معرض فن البورتريه في غاليري قزح

21 آذار 2010

تجتاح الوجوه جدران غاليري قزح في تجربة جماعية لأربعة فنانين تشكيليين سوريين، هم إدوار شهدا، حسكو حسكو، نذير إسماعيل، والنحات مصطفى علي، إضافة لمعرض رواد الفن التشكيلي السوري في البورتريه – من مقتنيات الفنان التشكيلي نذير إسماعيل- حيث شهدت غاليري قزح يوم الجمعة 19 آذار 2010 افتتاح المعرض الجماعي والمستمر لغاية 3 نيسان 2010.

انفرد المعرض الجماعي بتقديم البورتريه كتيمة أساسية وإن اختلفت التقنية أو الرؤية للبورتريه كشاهدٍ على تجربة فنان له باعه الطويل في مسيرة من التجريب والاختزال ونقيضها، لتتشكل أمامنا صورة مصغرة عن تطور فن البورتريه السوري.

وإضافة لما سبق كانت لمقتنيات الفنان التشكيلي نذير إسماعيل التي عرضها ضمن صالة خاصة من زوايا غاليري قزح المتعددة، فرصة غنية ونادرة للتعرف على ماضي فن البورتريه السوري، ووجه الاختلاف في تاريخ البورتريه السوري بين الماضي والحاضر، من حيث التكنيك في استخدام اللون أو طريقة تجسيد البورتريه كعمل فني تشكيلي تخاطفته المدارس التشكيلية على اختلاف اتجاهاتها، فمن التصوير الواقعي الذي اتسمت به معظم مقتنيات الفنان نذير إسماعيل والتي تضم أسماء لرواد الفن التشكيلي السوري ومنهم توفيق طارق، خزيمة علواني، فاتح المدرس، أدهم إسماعيل، نعيم إسماعيل، عبد القادر النائب، أبو صبحي التيناوي (محمد حرب). إلى اللعب بمفهومه التشكيلي عبر تداخل المدارس التشكيلية في لوحة البورتريه المعاصر والذي تجسد بأعمال الفنانين المشاركين في معرض «Art in portrait».


التشكيلي نذير إسماعيل

«اكتشف سورية» تابع حفل الافتتاح فكان حوارنا الأول مع الفنان التشكيلي الكبير نذير إسماعيل والذي شهدت له غاليري قزح في وقت سابق معرضاً فردياً مميزاً كانت تيمته الوحيدة والفريدة البورتريه بأسلوب (نذيري) خاص جداً، حيث يقول عن مفهومه في ذلك: «بطريقة ما يحاول الفنان بناء شخصيته المتفردة عن غيره من الفنانين، وهي عملية تصفية أو عملية اختزال لتجاربه الفنية السابقة، أو بمعنى أخر هي عملية إزاحة دائمة للعناصر غير المهمة من وجهة نظر الفنان نفسه، فالفن عبارة عن عملية اختصار وهذا يتطلب وقتاً من الزمن وجهداً من الفنان التشكيلي. ما أتمناه فعلاً تحقيق هذه المعادلة في عملي التشكيلي، فهنالك مغريات دائمة للاستمرار، بداية من المادة أو الخامة ونهاية بالموضوع الذي تُجرب من خلاله. وهذا يعتبر محرضاً دائماً للفنان كنقطة بداية في تجربته الجديدة، فهذه العلاقات في اللوحة الواحدة من ظل ونور وخط وتكوين وإلى ما هنالك، تعتبر لعبة مغرية للفنان التشكيلي، وإذا ما اجتمعت هذه المقومات مع فكرة جيدة يكون العمل الفني قد حقق النجاح لدى الطرف الآخر من المعادلة، ولكن يجب التركيز على أن المعرض الأخير لأي فنان ما هو إلا بداية جديدة لشكل ومنحى جديد، لذلك يجب عدم الاتكاء على التجربة الأخيرة بل على الاستمرارية في العمل التشكيلي لأنها هي التي تحدد قيمة الفنان وعمله التشكيلي».



مدام إدوار شهدا

من جانبه يحدثنا الفنان التشكيلي إدوار شهدا والذي اشترك في 6 أعمال فنية اتسمت بشفافية مغرية تحاكي العلاقة ما بين اللون والمحيط الذي يعيش فيه ضمن عائلته، والتي صورها في عدة أعمال، مُفرداً لأكثر من وجه مساحته اللونية الخاصة، فكانت للسيدة شهدا لوحتها التي اتسمت بإشراق مميز عكس فيها الفنان إدوار تاريخاً من حياة مفعمة بالضوء والظل لتشكل في النهاية اختصاراً لما تمثله السيدة شهدا في نفسه. وفي حديثنا مع الفنان إدوار شهدا يقول: «التيمة المميزة في هذا المعرض هي البورتريه الذي أصبح من التيمات المفقودة والنادرة في الحركة التشكيلية السورية لاعتبارات متعددة، فهو حالة خاصة في العمل التشكيلي ورغم ذلك فإن القلائل من فنانينا يتجهون إليه كخيار تشكيلي، لذلك ما نطمح إليه من هذا المعرض هو إعادة الاعتبار لهذا المنحى من الفن التشكيلي. في هذا المعرض فرصة للمقارنة بين أعمال نُفذت في ثلاثينيات القرن المنصرم لفنانين أمثال توفيق طارق ورشاد مصطفى، وبين طريقة التفكير الجديدة بالبورتريه، ففي الماضي كان للبورتريه وظيفته كصورة فوتوغرافية أو توثيقية أما الآن فيتخذ البورتريه صفة ذاتية تخص الفنان التشكيلي، بمعنى الحرية المطلقة التي يعتمد عليها الفنان في تجسيد عمله في هذا الجنس من أجناس الفن التشكيلي.



السيد سامر قزح

وفي لقاءنا مع السيد سامر قزح صاحب غاليري قزح يقول لـ «اكتشف سورية»: «مع سعينا الدائم في غاليري قزح لدعم شباب التشكيل السوري، فإننا نقف جنباً إلى جنب مع كبار الفنانين التشكيليين السوريين في آخر إنتاجاتهم التشكيلية، فكان التخطيط المُسبق لإقامة معرض يجمع بين ثناياه تجربة جماعية لكبار الفنانين التشكيلين، معرضٍ نوعي وخاص، فكان هذا المعرض الذي كان تحت اسم فن البورتريه».

ويضيف السيد قزح فيقول: «دائماً كان العنصر الإنساني هو العنصر الأساسي في العمل التشكيلي، فكان الخيار على تسليط الضوء على البورتريه كموضوع موحد في عمل الفنانين المشاركين، ولكي ندعم توجهنا في هذا المعرض كان المعرض المرافق وهو من مقتنيات الفنان الكبير نذير إسماعيل لرواد الفن التشكيلي السوري الذين اتجهوا نحو البورتريه الكلاسيكي مع بدايات القرن المنصرم».

ويختم السيد قزح حديثه معنا: «هذا هو المعرض الثالث للبورتريه خلال 15 سنة مضت، والذي تبنته غاليري قزح، فقد أقمنا معرضين سابقين "faces 1" و "faces 2" عامي 99 و2001 مع نفس المجموعة من فناني هذا المعرض إضافة للفنان فادي يازجي وصفوان داحول وغيرهم من الفنانين».



التشكيلي بطرس خازم

ونهاية مع الفنان التشكيلي بطرس خازم الذي يقول: «هنالك تعاطٍ مختلف مع البورتريه ما بين جيل الرواد وجيل الستينيات لاعتبارات جوهرية أهمها عشرون عاماً وأكثر من التطور الحاصل في مجال الاتصالات، فمن كان يقتني مجلة متخصصة في الفن التشكيلي في ذلك الزمن من جيل الرواد فكأنه يقتني جهاز كمبيوتر متصل مع عالم الإنترنت، وهذه مفارقة كبيرة وأذكر إلى الآن مجلة "سكيرا" وهي مجلة كانت تطبع في سويسرا ولإضافة الألوان على صفحاتها كانوا يقومون بطباعتها بشكل يدوي، لذلك ولقلة المناهل الفنية في ذلك الوقت كان الفنان السوري يتجه نحو التوثيق في رسم البورتريه لإثبات قدرته على تجسيد الملامح والشكل مع استخدام الألوان الواقعية والقريبة للون الكلاسيكي».


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أجواء حفل افتتاح معرض البورتريه السوري في غاليري قزح

من وجوه الفنان نذير إسماعيل

من وجوه الفنان نذير إسماعيل

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق