حكاية شجرة.. مشروع نحت جديد لفريق إيقاع الحياة في حديقة المنشية بدمشق

06 آذار 2016

.

يعكف فريق من النحاتين السوريين حالياً على إنجاز عمل نحتي فني على شجرتي كينا يابستين بطول لا يقل عن عشرين مترا للواحدة في حديقة المنشية بدمشق حيث انطلق العمل من قبل فريق جدارية إيقاع الحياة في العشرين من الشهر الماضي تحت إشراف التشكيلي موفق مخول الذي تنظمه وزارة التربية ومحافظة دمشق بالتعاون مع اتحاد التشكيليين السوريين.

وينفذ مشروع حكاية شجرة فريق من النحاتين يضم كلا من هشام المليح ورجاء وصفاء وبي وعلي مصطفى وبمساعدة أيمن الظاهر بعد عدة أعمال فنية شهدتها دمشق خلال السنوات الأخيرة منها جدارية إيقاع الحياة في حي التجارة وأخرى بعنوان إيقاعات لونية في حي المزة والتي دخلت موسوعة غينس للأرقام القياسية كأكبر جدارية تنفذ بمواد من بقايا البيئة وجدارية اسمنت ولون التي نفذت بأسلوب الروليف في حي التجارة والتي يبلغ طولها أربعمئة متر والتي ستدشن قريبا.

وحول مشروع حكاية شجرة لنحت الأشجار اليابسة في الحدائق السورية قال صاحب فكرة المشروع والمشرف على التنفيذ التشكيلي مخول “المشروع له طابع جمالي وفني وإنساني ووطني بهدف خلق حوارات بصرية وجمالية مع الناس في الحدائق والحفاظ على الذاكرة الإنسانية للأشجار اليابسة وهو في الوقت ذاته دعوة لاحترام الأشجار بعد موتها”.

وتابع مخول..”هذه الأشجار اليابسة تحمل الكثير من ذكريات الناس لذلك يجب أن نحولها إلى حكاية يكتب عليها كل تاريخنا الفني والإنساني والحضاري ولتحقيق هذه الغاية اعتمدنا أسلوب نحت الروليف على سطح الشجرة لقدرته على حمل قصة مع إظهار بعض الكتل التي تشكل رموزا إنسانية وحضارية تاريخية” مبيناً أن الشجرتين التي بدأ المشروع عليهما في حديقة المنشية ستبقيان في مكانهما في الحديقة ليكون قريباً من الثقافة الشعبية لخلق حوار مع الناس.


وأوضح مخول أن النحت قصة جميلة رافقت الإنسان في كل حضارته ونحن السوريون يوجد عندنا قصة حب مع النحت رافقت كل حضارتنا من الفن الإغريقي إلى الروماني إلى التدمري إلى البيزنطي معتبرا أن المشروع فرصة لتبسيط فكرة النحت وجعله قصة إنسانية وفنية قريبة من الناس مع الحفاظ على الموروث الحضاري.

بدوره قال النحات المليح..”إن الشجرتين اللتين نشتغل عليهما حالياً مرتبطتان بالذاكرة الوطنية في هذا المكان حيث لا يقل عمرهما عن مئة عام لذلك اعتمد فريق العمل عدة أساليب فنية في النحت منها التكعيبية المعمارية والرمزية مع محاولة تجسيد الأسطورة السورية والتاريخ الحضاري السوري عبر اعتماد الرموز والنقوش القديمة للدفاع عن الآثار السورية العريقة وللتعريف بها محلياً وعالمياً في ظل ما تتعرض له آثارنا وحضارتنا من تدمير ممنهج في ظل الحرب على سورية”.


وأضاف المليح..”المشروع يحمل مواضيع فكرية وثقافية وتاريخية وتربوية وفنية لذلك نحاول إيجاد صيغة فنية بصرية سهلة تصل للمتلقي المنتمي لكل الشرائح الاجتماعية كون العمل ينفذ في الحديقة أمام الناس سيعرض فيها بعد الانتهاء من تنفيذه” مؤكداً أهمية المشروع في التعريف بهوية الإنسان السوري الحضارية بصيغة فنية جديدة ومبتكرة.

وأشار المليح إلى أن فكرة المشروع قابلة للتوسع لبقية الحدائق في مدينة دمشق وغيرها من المحافظات ليكون مشروعاً فنياً حضارياً وطنياً يشمل كل مكان من الوطن ويحاكي الانسان السوري أينما وجد أما النحاتة رجاء وبي فعبرت عن سعادتها بالمشاركة في هذا المشروع الذي ترى فيه تأكيداً على الهوية الحضارية لسورية من خلال الفن لافتة إلى أن هاتين الشجرتين اللتين يعملون عليهما حالياً تحملان ذاكرة وطن وأجيال متعاقبة وكانتا شاهدتين على مراحل تاريخية مهمة مرت بها سورية.


وتابعت وبي ..”نحن كفريق من النحاتين السوريين نحاول أحياء هاتين الشجرتين بطريقة فنية جمالية تلامس كل شرائح المجتمع بما لها من انعكاسات تربوية وتاريخية وجمالية لتخلق حواراً بصرياً بينها وبين المتلقي” لافتة إلى أن هذا العمل الفني اليوم له دور وطني مهم في الدفاع عن هويتنا الحضارية والإنسانية وحفظ ذاكرة الوطن للأجيال القادمة.


اكتشف سورية

sana.sy

Share/Bookmark

صور الخبر

مشرو حكاية شجرة

مشرو حكاية شجرة

مشرو حكاية شجرة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق