بشائر ملونة.. معرض في كتاب

22 06

«بشائر ملونة»، معرض وكتاب من إنتاج مدرسة البشائر، صدر مؤخراً بدمشق، وهو كتاب مؤلف من مئة وخمس وسبعين صفحة ملونة من القياس الكبير، رائع بإخراجه وطباعته وفكرته، ويضم بين دفتيه صور أعمال طلاب الصف السابع والثامن من مدرسة البشائر، ويخال للمرء أثناء مطالعة هذا الكتاب أن طلاب هذه المدرسة كلهم فنانون تشكيليون متمرسون، بحيث أتت لوحاتهم معبرة ومنسجمة كل الانسجام مع التصنيف الذكي الوارد في الكتاب لهذه الأعمال.

قد لا تفي كلمة مدهش، للتعبير العفوي عن رأينا كمتلقين أو متصفحين للكتاب، ففي صفحاته يختبئ الصدق الذي طالما اشتقنا إليه، وحقيقة ببرهانها، وهي أنه عندما تكون هناك أفكار جميلة، ومتابعة وعمل دؤوب مخلص ستكون النتيجة بدون أدنى شك رائعة وناجحة بكل المعايير.

في مقدمة الكتاب تقول السيدة صفاء قصاب حسن مديرة المدرسة: طالما كان هدفنا أن يعتاد الطفل العيش في بيئة فنية رفيعة المستوى وأن نخلق في ذاته الفهم الصحيح للعلاقة الخاصة بين الخطوط والظلال والألوان. ووددنا أن يتميز تلاميذنا في البشائر بمعرفة واسعة بالمدارس الفنية التي تتالت عبر الزمن وكيف ولَّدت إحداها الأخرى وأن يلمّوا بالمشاهير من عوالم تلك المدارس.


من أعمال الطلاب
عمل من المدرسة التكعيبية

استطعنا أن نحقق الهدف الأول كاملاً وأغنيناه رفعة وروعة وصار لنا مع المعلمة الفنانة لينا الطمشة أن أسهبنا في تفعيل الهدف الثاني.

موهبة المعلم الناجح تكمن في استنباط الأفكار من التلاميذ وفي إغناء التجربة بالحوار الخلاق الذي يفسر الأمور وينبئ بالنتائج.

وأنا كأبنائنا في المدرسة، «وفي كل مرة كنت استمع فيها لشرحها حول ما ترغب بتقديمه للتلاميذ»، أجدني منشدّة لوصفها ومستغرقة حتى الروح لتفاصيل أفكارها فأرى حياة بيكاسو وفان كوخ فيلماً ملوناً يمر أمام عيني وأجدني أرافق ريشة رينوار في حركتها على السطوح فأفهم لمَ وكيف كان لهذا الفن العملاق أن يشكل نقطة تحول خالدة في تاريخ الفن المتواصل.

محظوظون هم أبناؤنا لأن إنسانة رائعة كلينا الطمشة مرت في حياتهم، ومحظوظون نحن أكثر لأننا وجدنا من يحقق الأحلام ويترجمها إلى واقع.

والأروع من كل هذا أنها وبجدارة تمكنت من نشر روح التعاون والتفاعل ضمن الجماعة فخيمت تلك الأخلاقية الرفيعة على كل الأعمال الفنية التي أنتجها التلاميذ، فكان الفخر بالمحصول مشتركاً وتبني الأفكار متكاملاً وانصهار الأنا بالكل زخرف المواقف بإعجاز. وهل نطمح لأبعد من هذه الروح المنسجمة في خلق مجتمعاتنا مستقبلاً وفي بناء شخصيات أفراد سيكونون هم الرواد في صناعة التغيير الذي ننتظره؟

وتضيف السيدة قصاب حسن قائلة: وتحقيقاً لهدف الارتقاء بذائقة أبنائنا الفنية فإن قبول فنان عظيم كـأحمد معلا صياغة كتابنا هذا كما يصوغ لوحة من لوحاته لهو فخر لنا ولأبنائنا. ويشعرنا وبزهو بأننا من الخاصة التي قد يذكرها التاريخ يوماً لأنها ارتبطت بعمل نظمه ورتبه فنان مثله لن يمر في هذه الحياة دون وقفة طويلة من الإجلال أمامه.

أما مُدَرسة مادة الفنون في مدرسة البشائر، وصاحبة فكرة المعرض، السيدة لينا الطمشة فتقول: بعد العمل مع التلاميذ على إنجازات بصرية متنوعة كما في كتاب «بشائر» الذي أصدرته مدرستنا في العام الماضي، حيث قام التلاميذ برصد جوانب متعددة من الميراث البصري المحلي، من خلال المتحف الوطني، والرحلات إلى بعض المناطق الأثرية والطبيعية.


من أعمال الطلاب
من المدرسة الانطباعية

قمت بتحضير برنامج يعرف التلاميذ على تاريخ الفن من خلال استعراض عام مرفق بالصور للمدارس والاتجاهات والتيارات التي مثلت نمو الوعي البشري من خلال الفنون. وتم التعريف بأعلام عصر النهضة الأوروبية وصولاً إلى المدرسة الانطباعية التي أحدثت ثورة في تناول الجماليات، والحياة من خلال الفن التشكيلي محققين مرجعية أولى يتكئون عليها في المحاكاة والتمثيل والتشبيه، في المعايرة والقياس والمفاضلة.

مع الانطباعية بدأ البرنامج يتحول من نظري إلى نظري وعملي، إذ صار على التلاميذ التعرف على تقنيات الأسلوب الانطباعي، ثم تتالت الاتجاهات الحديثة من تكعيبية ووحشية وتعبيرية وسريالية وتجريدية، حيث اختبر التلاميذ مقدرتهم على تحضير أعمالهم بناء على ما رأوا، وما تمكنت ذواكرهم من تسجيله خلال شرح الدروس والتعريف بالفنانين وأعمالهم.

وتقول السيدة لينا: لن أنسى أعينهم المدهوشة وهي ترمق الأشجار المحيطة بالمدرسة، بعد أن أنجزوا أعمالهم، وكأن حالهم تقول: لقد تمكنّا من رصد ما يمنح الشجرة كل هذا الحضور النضر، معتزين بما تمكنوا من تحقيقه خلال الإيقاع المتواتر لحركة اللون على الورق، كما تتجاور أوراق الشجرة الواحدة إلى جانب الأخرى.


الطلاب المشاركون في المعرض:

من الصف السابع:
أسعد درويش، أليسار كغدو، أمل بحصاص، أمير الحلاق، أمير سري، أنيسة شوكت، أيلة مرتضى، باسل شوكت، بشرى شوكت، تالة الأسدي، حلا كلاس، حمزة بكداش، ديمة عيسى، رشاد القوتلي، رفلة فرح، زهير العظمة، زهير بهلوان، زينا جميل، زينة يارد، سليمان خوري، سليمان زيود، سمير الجواهري، سميرة صباغ، سيف الدين العسًال، طارق السبيعي، علياء صافي علي، كاترين شبيعة، كريم كيلاني، كريم خياطة، كندة المصري، لؤي أبو الذهب، لمى عقاد، ليلى عيسى، ماري أسود، ماسة الملوحي، محمد البعل، محمد حسن السمان، محمد رام بركات، محمد ماهر الفرا، محمد هاشم طرابيشي، ميادة حسيني، ميار قرقوط، ميشيل نخلة، نبيل الحفار، نواف واكيم، نور شحود، نور قطرية.

ومن الصف الثامن:
إيلين الزعيم، أرنست دبل، إلمى دبل، أليسار زغيبة، أندرو حداد، إيلي دبل، بتول سكر، تالة نحلاوي، تامر قسومة، جاد جزائري، جميلة قلعجي، جود كامل، خالد قصاب حسن، خلدون التباع، دانية الأيوبي، ديانا الجواهري، ديمة العطار، رامة شجاع، ريما كنان، زين دنان، زينب الصبان، زينة التباع، سامي لوقا، ساندرا السمان، سليمى مصطفى، سيرين حبال، شهاب صبري، عمار صباغ، عمر الخن، عمر الخالدي، غادة دعبول، غالية صباغ، غنى الخلف، غيث ديب، فاروق فيليب أيوب، لين الواسطي، لين شقير، ميرا كيروان، يارا الرفاعي، يارا صقر.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بشائر ملونة

بشائر ملونة - فن تركيبي

بشائر ملونة - فن تركيبي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

ghayas akhras:

C'EST FORMIDABLE, MAGNIFIQUE... BRAVO.. BRAVO.. BRAVISSSIOOOMO

syrie

فادي سورية:

رائعين، مدهشين، تسلم إيدكم يا رائعين، بكم نكبر، ونشعر أننا ما زلنا بخير، كل عمل رائع وأنتم بخير

سورية

جميل الباشا:

أكاد أن لا أصدق، ما هاذا الإبداع، هؤلاء هم أطفالنا العظيمين، فمن جوقة الفرح الى مدرسة البشائر مروراً بكل أطفال الوطن الغالي، نشعر بالأمل الذي يكبر مع كل ما يقمدمه أطفالنا، أفتخر بكم. وتهاني قلبية لكم ولكل من عمل معكم لتعطوا مثل هذا الانتاج الرائع. إلى الأمام دائما.. أحسنتم

فرنسا

عصام دالاتي:

صباح الورد والربيع والفرح مع هذا الخبر الجميل، عنجد بشائر ليست فقط ملونة، إنما مذهبة ومرصعة بالجواهر والألماس، سررت جدا وأنا أقرأ هذا الخبر اللطيف، وتفاجأت جدا جدا وأنا أشاهد أعمالكم الرائعة التي نفذتها أياديكم المباركة، بارك الله بكم.

الشام

سامي:

برافووووووووووووووووووووووو

سورية

إيمان أبوزينــة:

ليتنــا نعود صغاراً

حين رأيت الكتاب ورأيت ابداعات الصغار شعرت بالغيرة.. ولاأقصد هنا الغيرة السلبية، لكنها هذه الغيرة التي تملؤك حماساً، ودهشة، وانفعالاً لاتتوقعه!!
تمنيت لو أني حظيت بفرصة أن أكون بمدرسة "البشائر" .. وأن أحظى بكمّ الحب الذي رأيته وعرفته بتعامل كل العاملين بالمدرسة مع كل الصغار الذين بدؤوا معها ومازالوا يتابعون معها إلى حين التخرج ومن بينهم ابن أختي.
لست أدري من يجب أن نشكر؟
هل نبدأ بالسيدة الحنونة الرائعة :صفاء قصاب حسن؟
أم بالسيدة الفنانة المبدعة : لينا الطمشة؟
أم بالأستاذ الذي وصلنا الكتاب من إخراجه وتصميمه: الدكتور أحمد معلا؟
أم كل المعلمات اللواتي تعبن مع الصغار كي يصلنا هذا الابداع؟
شكراً..
شكراً للبشائر.. وسلمت أيدي كل المبدعين

سورية

عيسى السهلي:

كم هو جميل عندما نفتخر بأطفالنا، وكم هو رائع عندما نرى براعم تتفتح أمامنا، يرعاها ويعمل على تفتحها أخصائيين محبين، جميل هذا النتاج ورائعة هي الفكرة التي عمل عليها هؤلاء الأطفال، وياريت ياريت ياريت أن تُعمم هذه التجربة الرائدة على كل مدارس الوطن، وتحية من القلب.

الشام

مهيار:

آمل نشر أسماء الطلاب الرسامين

مهيار:

اقصد نشر اسماء الطلاب بجانب اعمالهم

عدي شرباتي:

الله يعطيكم العافية، شي رائع فعلا، الشكر لكل من ساهم وعلم ورعى هذه المواهب الرائدة، وأشكر هذا الموقع الجميل الذي نفتخر به

سورية

سعيد الأسطة - صحفي سوري من ساوباولو:

أوليس هذا دليلاً كافياً على أن الطفل هو مخلوق مبدع، ولكنه بحاجة لمن يكتشف هذا الإبداع ويرعاه ويصقله.. بالتأكيد هذه النتيجة المشرفة لتجربة فنية مع مجموعة أطفال عمرها عام دراسي واحد، وهي مادة من المواد الدراسية، وأنا أراهن أن طفل يرسم بهذه القدرة، هو متميز بكل مواده.. بوركت كل الأيادي والعاملين على رعاية هذه البراعم اليانعة.. وهنيئاً لهؤلاء الأطفال الرائعين، وكم أتمنى أن يتعلم ويستفيد المسؤولين عن التعليم في مدارس وطننا الغالي من هكذا تجارب ليعمموها على كل المدارس لتعم الفائدة أكثر وأكثر. أحسنتم أيها الرائعون، سررت جدا جدا بما شاهدت.

البرازيل

وائل عبد الرحيم:

ما شاء الله، عمل جداً جميل، الله يعطيكم العافية، وأتمنى من كل قلبي دوام هذا الإبداع والتألق.

الشام

غالب زيدان:

أجمل شيء بحياتي هو أنني عملت في مدرسة البشائر التي أعتبرها أسرتي الثانية , تابعي يا بشائر أعمالك نحن كلنا معك .

سوريا