في الصمت: معرض تجهيز فراغي في فضاء الفن الآن بدمشق القديمة

04 تشرين الأول 2010

شهد فضاء «الفن الآن» في دمشق القديمة، في 2 تشرين الأول 2010، معرض تجهيز فراغي بعنوان «في الصمت»، والذي سيستمر لغاية 30 تشرين الأول، وذلك بمشاركة عدد من الفنانين هم: إيمان حاصباني، رزان محسن، عرفان خليفة، فادي الحموي، محمد علي، محمود ديوب، ونسرين البخاري. بتنسيق من مديرة ومنسقة «الفن الآن» الآنسة عبير البخاري.

انطلقت فكرة المشروع من قِبل نسرين وعبير البخاري ضمن إدارتهما المشتركة لهذا التجمع الذي يهدف إلى ترسيخ مفهوم الفن المعاصر في سورية، فبعد عدة مشاريع عمل عليها الفضاء في الأعوام السابقة، نقف اليوم في هذا المعرض أمام تجربة جديدة قوامها العمل على مفهوم الذكريات، من خلال نتاج عمل الفنانين المشاركين ضمن ورشة العمل، والتي امتدت لثلاثة أسابيع وبإشراف الدكتور غيث حلواني.


التشكيلي عدنان جتو

«اكتشف سورية» المرافق الدائم لنشاطات «الفن الآن» حضر افتتاح المعرض والتقى عدداً من الفنانين المشاركين، إضافة لبعض الحضور ومنهم الفنان التشكيلي عدنان جتو الذي يقول عن أهمية وجود غاليري مختص بتقديم الفن المعاصر: «يتيح لنا فضاء "الفن الآن" مشاهدة أعمال الفن المعاصر على اختلاف أوجهه، ففي السابق كانت الإنترنت هي المكان الوحيد لمشاهدة نتاج هذا الفن، مع العلم أن مشاهدة نتاج هذا الفن كصورة، تجرد العمل من قيمته الفنية والبصرية.
في هذا المعرض هنالك أعمال أثرت بي بشكل ما، ومنها مشروع الفنانة نسرين البخاري، كما أن هنالك أعمالاً تطرقت إلى الفن المفاهيمي ومنها عمل الفنان محمود ديوب الذي اتسم عمله بتكوين جميل».

التشكيلية إيمان حاصباني

وعن مدى التباين بين العمل في مجال الفن المعاصر والعمل التشكيلي الكلاسيكي تقول الفنانة التشكيلية إيمان حاصباني المشاركة في المعرض: «الفن المعاصر فن مفتوح، نستخدم من خلاله الفراغ مع الكثير من العناصر، بعكس العمل التشكيلي الكلاسيكي ذي المساحة المؤطرة ضمن حدود اللوحة، فمهما عملت على أبعاد العمل ضمن اللوحة يبقى للإنستيليشن مساحته الأكبر، والتي تستطيع من خلاله ملامسة هذه الأبعاد والتعشق معها والتفاعل ضمن فضائها، وهنا لا أنفي دور اللوحة أو العمل التشكيلي الكلاسيكي في جذب المتلقي».

وعن ماهية العمل الذي قدمته في هذا المعرض تضيف: «نعمل في هذه التجربة على موضوع الذكريات، بالنسبة لي يندرج عملي ضمن مصطلح الذاكرة الجمعية لمجموعة من النساء موجودات في ذاكرتي الشخصية، لذا فإن ما أقدمه هو ذاكرتان في عمل واحد، كما أنني اقتبست إحدى عبارات الكاتبة أحلام مستغانمي للتعريف بعملي الفني».

التشكيلي محمود ديوب

محمود ديوب المشارك للمرة الأولى في تجمع «الفن الآن» يحدثنا عن مفهومه للفن المعاصر بقوله: «هو فن يعتمد على الفراغ وعلاقته بالأشياء، مما يعطينا مساحة أكبر للعمل الفني، كما أنه فن حديث في سورية نستطيع من خلاله تقديم أفكارنا المجردة بعيداً عن اللوحة أو المنحوتة. في هذا المعرض بدأنا بورشة عمل تناولت موضوع الذكريات، لذا اخترت موضوع الأحذية - الشاهد الأكبر على رحلاتنا في هذه الحياة - فقمت بتوظيف الفراغ بشكل فني من خلال كتلة من الأحذية مع اختيار اللون الأحمر كرمز للتاريخ الدموي الذي نعيش فيه، كما كان للون الأسود دلالته الرمزية الدالة على فكرة الموت».

الفنانة الفلسطينية رزان محسن ذات الجنسية الأردنية والمقيمة في المملكة العربية السعودية، درست أربع سنوات في كلية الفنون الجميلة بدمشق، وبانتهاء دراستها عادت مجدداً إلى السعودية، ليبقى عملها الذي شاركت به في معرض شاهداً على ذكرياتها، وعن ذلك يقول الفنان فادي الحموي: «منذ دراستها الأولى في كلية الفنون الجميلة ورزان محسن تعمل على جمع بعض الأحجار أثناء تجولها في أرجاء مدينة دمشق، لذا كانت ذكرياتها مرتبطة ولو في جزء صغير منها بهذه الأحجار التي قدمتها كشاهد على إقامتها في هذه المدينة».

أما عن عمله فيقول الفنان فادي الحموي: «أقدم في هذا المعرض عملاً مُعنوناً بـ "لهاية كبيرة"، وهو عمل يمس طفولة الإنسان التي تشمل الكثير من التناقضات والتي تؤثر بشكل مباشر على مستقبله، لذا جاء مشروعي بهذا الشكل الذي تراه، والمختلف من حيث زاوية رؤيته، كما أن هذا المشروع يقدم نظرتي الخاصة حول الحرمان، فكما هو معروف فإن "اللهاية" تقدم كنوع من التعويض المشوه عن حنان الأم».

التشكيلية نسرين البخاري

وعن بداية الفكرة التي انطلقت منها، تقول الفنانة التشكيلية نسرين البخاري لـ «اكتشف سورية»: «بدأت من فكرة بسيطة، وهي الأرملة التي تضع خماراً أسود على وجهها، كحدٍ فاصلٍ في محاولة للاستيعاب والفهم، ومن هنا بدأت بتشكيل هذه الطبقات الكثيرة، وتحديدها بـ 360 درجة من الطواف. في محاولة للولوج داخل ذكرياتنا المتمثلة بهذه الطبقات الشفافة والتي نظن للوهلة الأولى بأنها غير معيقة للحركة ولكنها ومع تراكمها تصبح كالهاجس الذي يقتل. أما بالنسبة للسكاكين الثلاثين فهي بعدد سنواتي التي مرت. فضمن فكرة الذكريات التي نعمل عليها، أعتبر أن الذكريات الشخصية إن كانت حزينة أو سعيدة هي في النهاية ذكريات حزينة، فنحن دائماً نعيش بحسرة الذكريات السعيدة التي ولت، كما أنني أسعى من خلال عملي ذي اللون الواحد وهو الأسود في هذا المشروع إلى إلغاء الذاكرة الصورية للمتلقي من خلال إجباره على البقاء أطول وقت ممكن داخل المتاهات لكي يصل إلى التأثير الفيزيولوجي للون الأسود».


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أجواء معرض في الصمت في فضاء الفن الآن

عمل الفنانة إيمان حاصباني

عمل الفنانة إيمان حاصباني

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق