واقع الآثار السورية منذ بداية الأزمة حتى تاريخ 21 كانون الثاني 2013

26 كانون الثاني 2013

واستراتيجية حمايتها

انعكست الأحداث المؤلمة التي تشهدها سورية خلال الأزمة الحالية سلباً على التراث الثقافي السوري، إلا أن ما يُنشر من معلومات لا يتطابق في أحيان كثيرة مع الواقع، بل يفتقر إلى الموضوعية في توصيف الحالة الراهنة للتراث الثقافي السوري، ويعتمد المبالغة والتهويل في وقت حرج، نحن بأمس الحاجة فيه إلى المعلومة الدقيقة والصحيحة. وتشن جهات غير مهنية هجوماً لا يخلو من التحامل، يخلق انطباعاً أن المتاحف مستباحة وأن الآثار غارقة في فوضى وسرقات لا حصر لها.

تؤكد المديرية العامة للآثار والمتاحف أن جميع مقتنيات المتاحف السورية بخير ونقلت إلى أماكن آمنة، وتوضح ضرورة التفريق بين المتاحف وبين المواقع الأثرية التي يعاني بعضها من التعديات، والتي تبذل المديرية، بالتعاون مع الجهات المعنية والمجتمع المحلي، جهوداً حثيثة للحد من تأثيرات الأزمة الراهنة عليها، وتؤكد المديرية أنه بفضل هذا التعاون حُميت مواقع عدة، وأُعيدت مسروقات أثرية في مصادرات حدودية أو إثر مداهمات لأوكار عصابات الآثار.

وانطلاقاً من التزام المديرية العامة الآثار والمتاحف بالإعلان عن واقع الآثار وما يصيبها بصدق وشفافية، نقدم تقريراً يوثق حجم الأضرار والتعديات في مختلف المتاحف والمواقع الأثرية السورية، منذ بداية الأزمة حتى تاريخ 21 كانون الثاني 2013، استناداً إلى تقارير ومعلومات المديرية العامة للآثار والمتاحف:

تقييم الوضع الراهن


المتاحف السورية:



أُفرغت كافة المتاحف من القطع الأثرية التي غُلّفت ونُقلت إلى أماكن آمنة، وتم تركيب أبواب حديدية إضافية لجميع المتاحف، كما نُقلت جميع الوثائق التاريخية الهامة إلى مستودعات مخصصة ومؤمنة ضد أخطار السرقة والحرق والرطوبة، وبشكل عام فإن جميع المتاحف السورية بحالة ممتازة، باستثناء بعض الأضرار على الشكل التالي:

اقتصرت السرقات منذ بداية الأحداث على قطعتين أثريتين، هما تمثال برونزي مطلي بالذهب يعود للفترة الآرامية من متحف حماة، وقطعة حجرية رخامية من متحف أفاميا.

تعرض متحف حلب الوطني ومتحف دير الزور لخسائر مادية، إذ تهشمت بعض النوافذ الزجاجية والأبواب وتضررت الأسقف المستعارة نتيجة التفجيرات في المناطق المجاورة.

أكدت دائرة آثار معرة النعمان، أن جميع قاعات متحف المعرة سليمة ومقتنياته مؤمنة، في حين لحقت بعض الأضرار بالمبنى نتيجة الاشتباكات بفضل التواصل مع أبناء المجتمع المحلي.

تعرض متحف طيبة الإمام بحماه مؤخراً إلى تكسير النوافذ والأبواب الزجاجية، أما لوحة الفسيفساء فهي بحالة جيدة.

تعرضت متاحف التقاليد الشعبية في كل من حلب وحمص ودير الزور لأضرار مادية، لكن القطع التراثية كان قد تم ترحيلها، خاصةً الهامة منها.

سُرقت 17 قطعة فخارية وبعض الدمى الطينية من قاعة العرض في قلعة جعبر.

سُرقت موجودات متحف دورا أوروبوس (وهي نسخ وليست قطع أصلية)، وخُربت غرفة الحراسة وغرفة قطع التذاكر.


