سامر قزح في لقاء مع «اكتشف سورية»

03 06

صالة عرض للفن التشكيلي في بيته الدمشقي العريق

في أحد أحياء دمشق القديمة وتحديداً في منطقة طالع الفضة، خصَصَ في بيته صالة عرض للأعمال الفنية التشكيلية، لتكون فضاءاً جديداً للفنانين التشكيليين، إنه السيد سامر قزح وصالته المعروفة بـ «غاليري قزح».

في بيته الدمشقي العريق وفي طابقه الأرضي الذي رممه ليكون صالة عرض تساهم في المشهد التشكيلي الدمشقي، وتساعد على تطوره ورفده بمواهب تشكيلية شابة، وفي لقاء خاص لـ«اكتشف سورية» مع السيد سامر قزح الذي لمسنا من خلاله شغفه وعشقه لعالم الفن التشكيلي السوري، وسعيه الدائم ليكون داعماً لجيل جديد منهم، وذلك عبر مشروعه الخاص الذي أطلقه بعنوان «خمس تجارب فنية»، كان لنا هذا الحديث:

لنتحدث عن بدايتك في مجال الفن التشكيلي ومرافقتك للكثير من الفنانين التشكيليين السوريين.

بدأت من دمشق القديمة لانتمائي إليها، فأنا من مواليد دمشق عشت فيها ولن أخرج منها أبداً.

منذ صغري كنت مهتماً بالشكل الفني لأي شيء أراه، خاصة أن عائلتي كانت تعمل في مجال الصياغة وتصميم المجوهرات، وما تمتلكه هذه الحرفة من أبعاد جمالية للقطعة المراد تصنيعها، ثم تطور هذا الشعور نحو العمل الفني التشكيلي، فلم يكن هدفي الأساسي اقتناء العمل الفني وبيعه بقدر ما هو دعم الحركة التشكيلية السورية.

فبدأت في عام 1994 في تنفيذ مشروعي الخاص، أي قبل 15 سنة من الآن، وكانت البداية بغاليري صغير على الشارع المستقيم، وكان هذا الغاليري الأول في منطقة دمشق القديمة، ليكون نواة البداية لمشروعي هذا، وخاصة أنه كان قريباً من بيتي الذي حولت طابقه الأرضي لصالة عرض معروفة الآن بـ «غاليري قزح»، وقد دام ترميمه مدة سبع سنوات من العمل المتواصل وانتهى في عام 2008، وقد تعاملت في هذه الفترة مع أهم الفنانين التشكيليين السوريين ومنهم فادي يازجي وصفوان داحول وياسر صافي ونزار صابور ونذير إسماعيل ووليد الآغا، وحالياً مع إدوار شهدا وغسان النعنع.

أين كنت تعرض أعمال الفنانين التشكيليين قبل الانتهاء من ترميم الطابق الأرضي من بيتك وتحويله إلى صالة عرض للأعمال الفنية؟

أول معرض فني كان في أيار من سنة 1997 في «بيت سباعي» وهو بيت عربي جميل جداً، وكانوا قد انتهوا من ترميمه فسكنه السفير الألماني لمدة سنتين، وعند خروجه منه طلبت من إدارة المحافظة أن أُقدم فيه معرضاً للفن التشكيلي لمدة أسبوعين، فوافقوا على طلبي وبدأت العمل مع الفنانين نعمت بدوي وبشير بدوي من حلب، فجهزت «بيت سباعي» بشكل جيد من حيث الإضاءة الخاصة باللوحات الفنية، وكان هذا أول معرض يقام في دمشق القديمة.

ثم انتقلت في معارضي إلى قاعة الصليب في كنيسة الصليب المقدّس، حيث تعاونت مع الفنانين الكبيرين نذير إسماعيل ونزار صابور، ومع مجموعة من الفنانين بمعرضين جماعيين. إضافة للعديد من المعارض في دبي وبيروت وروما وبروكسل.

لنتكلم عن القاعات المخصصة لعرض الأعمال الفنية في غاليري قزح.

لدينا صالة «آرت غاليري» وهي 3 قاعات خاصة بالمعارض الفنية، وأنشأنا قاعة الـ «آرت سبيس» وهي فضاء جديد للتجارب الفنية الحديثة، وهي متاحة لأي فنان يمتلك تجربة خاصة وجديدة وغير تقليدية في صياغة وتشكيل العمل الفني.


إفتتاح أحد المعارض في غاليري قزح

ما هي أولى المعارض التي أقيمت في غاليري قزح بعد الانتهاء من ترميمه؟

أول معرض في «غاليري قزح» كان للفنانة الأمريكية نانيت كارتر، وهي فنانة تشكيلية عالمية، قدمت تجربتها في كثير من دول العالم، أما عن معرضها هنا فقد قدمت فن «المونوتايب»، وهو أحد أنواع الطباعة اللونية، وقد افتتح المعرض في قاعة الـ «آرت سبيس» في تشرين الثاني 2007. وأقامت نانيت كارتر في غاليري قزح أيضاً، ورشة عمل لمدة 3 أيام لمجموعة من الفنانين التشكيليين السوريين في التقنية التي تعمل بها.

أما المعرض الثاني فقد كانت مسابقة اللقاء للفنانين الشباب، ومعرض الـ«Master Pieces» ، وفي هذا العام أقمنا معرضاً مهماً للفنان النحات محمد عمران.

وعن قلة المعارض المقامة في غاليري قزح، يقول السيد قزح:

هذا يعود للتخطيط الدقيق لكل معرضٍ يُقام لدينا، فلكل معرض مساحته الخاصة من الاهتمام والرعاية، وهذا يشمل الفنان ولوحاته الفنية، والتوقيت المناسب للعرض.

عندما نتبنى عرض أي عمل لأي فنان، فإننا نتحمل مسؤولية كبيرة على عاتقنا، فيجب أن يتم العمل على المعرض بشكل ممتاز، وكمثال عن ذلك معرض الفنان محمد عمران، فلقد عملنا عليه لمدة سنتين، رغم جاهزية الأعمال الفنية منذ العام الماضي، فاخترنا التوقيت المناسب لعرضها وتقديمها بشكل احترافي.

أنا لست مع فكرة العرض الأسبوعي الذي يقام في صالات العرض، مع احترامي لسياسة صالات العرض الأخرى، فبرأيي من حق رواد الصالات أن يستمتعوا بمشاهدة الأعمال الفنية لأكبر وقت ممكن.

ورشة عمل لفن الحفر
من مشاريع الغاليري

لنتكلم عن مشروع خمس تجارب فنية الذي قمت برعايته.

هذا المشروع يرتبط بخطة عمل خاصة بالفنانين الشباب، بدأنا به في عام 2000، وفي نهايته قمنا بافتتاح معرض خاص للفنانين المشاركين تحت عنوان «خمس تجارب فنية شابة»، وكان لهذا المعرض اسمه المميز على الساحة التشكيلية السورية، وقد برزت من خلال هذا المعرض، أسماء هؤلاء الفنانين ومنهم من أصبحت أسماءهم لامعة على الساحة التشكيلية السورية، مثل ياسر صافي وغزوان علاف.

وبقيت الفكرة مطروحة وجاهزة لحين الانتهاء من افتتاح الغاليري، وذلك بأن يكون في الغاليري قسم خاص بالفنانين الشباب، وفعلاً في عام 2008 دعونا فنانين شباب ليشاركوا في مسابقة اللقاء، وفي تلك المسابقة تقدم 115 فناناً اخترنا منهم حوالي 30، من أقسام التصوير والنحت والحفر والفيديو آرت، وقد رافق هذه المسابقة ورش عمل بالتصوير والنحت، وحالياً لدينا ورشة عمل تقام لأول مرة خارج جدران الجامعة، لفنانين خريجين في مجال الحفر.

في الوقت نفسه لدينا نشاطات على مستوى الفن التشكيلي العام بـسورية، ونشكل مع مجموعة من الفنانين التشكيليين مجموعة عمل واحدة، حيث قمنا بافتتاح معرض «Master Pieces» الذي قدّمَ في تشرين الثاني، وهذا المعرض يقام كل 6 أشهر، لنرى بعد عدة أشهر إلى أين وصل إبداع الفنان بلوحته التشكيلية أو عمله النحتي، ثم نختار من كل فنان مشارك عملاً واحداً من أعماله، ليكون هذا العمل ملخصاً لهذه التجربة بهذه الفترة الزمنية.

سيد سامر لنتكلم عن لجان التحكيم في مسابقة اللقاء وجائزة الفنان عبد اللطيف صمودي.

كانت هناك لجنتا تحكيم، تألفت الأولى من 11 فناناً تشكيلياً من كبار الفنانين السوريين، لاختيار الأعمال المقبولة للمسابقة، ومنهم باسم دحدوح- وليد الآغا- غسان نعنع- وإدوار شهدا- نزار صابور- مصطفى علي- حسكو حسكو- ياسر صافي- ناصر حسين.

أما لاختيار الجوائز فقد تم تشكيل لجنة ثانية مؤلفة من أربعة أعضاء هم: يوسف عبدلكي، وصالح بركات صاحب غاليري أجيال، والآنسة كريستين طعمة من مهرجان «أشكال ألوان» في بيروت، والسيدة ليوبا جوفيسفيتش صاحبة غاليري في روما وهي مهتمة بأعمال الحفر بصالتها.

وكان هناك جائزة واحدة لكل اختصاص، وجائزة واحدة تُقَدم باسم الفنان السوري عبد اللطيف صمودي الذي توفي منذ 3 سنوات، فقد كان على معرفة بمشروع الشباب الذي أسعى إليه، وطلب أن يكون هنالك جائزة تقدم باسمه لفنان شاب واعد مع دعمه في مسيرته الإبداعية، وعندما بدأ المشروع كنت حريصاً على تنفيذ رغبته هذه.

إلى من ذهبت جوائز مسابقة اللقاء؟

في قسم التصوير ذهبت الجائزة للفنانة إيمان حاصباني، وفي النحت كانت مناصفة بين الفنانتين بشرى مصطفى ونور عسلية، وبالفيديو آرت حصل على الجائزة الفنان أحمد علي، أما جائزة الفنان السوري عبد اللطيف صمودي فكانت من نصيب الفنان الشاب إلياس أيوب.

أما في قسم الحفر والطباعة فكان رأي اللجنة أن يتم تأجيلها للمعرض القادم، من خلال إقامة ورشة عمل للفنانين وبمساعدة أعضاء لجنة التحكيم، وسيكون هناك معرض لهم في شهر أيلول القادم، وأظن أن هذا المعرض سوف يقدم للحركة التشكيلية السورية عدة أسماء مهمة على الساحة التشكيلية.

المنزل الدمشقي الجميل يتحول إلى غاليري قزح

وعن مدى دعم صالات العرض للحركة التشكيلية، يقول السيد قزح:

إن أية صالة عرض جديدة هي رافد أساسي وحقيقي للحركة التشكيلية السورية، والآن في دمشق يوجد فضاء واسع لعرض الأعمال الفنية التشكيلية، وهذا شي رائع وجميل، وقد تعرفت على الكثير من الفنانين الجدد من خلال المعارض الجماعية المقامة في صالات العرض، وأذكر المعرض الجماعي الذي أُقيم في «غاليري كامل» للفنانات السوريات الشابات حيث تعرفنا على الفنانات التشكيليات بشرى مصطفى ونور عسلية وميرفت برنبو وهبا العقاد، ومن ناحية أخرى إن كثرة صالات العرض تشجع الجمهور السوري للحضور ورؤية الأعمال الفنية التشكيلية واقتنائها، وخاصة أن الفن التشكيلي السوري يمتلك الكثير من الأسماء الكبيرة والمهمة على مستوى العالم.

وفي كلمة أخيرة يقول السيد سامر قزح:

هنالك حركة تشكيلية مذهلة في السنتين الأخيرتين في سورية، وهذا يدل على عمق المخزون الثقافي السوري، ويدل على حيوية الشباب المفعمة بالعطاء، لقد تعرفت على الكثير من هؤلاء الشباب ومنهم: شادي العيسمي- أسامة هابيل- يامن يوسف- الياس أيوب- عدنان جتو- ربا خويص- رشوان عبد الباقي- دانا النفوري.

مشروعي القادم هو الفنان التشكيلي الذي لم يدرس بشكل أكاديمي، والذي يمتلك الموهبة والرؤية التشكيلية الخاصة، وأنا أريد أن أصل إليه وأقدم له يد المساعدة، وأتمنى في مسابقة اللقاء في 2010 أن ألتقي بهؤلاء الفنانين.

وأخيراً أقول: إن مسابقة اللقاء ما كانت لتتم، لولا مجموعة كبيرة من الفنانين الكبار وقفوا إلى جانبي وآمنوا معي بجيل سورية الجديد.


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

سامر قزح صاحب ومؤسس غاليري قزح

غاليري قزح

غاليري قزح

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

خناف صالح:

هل بالإمكان إقامة معرض فردي خلال 2010

سورية

سورية