موسيقى على الطريق يطلق حكايات مكشوفة

01 تشرين الثاني 2010

بعد «رحلة بصرية» و«يحكى في سورية»، أطلق مشروع موسيقى على الطريق أمس الجمعة 29 تشرين الأول 2010 تظاهرة أخرى بعنوان «حكايات مكشوفة»، والتي يقدم من خلالها مزيجاً من الموسيقى والمسرح ينفذه أشخاص يمثلون المسرح والموسيقى في سورية.

وعن ذلك تحدث مدير مشروع موسيقى على الطريق الموسيقي شربل أصفهان لـ «اكتشف سورية» قائلاً: «بدأنا الآن بعنوان آخر يحمل نفس توليفة رحلة بصرية ولكن مع عرض مسرحي، بمعنى ازدواجية بين الموسيقى والمسرح عن طريق ممثلين احترافيين أو طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، وهذه أيضاً تجربة فريدة من نوعها عندنا، وفي الحقيقة فإن موسيقى على الطريق فتحت منفذاً لعرض الفنون المختلفة في الشارع، وبه نبحث عن جمهور آخر يشكل حافزاً لتقديم هذه الفنون، لأن مسرح الشارع موجود في العالم عادة، وفي سورية قدمت تجارب كبيرة في السابق، وها نحن نقدمها مع ازدواجية تدخل الموسيقى، وهذا هو الجديد الذي أتحدث عنه بالتعاون مع الأستاذ زياد عدوان الذي يعمل منذ فترة على إيجاد عروض تتناسب مع المكان والزمان المتاح لنا، وقد بدأنا بهذه التظاهرة اليوم، وهذا العرض والعروض القادمة ستكون ضمن طابع التجريب ومتنوعة لا تشبه بعضها».

هذا وقد بدأت تظاهرة «حكايات مكشوفة» بمسرحية تحت عنوان «تريو»، نص وإخراج الأستاذ مازن منى، وقدمها تمثيلاً كل من سعيد جربوع، ديانا درويش، فاتنة صالح، والطفل سامي صالح، فيما حرك العرض موسيقياً كل من الموسيقيين ناريك عبجيان (كيبورد)، عروة صالح (سكسفون)، داني شكري (درامز).


الموسيقي شربل أصفهان (من اليمين)
يتابع فعاليات تظاهرة حكايات مكشوفة

نصوص بعيدة عن الحوار:
وتحدث الأستاذ زياد عدوان المشرف الفني على تظاهرة «حكايات مكشوفة» لـ «اكتشف سورية» قائلاً: «إنها محاولة تعاون موسيقي مع الرقص والمسرح، فهذا المزج لم نرَ مثيلاً له منذ مدة طويلة ولذلك جاء العرض كتجربة جديدة لدى المتلقي».

وتابع حديثه: «هذا التعاون جاء متأخراً لأن معهدنا الموسيقي والمسرحي واحد، ونعرف بعضنا بشكل جيد، ولا بد لهذه الجيرة أن تخلق أعمالاً مشتركة، أنا متفائل بهذا المشروع لأنه على الطريق مع عموم الناس، ولأننا سنقدم وسيلة لترفيه الناس ربما لم يتعودوا عليها سابقاً».

وأكمل الأستاذ عدوان: «لا نعتمد على النصوص التي تتكئ على الحوار، وغالباً ما يقدم في عروض الشارع - في أي مجتمع كان - عروض تعتمد على المهارة بشكلها البسيط والجاذب البصري. أما النص الذي سيقدم في الأسبوع المقبل فهو لموليير، ولكن الكتابة الحوارية فيه لا تتعدى الخمس عشرة صفحة، والباقي يعتمد كله على الحركة ولغة الجسد».

وعن المشترك بين ما يقدم اليوم وما كان يقدم تحت اسم «المسرح الفقير»، والذي ما زال يقدم إلى الآن في بعض الدول، أنهى الأستاذ عدوان حديثه قائلاً: «المسرح الفقير هو أكثر اختصاصية بالمسرح، وقليلاً ما يقدمه مسرحي أكاديمي في الشارع، أما هنا فنجد فرقة مسرحية تعاونت مع فرقة موسيقية ليصنعا عرضاً متكاملاً».

عرض أبطاله الموسيقى والممثلون:
أما مازن منى صاحب عرض اليوم فقال لـ «اكتشف سورية»: «العرض عنوانه "تريو" يتألف من ثلاثة مشاهد، مدة كل منها عشر دقائق، ويسبق كل مشهد مقطوعة موسيقية لمدة خمس دقائق، لنحصل في النهاية على عرض مسرحي موسيقي مدته خمس وأربعون دقيقة، ويعتمد على نص من إعدادي وهو صامت بدون حوار (الكلام)، أما الموسيقى فهي بطل من أبطال العرض. يعتمد المشهد الأول على ثلاثة ممثلين، فيه كوميديا بأداء مبالغ قليلاً من خلال لباس وحركة الممثل، وفي المشهد الثاني يكون أداء الممثل مماثلاً لحركة الدمى، أما المشهد الثالث فمختلف ويعتمد على أداء مبالغ أيضاً يجسد حكاية عائلة مؤلفة من أب وأم وبنت وطفل صغير، وأيضاً الموسيقى هي من تحرك المشهد هنا. ثلاثة مشاهد تعتمد اعتماداً كلياً على الموسيقى وعلى حركة الممثلين».

وأضاف المخرج منى: «في البداية كتبنا النص ومن ثم قمنا بتعديل الكثير من المشاهد بعد تطبيق الموسيقى، لذلك نستطيع القول بأن الموسيقى والنص هنا يشكلان عملاً متكاملاً بالإضافة إلى حركة الممثل».

وأنهى حديثه قائلاً: «الفكرة وليدة المشروع، فعندما عرض علي هذا العرض، فكرت بالنص حينها وعملت عليه، ولأنني أعمل في مجال الإيماء كان هذا العرض حافزاً لي كي أعمل على هذه الفكرة».

المغنية شمس إسماعيل في مشروع موسيقى على الطريق

شمس إسماعيل والفرقة في حديقة الجاحظ :
من جانب آخر كانت المغنية السورية شمس إسماعيل وفرقتها يؤديان بعض الأغاني الجميلة في حديقة الجاحظ بين حضور جميل جاء ليستمع إلى هذه الفنانة ذات الصوت الحنون والتي قدمت في هذه الحفلة الأغاني التالية: «عليادي» (فلكلور بلاد الشام)، «كيفك إنت» (زياد رحباني)، «ضلال يكفا قساوة» (فلكلور من الجزيرة السورية)، «نقيلي أحلى زهرة» (زكي ناصيف)، «أهو دا اللي صار» (سيد درويش)، «بيتك يا ستي الختيارة» (الأخوين رحباني)، «يا عاشقة الورد» (زكي ناصيف)، «يا محلا ليالي الهوى» (الأخوين رحباني)، «شو بخاف»(jazz standard) ، وأنهت إسماعيل حفلتها بأغنية لأسمهان وهي «يا حبيبي تعال الحقني».

وتشكلت فرقة شمس إسماعيل منذ حوالي السنة تقريباً، وتقدم رؤية لبعض القطع الموسيقية الفلكلورية والتراثية بطريقة مرنة، ولا تعتمد على نوع أو اتجاه موسيقي واحد فقط، فهنالك الآلات الشرقية والآلات الغربية في اّن معاً، وتتنوع فيها الأشكال الموسيقية بشكل رئيسي بين الشرقي البحت، القريب للجاز، الريغي، والفنك. وقد شهدت الحفلة تفاعلاً بين الحضور وصوت هذه الفنانة والأغاني الرائعة التي اختارتها.

وكان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة مع فنانتنا شمس إسماعيل التي تحدثت عن مشاركتها في موسيقى على الطريق قائلة: «لي عدة مشاركات في هذه التظاهرة، مشاركة مع جاز بيغ باند، وأخرى مع فرقة جسور، كما قدمت حفلة مع فرقتي، إنها تظاهرة رائعة، استطاعت أن تجد لها مكاناً في الساحة الفنية السورية».

وعن أدائها لأغاني السيدة فيروز قالت: «فيروز صرح فني كبير ومدرسة نتحذي بها جميعاً، ولكن يجب أن نعرف نحن المغنين الشباب أين نتجه وما هو الشيء القريب منا، مع الاعتماد على الركائز الأساسية (فيروز، أسمهان، أم كلثوم)».

وعن مشروعها الخاص قالت: «يتم الآن العمل على مشروع من كلمات والدي أنس إسماعيل، أما الألحان فهي لأكثر من موسيقي، وقريباً سيرى هذا المشروع النور».

وأنهت حديثها بالقول: «سأعتكف لفترة عن الحفلات لكي أخرج بمشروعي الخاص، لأنني أعتقد أنه قد آن الأوان لكي أقدم شيئاً خاصاً بي».

وفي نفس الوقت كانت فرقة سمارينا تعزف في حديقة المنشية بعض قطع الجاز الموسيقية بالإضافة إلى بعض من الأغاني الغربية.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من عرض تريو في تظاهرة حكايات مكشوفة ضمن فعاليات مشروع موسيقى على الطريق

المغنية شمس إسماعيل وفرقتها في حديقة الجاحظ ضمن فعاليات موسيقى على الطريق

المغنية شمس إسماعيل وفرقتها في حديقة الجاحظ ضمن فعاليات موسيقى على الطريق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق