مشروع «حكاية شجرة» مستمر وسط اهتمام رواد الحدائق

21 أيار 2016

.

يستمر الفنانون التشكيليون “هشام المليح ورجاء وبي وعلي مصطفى وصفاء وبي” في ورشة عمل لا تهدأ منذ شباط الماضي ضمن مشروع تزيين حدائق دمشق بالنحت على الأشجار الميتة “حكاية شجرة” لإضافة لمسة فنية وإحياء جمالي على الأشجار العتيقة بدلا من قطعها.

وبدأ المشروع في حديقة المنشية وسط دمشق ويعتبر الأول من نوعه في سورية وينفذ برعاية من محافظة دمشق ووزارة التربية بإشراف الفنان التشكيلي موفق مخول ويهدف إلى إحياء الفن السوري وإثبات هويته في عمل منظم مدروس قد يستمر بضعة شهور أخرى بجهود فنانين آخرين.

وقال مخول لـ سانا الثقافية “بدأت الفكرة عندما علمت أن المحافظة ستقطع هاتين الشجرتين فسارعت الى اقتراح إمكانية بقائهما وتقديم الفن السوري من خلالهما ليكون كمن يخط ذكرى على الشجر .. وها نحن نكتب ذاكرتنا على الشجر لأننا نحب الوطن والحياة والطبيعة”.


وأضاف إن “ما يهمنا التفاعل البشري مع الشارع من خلال آلية العمل في الهواء الطلق والتعامل مع أدوات النحت على الشجر كالصاروخ والمنشار الكهربائي والأزاميل والسقالة العالية وهو ما يستهوي الناس أن يشاهدوا العمل على أرض الواقع.. يتجمعون ويسألون ويتابعون مراحل العمل ما يخلق حوارا بين الفنانين النحاتين ورواد الحديقة في أجواء ثقافية بصرية لأن العمل يتم في منطقة مكتظة بالناس الذين يلتقطون الصور ويعرضونها على مواقع التواصل الاجتماعي مع إمكانية تعميم التجربة في حدائق أخرى بدمشق والمحافظات”.

ويتابع مخول “إن العمل الجماعي بحاجة إلى مشرف عام يجمع عناصر وخيوط العمل مع بعضها وربطها فكريا وإعطاء التوجيهات والملاحظات وتأمين أدوات العمل.. مع ترك الحرية للنحاتين لتنفيذ رؤيتهم الخاصة.. وتبقى لغة الشجرة تفرض ثقافتها من خلال جذعها وجذورها ونتوءاتها شرط المحافظة على لونها وتفاصيلها وتكوينها وعلى ذاكرتها البصرية وهويتها”.

والفن هو رسالة بصرية قد تعجب البعض ولا تعجب آخرين حسب مخول فالهوية الثقافية مهمة حاليا ونحن بهذا المشروع “ندافع عن هويتنا بعملنا الفني.. ونقدم ثقافة بصرية وطنية نصدرها للعالم كله .. وللأسف إعلامنا مقصر في توصيل رسائلنا للخارج .. وكلما كانت الفكرة بسيطة كان تأثيرها أقوى فنحن نحب الفن والحضارة” معربا عن تقديره لكل من حمل ريشة وألوانا في هذه الظروف الصعبة.


أما النحات هشام المليح فقال إن “مشروع حكاية شجرة يقدم حكاية لها علاقة بسورية وكل ما فيها من رموز حضارية كالهوية والفكر والأدب والثقافة والتاريخ وهذا يضطره للرجوع إلى كتب الأساطير بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق للبحث عن كل ما يتعلق بالاسطورة القديمة في سورية الأم جغرافيا وتاريخيا”.

أهمية العمل حسب المليح أنه يحاكي نبض الشارع من خلال التواصل المباشر مع الناس بمختلف شرائحهم بعيدا عن صالات العرض والطبقة المثقفة أو النخبة.. والبعض توقف ليسأله عن بعض التفاصيل فخلق جوابه عنده حالة من التأمل والفضول مضيفا إن “أهمية الموقع الذي نعمل فيه “حديقة المنشية” أنها محورية عند ملتقى الجامعة والمتحف والمطاعم ومواقف الباصات وتطل على بردى تسهم في إيصال الرسالة إلى أكبر عدد من الناس فهو مشروعهم بالدرجة الأولى وهم يتابعوننا بشغف ما يعطينا حافزا لمواصلة العمل وخلق علاقة بيننا وبين الشجرة والناس”.

وعن عنصر الأسماك الذي يدخل في عمله النحتي على الشجرة بين المليح أن المكان الذي يتم فيه العمل كان يشكل مجرى نهر بردى في يوم من الأيام ولذلك أراد أن يشكل رابطا رمزيا بين الشجرتين وجغرافيا المكان في فلسفة مقروءة للعامة تعتمد على النحت الآشوري والكتابة المسمارية والنقوش الكهفية إذ تم توظيف هذا العمل في ظل الأزمة مضيفا “أشعر أنني ساهمت في صنع فسحة إنسانية بيضاء مزروعة بالطاقة الروحانية السلمية وسط السواد القاتم المحيط بنا” مؤكدا أن الفنان “لا يعرف كيف يحمل بارودة ولكنه يدافع عن هويته بطريقته الفنية”.


وعن الصعوبات التي يواجهها النحاتون في حديقة المنشية قال “طبيعة العمل قاسية وخطرة لكون الشجرة عالية على ارتفاع عشرين مترا دون وجود مظلة واقية من الأمطار شتاء ومن الحر صيفا ودون وجود سيارة إسعاف في حال تعرض أحدهم للسقوط كما أن الأدوات المستخدمة باستثناء السقالة حصلنا عليها بجهد شخصي”.


سلوى صالح

sana.sy

Share/Bookmark

صور الخبر

مشروع «حكاية شجرة»

مشروع «حكاية شجرة»

مشروع «حكاية شجرة»

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق