كرمال عينك: محاكاة بصرية فنية لخصائص مدينة دمشق المفعمة بالحياة

19 حزيران 2010

افتتح في مؤسسة الفن الآن «All art now» معرض لنتاج ورشة عمل أقيمت في وقت سابق على هامش مهرجان «فضاءات حيوية»، وذلك تحت إشراف الفنان البريطاني مايكل وايندلي Michael Windle بالتعاون مع فنانين سوريين من مختلف الأجيال هم: رزان مُحسن، عرفان خليفة، ربا خويص، إيمان حاصباني، باسل طباخ، فادي حموي، نسرين البخاري، محمد علي، منار واكيم.

جاء العرض الفني تحت عنوان «كرمال عينك» في محاكاة بصرية فنية لخصائص مدينة دمشق المفعمة بالحياة، عبر مشاهد متنوعة تأخذنا إلى سفح جبل قاسيون وإطلالته المميزة على مدينة دمشق (في عمل للفنان عرفان خليفة)، مروراً بشوارع دمشق التي تتقاطع ما بين الحداثة والقدم وما تحتويه من حركة مستمرة محبة للحياة والبساطة والتي يمتاز بها سكان دمشق (عمل جماعي للفنانين المشاركين).

وفي عمل آخر («انتظار» للفنان محمد علي) نتسمر أمام شاشة عرض نتأمل من خلالها باباً قديماً يلعب الهواء لعبته بين دفتيه من غير كلل أو ملل في انتظار أحدهم عساه يكسر أنين باب أتعبه الانتظار.

أما عمل الفنانة نسرين البخاري (وجه تغير) فهو عبارة عن درب من الألوان يعكس أمزجتنا المتغيرة المتبدلة في زمن أصبحت سمته التغيير. هذا بالإضافة لأعمال فيديو تتقاطع مع ما سبق.

«اكتشف سورية» زار مؤسسة الفن الآن التي رافقناها منذ ولادتها الأولى فكان حوارنا مع مديرة الفن الآن الآنسة عبير البخاري حيث تقول: «نتاج ورشة العمل هذه هي جزء من نشاطات مؤسسة الفن الآن والتي تعمل على توفير الأرضية الجيدة لعمل الفنان من خلال إقامة ورشات عمل وعرض نتاجها أمام الجمهور المحلي إضافة لإمكانية عرض هذا النتاج خارج الحدود السورية».

وتضيف: «بداية الورشة كانت مع الأستاذ مايكل ويندلي من جامعة إدنبرة البريطانية الذي عمل مع مجموعة فنانين من أجيال مختلفة منهم الفنان عرفان خليفة الذي يعمل في مجال الفيديو والموسيقى منذ زمن طويل، كما يوجد جيل جديد من شباب كلية الفنون الجميلة نسعى من خلالهم لفتح باب فني واسع والتواصل معهم لخلق مشاريع فردية وجماعية مشتركة تبحث في ماهية المدينة بخصائصها البصرية والفنية والإنسانية».

وعن الشراكة القائمة بين مؤسسة الفن الآن والمجلس الثقافي البريطاني بدمشق تردف قائلة: «هذا المشروع تحقق بتعاون ودعم المجلس الثقافي البريطاني بدمشق الذي يدعم المشاريع الفنية الدائمة، وهنالك تعاون فني مستقبلي مع إدارة المجلس البريطاني من خلال نقل رؤيتنا الفنية حول مدينة دمشق لتعمم على المراكز الثقافية البريطانية حول العالم».

وعن الفنانين المشاركين في ورشة العمل تضيف الآنسة عبير البخاري: «أؤكد وبشكل دائم على أن باب "الفن الآن" مفتوح لجميع الفنانين من دون أي احتكار يذكر فهذا الفضاء (الفن الآن) يعتبر مساحة حرة لأي فنان يرغب بالتعاون مع مشروعنا الفني إن كان من طلاب كلية الفنون الجميلة أو من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية فمن كان لديه مشروع فني فهو مرحب به في هذا المكان».

وتختم مديرة مؤسسة الفن الآن عبير البخاري بقولها: «إن هذا العرض محاولة بصرية لاكتشاف مدينة دمشق بعيون ساكنيها وزوارها وفنانيها، إضافة للمناطق التي تتميز بها هذه المدينة، والتي أبهرت الأستاذ مايكل ويندلي».

وفي لقاء مع السيدة إليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني في دمشق، تحدثت لـ «اكتشف سورية» قائلة: «تسعدنا هذه المبادرات الثقافية المثيرة للانتباه ومن بينها مؤسسة الفن الآن التي تتميز بجرأتها الخاصة لتبنيها هذا الخط الفني الجديد في سورية، فقد أصبحنا نشاهد التطور الملحوظ في طريقة عمل هذه المؤسسة الفنية من خلال نتاج ورشات العمل التي تقيمها، ومنها نتاج هذه الورشة التي تتميز بطريقة تعاطي الفنانين المشاركين مع المحيط الذي يجمعهم مع مدينة دمشق».

وتضيف السيدة وايت: «لقد جاء دعمنا لهذا المشروع من خلال تأمين إقامة فنية في دمشق للفنان البريطاني مايكل ويندلي ليدير ورشة العمل الفنية في دمشق والتي تمخضت عنها هذه الأعمال المميزة».

ومن جهة أخرى تنوه السيدة إليزابيث وايت بالتجربة التشكيلية السورية فتقول: «أنا مهتمة وبشكل شخصي بتجارب الفنانين السوريين والتي سنقوم بعرض جزء منها في بريطانيا ضمن مشروع التبادل الثقافي بين البلدين، كما سيقوم المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع مؤسسة دلفينا البريطانيةDelfina Foundation ومؤسسة الفن الآن، بتوفير إقامة فنية في لندن ولمدة شهر لفنان سوري سيتعرف من خلالها على الحركة الفنية البريطانية».

وفي لقاءنا مع الفنان مايكل ويندلي يقول لـ «اكتشف سورية»: «أدرس مادة الفن التفاعلي في الكلية الخاصة للفنون بالإضافة إلى تدريسي لمادة الفيديو آرت في جامعة إدنبرة». ويضيف: «لقد استمتعت بالعمل في دمشق ضمن مجموعة الفنانين السوريين المشاركين في ورشة العمل والتي نتج عنها أعمالٌ فنية تحاكي مدينة دمشق الغنية بمشاهدها البصرية والمتنوعة. كما قمت بزيارة الكثير من المواقع السورية المتميزة والتي يصلح كلٌ منها لعمل فني خاص به، فمشاهدة هذه الأماكن مكسب حقيقي لأي فنان ومنها: سوق الحميدية، سوق مدحت باشا، قلعة الحصن وبصرى، لذا لابد من زيارة ثانية لسورية».

يذكر أن العرض مستمر يومياً لغاية يوم الأحد 20 حزيران 2010، من الساعة الخامسة حتى الثامنة مساءً في فضاء مؤسسة الفن الآن في حي الفنانين، القشلة، دمشق القديمة.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

من أجواء افتتاح عرض كرمال عينك في مؤسسة الفن الآن	من أجواء افتتاح عرض كرمال عينك في مؤسسة الفن الآن	من أجواء افتتاح عرض كرمال عينك في مؤسسة الفن الآن

بقية الصور..