لموسيقيين عالميين، لاقت استحسان الحضور الذي شجع ما تقدمه هذه الفرقة بتصفيق حار.

والتقى «اكتشف سورية» بالفنانة نور عرقسوسي حيث قالت: «الوضع غريب وجميل هنا، يختلف تماماً عن ما نراه في المسارح، يجب أن تسمع الناس هذه الموسيقى، وباعتقادي فإن هذا المشروع لعب دوره كما يجب ليكون جسراً بين الموسيقيين والناس».

وعن التجارب الخاصة بها تابعت: «بصراحة أريد الانتشار بغناء البوب محلياً، وفي حفلاتي خارج سورية سأقدم غالباً الغناء الشرقي لأنني سورية أولاُ، وأحضر كلمات خاصة بي لألبومي الأول وهي كلمات ليست بعيدة عن الواقع وتعنى بالحياة اليومية للناس».

وانتهزنا وجود الموسيقي الكبير عدنان أبو الشامات لنسأله عن حاله حيث أعلن لـ «اكتشف سورية» أن وزارة الثقافة السورية ستقوم بتكريمه في 8 تشرين الثاني 2009، ويقوم حالياً بالتدريبات مع فرقة «أمية» لهذه الغاية.

وبهذا نكون قد ألقينا الضوء على كافة الفرق التي شاركت ضمن فعاليات مشروع «موسيقى على الطريق» لموسم الصيف 2009، مع التمنيات باستمرار هذه الفعالية المتميزة التي عملت على نقل الموسيقى إلى الناس بأيسر السبل.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

رباعي أورفيوس الوتري في حديقة الجاحظ

الموسيقي أندريه معلولي

الموسيقي محمد زغلول

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

تمارى:

أنا بعزف كمان وبعرف الموسيقي مروان أبو جهجاه هوي اللي بعلمني

سورية