الياس الزيات وأحمد معلا وسعد القاسم ينعشون الذاكرة التشكيلية السورية
04 03
أقامت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 لقاء على هامش معرض إحياء الذاكرة التشكيلية في سورية، شارك فيه كل من الدكتور إلياس زيات والدكتور أحمد معلا والأستاذ سعد القاسم، وجاء هذا المعرض ضمن إطار التوجه الذي اختطته الأمانة العامة لتقديم نظرة استرجاعية لتاريخ الفن التشكيلي السوري منذ عام 1879 حتى فترة تأسيس كلية الفنون الجميلة.
لقد تألف المعرض من مجموعة أعمال فنية شملت لوحات ورسومات ومنحوتات تابعة لمتحف دمشق الوطني يبلغ عددها مئتين وأربعين عملاً بعضها يقدم للمرة الأولى، وقد تم العمل على إعادة ترميم بعض هذه اللوحات التي تأذت جراء الزمن من قبل مختصين ليُكشف عنها بعد فترة طويلة من الغياب. وسيتيح المعرض للجمهور إعادة اكتشاف أعمال الفنانين الذين كانوا رواداً في مجال الفنون التشكيلية السورية إضافة إلى مجموعة من الوثائق التي كانت محفوظة ضمن أرشيف المتحف، ومجموعة صور ونصوص لشخصيات ثقافية كتبت عن هذه الأعمال.
كما يأتي هذا المعرض كجزء من ثلاثة معارض جماعية ستقيمها الاحتفالية على مدار العام لتغطي مراحل تطور الفن التشكيلي في سورية، وهي مرحلة الرواد الحديث ومرحلة الفن المعاصر.
لقد أكد الفنان إلياس زيات عن حوار الحضارات التي خلقت فنوناً بصرية متنوعة في المنطقة والتي أقبلت عليها منذ القرن الرابع قبل الميلاد، ثم تطورت وازدهرت هذه الفنون في العصور الوسطى، وذلك أدى إلى حضارة شمولية كونية آنذاك أدت بعد ذلك إلى عصر النهضة العربية.
أشار الفنان أحمد معلا إلى طبيعة تلك المرحلة التي احتاجت إلى خبرات وطاقات مؤهلة، ولإحياء الذاكرة التشكيلية لا بد أن يتم العمل على رصد مشروع جمالي وتأليفي وتركيبي وتحليلي وتشكيلي، لذا قد يكون مسوغاً لنا أن نتساءل عن طبيعة اصطفاف تلك الأعمال التي لوحظ فيها تفاوت يلامس الفضيحة بين تلك الأعمال المعروضة. وتحدث أيضاً عن الهموم التي رافقت تلك الحقبة من البحث عن الذات والانتماء إلى المعاصرة وسيطرة الفكر الغربي، والبحث أيضاً عن الثقافة العربية والمحلية والتحديات التي رافقت الفنان بسبب المجتمع الذي لم يقبل بالفنون المعاصرة كجزء من الروح المحلية وبسبب الغرب الذي اعتبروه تقليداً لهم، ثم تساءل معلا عن ماهية هذا المعرض والأسماء التي عُرض لها وغياب العديد من الأسماء الفنية مثل الفنان نذير نبعة.
وضح الأستاذ سعد القاسم الفرق بين البدايات والرواد تجنباً للاختلافات بسبب التباين بين البداية والريادة «فهل هو الأول أم صاحب الاتجاه الجديد وهل يصبح رائداً في بلده وإن كان هناك من سبقه في بلد آخر؟» وأضاف «تُنسب البدايات في سورية إلى الفنان توفيق طارق الذي أقام أول محترف سوري لتعليم الرسم وتبادل الأفكار وبيع اللوحات، وكذلك الفنان ميشيل كرشة الذي يعد من أول الفنانين السوريين الذين سافروا إلى أوروبا لدراسة الفن كاختصاص حيث درس التصوير الزيتي حصراً، ومن ثم ظهرت أسماء أخرى عديدة من الفنانين كناظم الجعفري وصبحي سعيد وعبد العزيز نشواتي وقتيبة الشعبي وغازي الخالدي، هذا عدا ظهور عدد من الفنانين الانطباعيين وربما من أهمهم الفنان نصير شورى».
وأشار الأستاذ قاسم أيضاً إلى أنه «يمكن أيضاً القول إن الفن التشكيلي السوري في مرحلة التأسيس سعى لكسب هوية محلية لأسباب سياسية وفنية واجتماعية حيث ظهر العديد من أصحاب التجارب الخاصة الذين أخذوا حيزاً واسعاً في الاتجاه السوري، مثل فاتح المدرس وغسان سباعي ونذير نبعة وخالد المز وليلى نصير وأسماء فيومي وأسعد عرابي، بينما اهتم فنانون آخرون بالشكل الجمالي أكثر وحاولوا الاستفادة من الحضارة والزخارف الإسلامية وإدخال الحرف العربي في اللوحة المعاصرة مثل أدهم إسماعيل ومحمود حماد وسليم برهان، كما عاد فنانون آخرون إلى مراحل ما قبل الإسلام وأُعدَّت العديد من البحوث من أجل الاستفادة والتجريب مثل الفنان إلياس زيات الذي عاد إلى أكثر من مرجع، إضافة إلى ظهور الاتجاهات السريالية أيضاً. إذاً شكلت مرحلة تأسيس الحركة التشكيلية السورية إرثاً بصرياً ومهماً للأجيال القادمة».
الوطن
moeen:
نوافق الفنان احمد معلا ونضيف انه يجب اضافة اعمال كثير لفنانيين غير نذير نبعة,واقبية مديرية الفنون مليئة باعمال الفنانيين وشكرا
France