المباني والمواقع الأثرية:



أولاً: الاشتباكات


تعرضت بعض القلاع «قلعة المضيققلعة الحصن – مدخل قلعة حلب وبرجها الشمالي– قلعة شيزرقلعة الرحبة» لأضرار محددة ومحصورة في نقاط معينة.

بسبب الاشتباكات احترقت مئات من محال أثرية بأسواق حلب القديمة، والتهمت النيران البضائع والأبواب الخشبية الجديدة لبعضها، خاصة في أسواق: الزرب، العبي، العتمة، العطارين، النسوان، الصوف، الصاغة.

تعرض الجامع الأموي الكبير في حلب لأضرار من الخارج والداخل، ولا يزال بحاجة إلى إجراء دراسات ميدانية علمية وفق أسس ومعايير أثرية، للوقوف على الحجم الحقيقي للضرر، من حيث درجة تأثر البنى المعمارية الأصلية والمرممة.

أظهرت صور نشرتها بعض وكالات الأنباء تعرض البيمارستان الأرغوني بحلب (المعروف بمتحف الطب والعلوم) لبعض الأضرار، وهو ما أكدته مديرية آثار حلب، ويصعب تحديد طبيعة وحجم الأضرار لصعوبة الوصول إلى المكان حالياً.

تضررت بعض المباني في حلب القديمة نتيجة الاشتباكات.

تضررت كنيسة أم الزنار في حمص إضافة إلى كنائس أخرى، وبعض الأسواق القديمة في المدينة نتيجة الاشتباكات.

تعرض جامع الحراك الأثري في إزرع لأضرار طالت الجدار الغربي وقسم من الجدار الشمالي وجزء من السقف، كما تضررت مئذنة الجامع القديم في مدينة الشيخ مسكين، ومئذنة الجامع القديم في بلدة محجة، والجامعان الأخيران يندرجان ضمن الأبنية التقليدية غير الأثرية.

تضرر مبنى مبرك الناقة في بصرى القديمة، ومعبد حوريات الماء في بصرى (المسمى شعبياً سرير بنت الملك)، وطالت الأضرار الساكف الوحيد المتبقي فوق الأعمدة، كما تضررت بعض البيوت القديمة في بصرى.

تعرضت بعض المنازل القديمة في بلدة نوى إلى التخريب بسبب الأحداث الجارية.

ثانياً: التعديات العمرانية:


بعكس ممارسات التنقيب السري والتخريب والنهب، التي تلقى مقاومة عالية ويتصدى لها سكان المناطق المحيطة بالمواقع الأثرية، لا يبدي المجتمع المحلي نفس القدر من التعاون فيما يتعلق بالتعديات العمرانية الحديثة التي انتشرت على نطاق واسع، إذ يستغل بعض الناس حالة الفوضى وصعوبة ضبط المخالفات في التعدي بالبناء العشوائي على المواقع الأثرية ومناطق الحماية.

ثالثاً: التنقيبات والتخريب في المواقع الأثرية:


نشط لصوص الآثار تحديداً في المواقع الأثرية الساخنة والبعيدة، لصعوبة تأمين الحماية مع نقص أعداد الحراس، وبعدها عن المجتمع المحلي، ويمكن تحديد أهم التعديات في:

الحسكة:


بينت دائرة آثار الحسكة أن المواقع الأثرية شمالي محافظة الحسكة بحال جيدة إلى الآن ولم تتعرض لتنقيبات غير مشروعة، خاصة المواقع الهامة التي تنقب فيها بعثات أثرية سورية وأجنبية منذ سنوات طويلة، مثل مواقع «تل موزان وتل ليلان وتل بيدر وتل عربيد» وتضم هذه المواقع بعضاً من أهم الممالك القديمة في هذه المنطقة. كما بيّنت الدائرة أن موقع تل حموكار بخير لكن تعرضت تلال مجاورة له لبعض التنقيبات السرية، أما مواقع «تل بري وتل براك وتل حلف») فلم تتعرض لاعتداءات وتخريب.

وأوضح التقرير أن الفضل في عدم وجود أعمال تخريب في هذه المواقع الهامة، ومواقع مجاورة ومحيطة بها، يرجع للتعاون الذي يبديه المجتمع المحلي واللجان الشعبية المحلية في المنطقة. في حين لا تتوافر معلومات دقيقة حول المواقع الأثرية في جنوبي المحافظة، لصعوبة وصول الآثاريين والحراس إليها.

الرقة:


بيّن تقرير دائرة آثار الرقة أن قلعة جعبر مغلقة حالياً بسبب وجود مسلحين في المناطق المحيطة بها، والقرى المجاورة، مؤكداً أن القلعة آمنة إلى الآن، باستثناء بعض المفقودات التي تمت الإشارة إليها سابقاً في التقرير.

دير الزور:


شهد موقع دورا أوروبوس بدير الزور، أعمال تنقيب سري محدودة في الموقع، ولوحظ وجود خمس مخالفات بناء، علماً أن الأضرار اقتصرت في دورا أوروبوس منذ بداية الأحداث على سرقة تجهيزات مادية تعود للبعثة العاملة في الموقع، وسُرقت موجودات متحف دورا أوروبوس (وهي نسخ وليست قطع أصلية)، وخُربت غرفة الحراسة وغرفة قطع التذاكر، كما ذكرنا في الفقرة الخاصة بالمتاحف.

لم تتعرض مواقع عدة لأعمال تنقيب سرية أهمها مواقع حلبية وزلبية وتل الروم وتل الكسرة، لكن سرق اللصوص أبواب حماية مداخل بوابات الأبراج ومداخل موقع حلبية الأثري في دير الزور، كما سُرقت أدوات التنقيب الخاصة بالبعثة الأثرية السورية الفرنسية العاملة في الموقع، وإحدى كرفانات تخديم الموقع التي تملكها مديرية السياحة في المحافظة.

لا توجد معلومات دقيقة عن حال موقع ماري الأثري، وإن كان تقرير دائرة آثار دير الزور بتاريخ 2/11/2012 أفاد بتعرض بعض المواقع الأثرية الممتدة بين معدان غرباً إلى مدينة البوكمال شرقاً لعمليات تنقيب سرية، إذ سرق بيت البعثة ومركز الزوار في موقع ماري.

إدلب:


نشطت أعمال التنقيب غير المشروع في موقع إبلا الأثري نهاية شهر كانون الأول 2012، بعد أن انخفضت وتيرة التنقيبات غير المشروعة خلال فترة سابقة وفق تقارير لدائرة آثار إدلب، أوضحت فيها أن ما تعرضت له إبلا بدأ شرساً لشهور، ثم تراجعت أعمال التنقيب غير المشروع، بسبب طبيعة الموقع من جهة حيث لا يمكن التكهن بمكان وجود اللقى الأثرية ولا تشكل بمعظمها مطمعاً للصوص، وبفضل جهود أبناء القرية من جهة أخرى، الذين ساهموا في الحد من عمليات التنقيب.

وقد أوردت دائرة آثار إدلب معلومات تفصيلية عما قام به لصوص الآثار في موقع إبلا، إذ تبين أن التخريب تسبّب بتضرر المنشآت الحديثة التابعة للموقع مثل مبنى الاستراحة في مدخل التل الشمالي والمبنى المنشأ حديثاً إلى الجنوب الغربي من الموقع والذي كان سيصبح مركزاً لقطع التذاكر واستقبال الزوار، وكذلك غرفة التخديم في مركز التل مع مرافقها.

أما الأضرار التي طالت الموقع الأثري وأوابده فكانت بجزئها الأكبر ذات منشأ طبيعي، إذ أدت الأحوال الجوية خلال موسمي الشتاء إلى تخريب بعض الجدران وتهدمها، التي كانت تحظى بترميم وتجديد سنوي من قبل البعثة الأثرية العاملة في الموقع، وبغياب البعثة تعرضت هذه الجدران لأضرار يمكن تعويضها لاحقاً بالترميم وإعادة التأهيل.

كما تعرض الموقع لأضرار ذات منشأ بشري، ركز العابثون فيها على قطاعات محددة، هي:

الأكروبول: انتشرت حفر عشوائية في بعض ساحات القصر الملكي G خاصة حول غرفة الأرشيف، وحاول اللصوص الدخول على شكل أوكار تحت بعض الجدران بهدف الوصول إلى سويات أقدم غير منقبة سابقاً، إضافة إلى تخريب جزئي للدرج البازلتي الواقع في الجناح الإداري للقصر بغية اختراق الطبقات، وهناك عدة آبار تم تفتيشها مجدداً رغم أنها منقبة سابقاً من قبل البعثة العاملة في الموقع، كما حدث تخريب لسويات أثرية في أجزاء من القصر E وثمة حفريات على قمة الأكروبول لا تشكل خطراً على سوياته الأثرية.

تعرض القصر الشمالي P وملحقاته ومعبد عشتار الكبير، إلى حفريات قليلة في بعض القاعات، لا تشكل خطراً، وتم تفتيش بعض الآبار المنقبة سابقاً.

تعرض القصر الجنوبي FF الواقع في منحدر الأكروبول لبعض التخريب بحفريات صغيرة لا تؤثر على المبنى إذ يمكن الترميم لاحقاً.

نقّب المعتدون في عدة قطاعات من معبد الصخرة المؤشر بـ HH وهو معبد هام في إبلا خلال فترة البرونز القديم (منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد)، وتعرض لأضرار بسيطة اقتصرت على حفرة واحدة، كما تم تفتيش بئر واحد.

لم يتعرض القصر الملكي Q للاعتداء أو التخريب، ولم تتعرض الأسوار والبوابات وغير ذلك من قطاعات التل الاثرية لأي أذى.

بيّن تقرير مفصل لدائرة التجمعات الأثرية بادلب، أوضاع التجمعات الأثرية الخمسة في محافظة إدلب، التي أُدرجت في حزيران 2011 على لائحة التراث العالمي مع ثلاثة تجمعات أثرية أخرى في محافظة حلب، مثّلت بمجموعها القرى الأثرية في الكتلة الكلسية شمال سورية أو ما يعرف باسم (المدن المنسية أو الميتة)، إذ اختلفت طبيعة الأضرار بين تجمع وآخر، وفقاً للتالي:

تجمع جبل باريشا الذي يضم «باقرحا، الديرونة، دار قيتا، خربة الخطيب»: لم تتعرض مواقعه لتعديات عمرانية أو تنقيبات سرية، بفضل تعاون الأهالي في المحيط القريب للتجمع.

تجمع جبل الأعلى الذي يضم «قلب لوزة، قرقبيزة، لكفير»: لا يوجد تخريب أو تعديات حسب تقارير المراقبين باستثناء أضرار طالت الأبواب والمداخل الحديدية لكنيسة قلب لوزة.

تجمع جبل الوسطاني الذي يضم «كفر عقاب، الفاسوق، بنصرة»: وضع التجمع سليم بشكل عام، ولا توجد تعديات خطيرة.

تجمع جبل الزاوية / البارة الذي يضم «البارة، وادي مرتحون، مجليا، بترسا، بشلا، بعودا، سرجيلا، دير لوزة، شنشراح، ربيعة»: عانى التجمع من تعديات وتخريب في بعض أجزائه:

موقع البارة:
كُسرت ثلاثة توابيت حجرية داخل المدفن الهرمي المعروف بـ (المذوقة)، وكُسر ساكف بوابة، وخُلع باب معصرة الزيتون، وسُرقت أربعة تيجان أثرية.

يسكن بعض الأهالي حوالي 15 مغارة ويستصلحون بعض المغارات والمدافن البيزنطية المنحوتة بالصخر.

شُوهت بعض الواجهات في الموقع بسبب الاشتباكات هي: واجهة قلعة أبو سفيان، واجهات المدفن الهرمي (الصومعة)، الواجهة الشرقية لإحدى الكنائس الخمس، واجهة المدفن الهرمي (المذوقة) من جهة الشمال والشرق، الواجهة الشرقية لدير الرهبان.

موقع سرجيلا:
كُسرت لوحات الدلالة والتابوت الحجري الموجود في مدخل موقع سرجيلا. يسكن بعض أهالي قرية كفر رومة في حوالي عشرة بيوت أثرية بسرجيلا. خُلعت أبواب ونوافذ وقواطع الحمامات في مدخل الموقع، وسُرق المكتب وغرفة الكهرباء وغرفة الجابي.

مواقع وادي مرتحون، مجليا، بترسا، بشلا، بعودا، دير لوزة:
سكن واستصلح بعض الأهالي 7 مغارات، كما جرت أعمال تنقيب سري محدودة في أماكن متفرقة.

مواقع شنشراح وربيعة:
لا تعديات في هذه المواقع.

تجمع جبل الزاوية / المعرة الذي يضم «جرادة، الرويحة»: جرت فيه تنقيبات سرية، وطالت مخالفات البناء الحديثة موقع جرادة ضمن التجمع، كما شُوهت بعض الواجهات في موقع جرادة.

إضافة إلى بعض التنقيبات السرية المتفرقة في بعض المواقع الأخرى بالمدن المنسية، كما سُرقت مقرات وبيوت البعثات الأجنبية في محافظة إدلب.

حلب:


تعرض كهف الديدرية في جبل سمعان لأعمال تخريب شملت مربعات التنقيب والمقاطع الأثرية التي نَقَّبتها سابقاً البعثة الأثرية العاملة في الموقع، وسُرِقَت عدّة التنقيب وكمية كبيرة من ألواح وأعمدة خشبية موجودة ضمن المستودع كانت تستخدم في أعمال التنقيب، إضافة إلى الأضرار التي ذُكرت سابقاً في هذا التقرير.

حماة:


يعد موقع أفاميا من أكثر المواقع تضرراً بسبب أعمال التنقيب السري المتواصلة في الموقع، التي تتركز في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية والغربية من المدينة. سُرق الكثير من أحجار البناء من موقع الأندرين الأثري.

حمص:


تم الحد مؤخراً من أعمال التنقيب غير المشروع في بعض المدافن غير المنقبة في موقع تدمر الأثري، وقد تمت السيطرة على الوضع حالياً وتأمين حماية الموقع بشكل عام.

دمشق وريفها:


لا أضرار تلحظ، باستثناء سرقة موجودات بيت البعثة الوطنية العاملة في تل سكا الأثري.

درعا:


تضرر المشهد الثقافي في موقع اللجاة الذي يعتبر متحفاً في الهواء للكتابات الصفائية.

توجد أعمال تنقيب سري محدودة بشكل عام في بعض المواقع الأخرى.

اللاذقية وطرطوس والسويداء:


لا أضرار وفق التقارير الواردة من دوائر الآثار في هذه المحافظات.

القنيطرة:


لا أضرار باستثناء مخالفة بناء تم إزالتها في موقع الرفيد، وبعض المخالفات العمرانية الأخرى.

سعت المديرية في هذا التقرير إلى تقديم حصر دقيق لجميع المواقع الأثرية التي طالتها الاعتداءات خلال الأزمة الراهنة، إلا أننا ننوه بإمكانية وجود أضرار في مواقع أخرى لم تستطع دوائر الآثار في المحافظات الوصول إليها بسبب عنف الأحداث الدائرة في محيطها.

رابعاً: ظاهرة تزييف الآثار:


من خلال فحص عينات من بعض المصادرات، تبين أن حركة تزييف الآثار نشطت مجدداً خلال الفترة الأخيرة، إذ يعمد لصوص الآثار إلى تزييف قطع ومحاولة تسويقها وبيعها على أنها قطع أصلية وأثرية، خاصة لوحات الفسيفساء والتماثيل التدمرية.

والمعلوم أن ظاهرة تزييف الآثار موجودة منذ سنوات، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بصرامة وتسعى المديرية لمواجهتها، لكن الظروف الراهنة أدت إلى استفحالها مجدداً.


استراتيجية الحماية المتبعة: التدابير والإجراءات الاحترازية:


وضعت جميع القطع الأثرية في أماكن آمنة، وتم تركيب أجهزة إنذار في بعض المتاحف والقلاع، وزيادة عدد الحراس وتكثيف دوريات المناوبة.

تم تبليغ الإنتربول عما فُقد أو عن كل ما انتشر على الهواتف النقالة من صور يُعتقد أنها للقى أثرية سورية غير مكتشفة وغير مسجلة، ربما وصل إليها لصوص الآثار عبر التنقيب غير المشروع في المواقع البعيدة.

تم التعاون مع المنظمات الدولية لتبادل الرؤى والأفكار والمعلومات حول الوضع الراهن للتراث الثقافي السوري، وقد نظمت منظمة الإيكوموس ورشة عمل عبر الانترنت بهدف تعزيز مهارات الكوادر الوطنية السورية على "أساليب وتقنيات حماية التراث الثقافي في حالات الخطر" بمشاركة خبراء دوليين من منظمتي الإيكوموس والإيكروم.

اتُخذت إجراءات بين وزارة الثقافة/ المديرية العامة للآثار والمتاحف، والجهات المختصة لتأمين حماية المواقع الأثرية (الجيش، قوى حفظ النظام، الشرطة، الجمارك، المحافظة، البلديات..)، وبفضل هذا التعاون أُعيدت مسروقات أثرية عبر مصادرات في دمشق وطرطوس وتدمر وحمص وحماة ودير الزور.. الخ، بلغ مجموعها حوالي 4 آلاف قطعة تبدأ من خرزة أو مسكوكة وتنتهي بتمثال أو لوحة فسيفساء، علماً أن هناك نسبة من هذه المصادرات تبيّن أنها مزيفة.

إطلاق حملة وطنية لإشراك المجتمع المحلي في حماية آثار سورية:


ضمن إطار حملة وزارة الثقافة (سورية.. بلدي)، أطلقت المديرية العامة للآثار والمتاحف حملة وطنية موجهة إلى 23 مليون سوري لإشراكهم جميعاً في حماية آثار سورية العريقة التي يفخرون بها من السرقة أو التخريب أو الطمس، باعتبار الأمر مسؤولية جماعية ينبغي على الجميع تحملها، والعمل متضافرين لصون الآثار ونقلها بأمانة إلى أجيال المستقبل.

باشرت الحملة نشاطاتها منذ 15/10/2012م، على المستوى الإعلامي بتوزيع إعلانات طرقية في كل المدن والمحافظات السورية، وعرض مادة فيلمية إعلانية في المحطات التلفزيونية الوطنية تُشجّع السوريين على الدفاع عن الهوية الحضارية السورية، كما تم التعاون مع الجرائد والمجلات لإعداد مواد ولقاءات توعوية.

على مستوى التفاعل مع أبناء المجتمع المحلي، يتعاون العاملون بمختلف دوائر الآثار، في الترويج لحماية الآثار السورية، مع متطوعين ومهتمين، ومع قادة الرأي والنخب الثقافية والفكرية والدينية في المدن والمناطق الريفية، لخلق إحساس لدى كل سوري أن المساس بالآثار هو تطاول على حضارته، وتعدٍ على هويته الوطنية، وعلى ذاكرته التي يتشاركها مع بقية أبناء الوطن.


المديرية العامة للآثار والمتاحف

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق