حلبية زلبية

هي إحدى المدن الأثرية المسماة بمدن القلاع على وادي الفرات، من محافظة دير الزور وكان موقعها ذا أهمية استراتيجية وتجارية، ومن تسمياتها باليونانية والرومانية بيرثا، وباللاتينية زنوبية نسبة لزنوبيا ملكة تدمر التي قامت ببنائها وتحصينها.

تقع منطقة حلبية زلبية شمال غربي دير الزور على بعد 58 كم في أراضي قرية التبني شرق طريق دير الزور- حلب على شاطئ الفرات وشرق شمال تدمر على بعد 165 كم.

يُقَّسِمْ نهر الفرات المنطقة إلى قسمين الأول هو مدينة حلبية أي مدينة زنوبيا على ضفة الفرات الغربية في الشمال والقسم الثاني توجد مدينة زلبية او زلوبيا على ضفة الفرات.

كان لمضيق حلبية أهمية كبرى في التاريخ القديم لسهولة تحصينه بالصخور الشاهقة الموجودة على سفح الهضبة والتي تسيطر على مدخل الممر، وعلى مخرجه تشكل الأبواب الضيقة والمضيق النهري، مكاناً نادراً على نهر الفرات، والاستيلاء على هذا المضيق هو بالحقيقة السيطرة والتحكم بالطريق النهري وطريق القوافل التجارية التي كانت تسلكه.

مع نمو مملكة تدمر ذلك النمو المفاجئ الذي جعلها من أكبر المدن، حيث أصبحت مركزاً تجارياً تمر بها قوافل التجارة تحمل البضائع بين أسواق العراق وما يتصل بها من بلاد الفرس والهند والخليج وبين أسواق الشام وحوض البحر المتوسط، فقامت زنوبيا ببناء مدينة على الفرات لحماية حدود مملكتها من الشرق ولتجعل من المدينة ميناءاً نهرياً تزاحم به ميناء مدينة الكفل «الجيشا» بلواء الحلة في العراق وأسمت المدينة «زنوبية» وهو اسمها.

يعتبر موقع مدينة حلبية عبارة عن مرتفع بارز، يحيط به واديان ولكن المرتفع الذي يصله بزلبية منخفض، وعلى قمة المرتفع قلعة يتفرع عنها سوران جصيان ينحدران باتجاهين متعاكسين الى الفرات، أما الضلع الثالث للمثلث المواجه للنهر فقد ذهبت به مياه الفرات وأعيد بناؤه خلف البناء القديم.

تشرف القلعة من فوق المرتفع على الأراضي المجاورة وعلى الجزيرة وللسور من جهة النهر بابان او ثلاثة ولكل ضلع من الضلعين الآخرين من المثلث باب وعلى كل ضلع عدد من الأبراج المربعة المتشابهة ذات طوابق وأدراج ومداخل..

أسوارالمدينة مبنية بالأحجار الجصية التي يكثر وجودها في منطقة الفرات.

يقطع المدينة شارع ذو أعمدة رخامية على الجانبين، يتجه من الجنوب الى الشمال ويمر ببابي المدينة الجنوبي والشمالي، وللأعمدة تيجان مزخرفة من الرخام ما تزال أثارها قائمة إلى الآن.

في وسط المثلث آثار كنيسة وأطلال لعدد من الأبنية، وتم الكشف عن أسوار ثانية وعن المحكمة ومدافن برجية، وحمام ومطابخ، وتم العثور على أواني خزفية ونقوش كتابية ومجموعة من الأقمشة، ورسوم جدارية، يتم ترميم بعضها من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.