معرض الأيقونة والصورة في المتحف الوطني

18 06

تلاقي الحضارتين الإسلامية والمسيحية في بلاد الشام

نظمت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية2008، في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بــدمشق في 15 حزيران 2008، نظمت ندوةً على هامش معرض المخطوطة والأيقونة «بين الكتابة والصورة»، والمُقام في قصر الحير في المتحف الوطني بدمشق بتاريخ 30 نيسان 2008، والذي انطوى على أكثر من ثلاث وعشرين مخطوطة إسلامية وخمس وعشرين أيقونة، كنموذجٍ فني فريد مبدعٍ وخلاق.
وقد حاضر فيها مجموعةٌ من المختصين، منهم الأستاذ محمود الزيباوي -الناقد المختص بالفن الإسلامي- من جامعة السوربون في باريس، وخاصة بالمنمنمات المنتشرة في المخطوطات الإسلامية، والسيدة منى المؤذن -مديرة الشؤون الإدارية بالمتحف الوطني- والمختصة أيضاً بالمخطوطات في الفن الإسلامي، والأستاذ الياس الزيات الذي أشرف على المعرض ووضع التصور العام له.
جاءت هذه الندوة بغاية استكمال وبيان هوية معرض «بين النص والصورة»، وإيضاح معالمه وأهدافه. حيث تحدث الباحث محمود الزيباوي عن المخطوطات المسيحية في القرنين السادس والثامن عشر في بلاد الشام والرافدين، وخصائص كل منهما، في حين تحدثت السيدة منى المؤذن والمتخصصة في الفنون الإسلامية، عن المخطوطات الإسلامية في متحف دمشق وخصائصها الجمالية.الياس الزيات في محاضرة في معرض الايقونة و الصورة المقام في المتحف الوطني
وكانت البداية من مُشرف الندوة الياس الزيات حيث قال: «الحضارة لا قومية لها، ومَدُّها لا يقف عند حدود الأطر الجغرافية الوضعية، كما هو حال الحضارة العربية الإسلامية في الفترة ما بين القرن الثامن الميلادي والثامن عشر الميلادي، وهو أوَّجُ استقطاب حضارات الأقوام السابقة، والعمل على دراستها وتطويرها بعبقريةٍ مبدعة، في الطب، والعلوم، والفلك، والعمارة. على أنني هنا أقصد الحضارة العربية الإسلامية، بما احتوته من شعوب وجنسيات قطنت الأرض العربية وانتمت إليها، وساهمت مع المسلمين في إنمائها، ومن هنا يأخذ مفهوم الحضارة العربية الإسلامية مفهوماً شموليا،ً ذاتَ بُعدٍ ودلالة معنوية».
ويتابع الزيات «انطلاقاً من ذلك، قمنا في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية2008 بإشادة معرضٍ، كان لابد لنا فيه من التركيز على الفترات الزمنية التي توافرت لها نماذجها العملية، لذا جاء المعرض مجتزئاً، على إننا حاولنا إعطاؤه القوة من خلال تنوعه وتضمنه مخطوطات إسلامية، إلى جانب أيقوناتٍ مسيحية تُظهر تلاقي الحضارتين الإسلامية والمسيحية في بلاد الشام، تحت مظلة الحضارة العربية، وانعكاس ذلك التلاقي في فن الكتابة «الخط والتسجيل»، وفي فن التصوير «الأيقونة»، وحاولنا المقارنة بين هذين الفنين، اللذان أثبتا بالدليل القاطع وجود تأثيرات متبادلة بينهما. وقد تمَّ انتقاء المعروضات من مجموعة متحف دمشق الوطني، وبعض كنائس مدينة دمشق».
محمود الزيباري في معرض الايقونة و الصورة المقام في المتحف الوطنيأمّا محمود الزيباوي الذي تناول موضوع التداخل والتقاطع في أساليب التصوير والتزيين، بين مخطوطات الحضارات المختلفة، بما يُؤكد أن لا حصر وخصوصية للفن في حضارة معينة، وإنما هو وليد تجارب ونتاج حضارات مختلفة. فيقول: «موضوع محاضرتي "المخطوطات في القرن السادس عشر"، وتحديداً ثنائية أسلوب التصوير في هذه المخطوطات بأسلوب خلاق. وللإشارة إلى ثنائية الأسلوب هذه، اخترت نموذج مخطوطتين عربيتين، لا يتقاطعان بالموضوع بشكل مباشر، حيث موضوع المخطوط الأول طبّي، والثاني أدبي حكمي، والمخطوطان من نفس المرحلة الزمنية، أي من النصف الثاني من القرن السادس عشر».
ويتابع الزيباوي «لعلَّ المثير في النموذج الأول "المخطوطة الطبية"، أن الأسلوب مختلف عن أسلوب بلاد الرافدين، فهي منمنمة إسلامية ولكن أسلوبها بيزنطي، في حين أن المنمنمة الثانية "الأدبية"، فكان أسلوبها بلاد الرافدين».
منى المؤذن في معرض الايقونة و الصورة المقام في المتحف الوطنيوتُضيف السيدة منى المؤذن فيما يتعلق بالمخطوطات الإسلامية، حيث تقول: «درَس العلماء المسلمون علوم من سبقهم، واعترفوا بقدرِهم، وساهموا بشكل واضح في النتاج العلمي في شتى المجالات. والمخطوطة هي الوثيقة التي تُعرِّف العالم على تراثنا الحضاري. وبالتالي علينا أن ندرك بأن الحضارة التي قوامها الزمان، والمكان، والإنسان، لها أدوار مختلفة، ولكل زمانٍ أيضاً بديهياته ونظرياته العلمية التي تخصُّه وتُنسب إليه، ولا يمكن التكامل إلا بالتعاون ما بين الحضارات والشعوب».
وتتابع منى المؤذن «المتحف الوطني بدمشق مثل متاحف العالم والمكتبات الوطنية، يزخر بالمخطوطات الإسلامية، التي تعود لمختلف العصور الإسلامية، وأهمُّها ما يعود إلى العصر الأموي، وسِمتها أنها منقوشة على الحجر، والرخام، والعظام. أما بالنسبة للعصر العباسي فلدينا مجموعة جيدة منقوشة على رقِّ الغزال، وقد وُجِدت في الجامع الأموي بدمشق، وخلال تنقيبات قصر الحير الغربي وقصر هشام في الرصافة، بالإضافة إلى مجموعات تمثل كل الحقب الإسلامية من زنكية، وأيوبية، ومملوكية، وعثمانية، بالإضافة أيضاً إلى مخطوطات مدونة بالحرف العربي ولكن بلغاتٍ مختلفة، مثل مخطوطات باللغة الفارسية والتركية. أيضاً لدينا فرماناتٍ وحجج، والحُجة هي وثيقةٌ تحوي مدوّنة مَلكية معينة لشخص معين، أيضاً الوثائق الوقفية وكذلك شهادة الخط. أما من حيث المواضيع، فإن المسلمين تناولوا مختلف العلوم دون استثناء، بما فيها الدين».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق