قلعة المضيق


قلعة المضيق

تقع قلعة المضيق على بعد خمسين كيلومتراً تقريباً شمال غربي مدينة حماة، وتقوم على هضبة صخرية ترتفع قليلاً عن الهضبة الشرقية من وادي الغاب؛ والتي تقع عليها مدينة أفاميا، وتشكل الهضبتان تلاً أثرياً يفصل بينهما وادٍ. ويرتبط تاريخ القلعة مع تاريخ المدينة ارتباطاً وثيقاً. فقد أقام سكان أفاميا حتى القرن الثالث عشر الميلادي داخل الأسوار، بعد ذلك استقروا في قلعتها «المضيق» والتي ترجع تحصينات القرون الوسطى فيها إلى القرن الثالث عشر.

تعود القلعة مع مدينة أفاميا بجذورهما إلى ما قبل العهد السلوقي إذ ذكر الموقع باسم «نيا» في رسائل تل العمارنة، ثم «بارنكا» حسب المؤرخ استرابون، وبعد معركة إيسوس التي انتصر فيها الفرس سنة 333 ق.م سميت باسم «بيلاّ».

مؤسسها الحقيقي سلوقوس نيكاتور الأول الذي بنى مدينة أفاميا، وبنى معها قلعتها. ثم دخلت القلعة في حوزة الرومان 64م، والبيزنطيين، ثم فتحها العرب المسلمون عام 638م. وفي العصر العباسي بدأ المسلمون يهتمون بتشييد الحصون والثغور فبنوا حصناً منيعاً على قمة التل، وقام نور الدين زنكي بترميم القلعة بعد زلزال عام 1157م، ثم انتقلت القلعة إلى الأيوبيين والمماليك من بعدهم، وفقدت أهميتها العسكرية في العهد العثماني ولكنها بقيت موقعاً استراتيجياً للاستيطان البشري، إذ استمر السكن فيها إلى يومنا الحالي، ونجد فيها قرية صغيرة بين أسوار القلعة القديمة تعرف أيضاً باسم «قلعة المضيق».

بدأت بعثة أثرية بلجيكية بأولى الحفريات خلال أعوام 1928م، 1930م، 1938م، 1947م، 1953م. وفي عام 1965م استأنف مركز الأبحاث الأثري البلجيكي بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف هذه التنقيبات. وعلى الرغم من زوال معظم المنشآت الداخلية في القلعة، إلا أن الأسوار والأبراج الخارجية التي لا تزال قائمة، تعطي فكرة واضحة عن ضخامة البناء وقوته

وأهم ما بقي من آثار القلعة:

المدخل: ويقع في الجهة الجنوبية، بين برجي حماية، ويقود إلى بوابة ذات طراز عربي أيوبي في غاية الجمال، توصل إلى داخل القلعة عبر ممر ذي سقف معقود مبني من الحجر المنحوت.

الأسوار: تحيط بقمة المرتفع، ويبلغ قطرها الوسطي حوالي 300 متر، وهي مبنية من الحجر الكلسي المنحوت والضخم، وتتداخل الأسوار مع الأبراج بقوة وتترابط فيما بينها، وللقلعة تسعة عشر برجاً تتميز بضخامتها وقوة تحصيناتها، إلا أن أبراج الجهة الغربية، أقل عدداً وأصغر حجماً حيث أن مرامي السهام المنتشرة على الأسوار تؤمن الحماية الكاملة من هذه الجهة مع المنحدر. أما سفوح التل، فهي شديدة الانحدار ومزودة بتصفيح حجري لتوفير الحماية المطلوبة للقلعة.

تحوي القلعة من الداخل عدداً من الأقبية القديمة الأيوبية والعثمانية، وقد قامت مديرية الآثار مؤخراً باستملاك أبنية الأهالي الحديثة داخل القلعة تمهيداً لإنجاز أعمال الترميم والتأهيل في واحد من المعالم التاريخية والسياحية الهامة في سورية.

مواضيع ذات صلة: