موسيقى على الطريق: اتجاهات جديدة بين المسرح والصورة

17 تموز 2010

بعد ثلاث سنوات من العمل المستمر في نشر الثقافة الموسيقية وتعرّف الجمهور الدمشقي على أشكال متعددة من الموسيقى، كان لا بد أن يأخذ هذا المشروع اتجاهات أخرى وذلك ليتجنب النمطية والملل، وضمن هذا الإطار شهدت حديقة القشلة في دمشق القديمة من خلال مشروع موسيقى على الطريق تجارب جديدة بعنوان «رحلة بصرية» تلعب فيها الموسيقى دوراً أساسياً، ففي الأسبوع الماضي قدم رباعي سليمان إبراهيم مجموعة من مقطوعات الجاز مع عرض صور على الحائط الخلفي لموقع الحفل جسدت حالات مختلفة، ومساء أمس الجمعة 16 تموز2010، كان هناك عرض تجريبي آخربعنوان «لقاء عابر» وهو أوبرا شارع معاصرة يجتمع فيها الرسم والرقص والموسيقى لسرد حكاية فريدة مبنية على فضاء المدينة الحقيقي حيث تجري أحداث العرض. وتألف طاقم العرض من فرنسوا بير، أماديس دانكل، باربو بيجان، وجمع بين الحركة والرسم والموسيقى، وكان عرضاً حمل الكثير من التأويلات وجديداً من نوعه خاصة في الشارع، حيث لعبت الإضاءة دوراً مهماً لتجسيد الحالات المراد إيصالها إلى المتلقي، إنه عرض يشبه المسرح الجاد ولكن في الشارع وبدون مسرح في الحقيقة، وقد رافق الموسيقي أماديس دنكل (ترومبون) الفقرات الحركية والرسم الموسيقي وكان هناك تناسق تقني كبير بين كل الفقرات، والمنحى الآخر الذي أخذه مشروع موسيقى على الطريق هو الانتقال إلى المحافظات حيث أصبحت مدينتا طرطوس واللاذقية جاهزتان لاحتضان المشروع.

مع شربل أصفهان:
وللتعرّف أكثر على هذه المواضيع التقى «اكتشف سورية» بالموسيقي شربل أصفهان حيث قال: «الفكرة هي ضمن برنامج المشروع في 2010 حيث سيكون هناك عناوين عديدة لهذا العام مع عرض لثلاث حفلات موسيقية في الأماكن المعتادة وببساطتها المعتادة، وفي هذا العام قدمنا فرقاً جديدة وذلك لإعطاء أكبر فرص ممكنة لكل الموسيقيين السوريين وليحتضن المشروع أكبر عدد ممكن من الفرق».

وتابع حديثه: «الجديد الذي قدمناه بدأ منذ الشهر السادس الماضي من خلال أربع حفلات على أرض المعرض القديم وسبق لاكتشف سورية أن كتب عنها مشكوراً، وجاءت تحت عنوان "كأس العالم مع الموسيقى"، قدمنا فيها كبار المغنين السوريين والفرق السورية».


رحلة بصرية في موسيقى على الطريق

أما عن جديد هذه الأسابيع فقال: «بعد مشروع كأس العالم بدأنا بعنوان جديد وهو "رحلة بصرية" وهو محاولة لدمج هذا الفن مع الموسيقى وهي تجربة جديدة تقدم لأول مرة في الشارع، وتتكون من مفردات متعددة تتراوح بين الصورة والحركة والرسم».

وأضاف: «لدينا مساحة واسعة نستطيع فيها أن نقوم بالتجريب، وبالتالي تقديم مفاهيم جديدة للجمهور ونحن بصدد عناوين أخرى سنطلقها بعد شهر رمضان».

وأنهى حديثه عن حفلات المحافظات حيث قال: «من الإيجابي أن نصل الآن لإدخال محافظتين ضمن مشروع موسيقى على الطريق، وهما طرطوس واللاذقية، وسنبدأ بفعالياتنا هناك مع بداية الشهر القادم، في طرطوس ستكون حفلات مستقلة أما في اللاذقية فستكون بتنسيق مع مهرجان المحبة والسلام على الأقل في فترة نشاط هذا المهرجان».

فرقة ترددات لأول مرة في موسيقى على الطريق:
من جهة أخرى كانت موسيقى على الطريق تستمر بفعالياتها المعتادة حيث قدمت فرقة ترددات في حديقة الجاحظ أول عروضها ضمن مشروع موسيقى على الطريق بتقديم برنامج حافل من التراث العالمي، فعزفت مقطوعة «لاوزيتا» من التراث الفرنسي، ومقطوعة «ترانتيلا» من التراث الايطالي، ومقطوعة «ايبسيلون» من التراث الإسباني، كما عزفت «لونغا كوثر خانوم» وهي مقطوعة تركية، وشاركت الفرقة المغنية السورية الشابة ميراي بيطار في بعض الأغاني من الفيروزيات، ومن ثم في وصلة تراثيات سورية وأيضا أغنية «حلوة يا بلدي» للراحلة داليدا.


فرقة ترددات في حديقة الجاحظ

وفي لقاء مع «اكتشف سورية» قال عازف الكمان وأحد مؤسسي فرقة ترددات الموسيقي أندريه مقدسي عن الفرقة: «تختار الفرقة مقطوعات من التراث الموسيقي العالمي لتعزفها، وأقصد بالتراث موسيقى الشعوب التراثية، وحاولنا بحفلنا الأول الذي أقيم في حديقة الجاحظ ضمن فعاليات مشروع موسيقى على الطريق إدخال بعض الأغاني المحببة لدى الجمهور السوري مثل وصلة أغانٍ فيروزية».

وتابع في حديثه: «كل ما نعزفه هو بتوزيع جديد تماماً حيث يقوم بهذه المهمة عازف العود في الفرقة الأستاذ صالح كاتبة.

وعن فكرة التأسيس قال: «فكرة تأسيس الفرقة جاءت بعد قيام خبير فرنسي بإقامة ورشة عمل في المعهد العالي للموسيقى في شهر تشرين الأول وبعدها تمت دعوتي مع صالح كاتبة إلى فرنسا للمشاركة في فرقة الخبير الفرنسي التي تعنى بالموسيقى التراثية للشعوب، ولحسن الحظ حصلت على المساعدة الجيدة من فرنسا وزودوني بمكتبة من النوط الموسيقية العالمية، وها نحن نحاول أن نعرف الجمهور بالفرقة والموسيقى العالمية وذلك بإدخال بعض منها في برنامجنا مبدئياً على أن تزداد تدريجياً ليصبح برنامج الفرقة بالكامل من التراث العالمي».

وعن أعضاء الفرقة أضاف: «تتألف الفرقة من أندريه مقدسي (كمان)، مؤسس الفرقة صالح كاتبة (عود)، ميشلين سلوم (قانون)، بنك:أمجد دبعي (بيانو)، ليث هاشم (درامز)، عفيف دهبر (إيقاع عربي)، جورج مالك (غيتار كلاسيك)، سامح حداد (غيتار كهربائي، ميراي بيطار (غناء)».

أما عن نشاطات الفرقة القادمة فقال: «نجحنا بالحصول على حفل في مدينة صافيتا في شهر آب ونسعى للحصول على حفل في قلعة دمشق في مهرجان لم يعلن عنه بعد، ولنا محاولات للحصول على حفلات في الدول الشقيقة مثل لبنان والأردن وتركيا».

وأنهى حديثه عن حفلة أمس في حديقة الجاحظ قائلاً: «كانت الحفلة أفضل من توقعاتنا، إذ كان الحضور جيداً وكان تفاعل الجمهور واضحاً مما أعطانا دافعاً جيداً لإكمال الحفلة بشكل جيد، كما أظهرت المغنية ميراي بيطار تفاعلاً واضحاً مع الجمهور وأدت دورها بشكل جيد، ونحن سعداء بهذه المشاركة في هذا المشروع الهام الذي نشأ من خلاله مكان آخر للموسيقى غير المسارح، وجعل من الموسيقى متاحة أمام كل شرائح الناس، أتمنى له الاستمرار وأشكر كل القائمين عليه».

كما عزفت فرقة بيركومانيا الإيقاعية في ساحة المسكية وخماسي تروبادور النحاسي في حديقة المنشية بالتزامن مع الفرق الذكورة في التقرير.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

رحلة بصرية في حديقة القشلة

رحلة بصرية في حديقة القشلة

رحلة بصرية في حديقة القشلة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

a7mad faiez:

صراحة انا حضرت حفلة الجاحظ وكتير كانت حلوة بس لو يكون البرنامج فيه حركة اكتر
بس الشباب والصبايا بيطيروا العقل

syria