ندوة بالانيا تيرم وحمامات: تقنيات بناء الحمامات واقتصاداتها وأساطيرها

05 11

استمرت فعاليات ندوة «بالانيا تيرم وحمامات: 25 قرناً من الحمامات العامة في الشرق الأدنى ومصر وشبه الجزيرة العربية» ليومها الثاني الثلاثاء 3 تشرين الثاني في فندق برج الفردوس بدمشق، والتي احتضنت عدداً كبيراً من الباحثين العرب والأجانب في مختلف المجالات العلمية التي ترتبط بالمياه وطرق استعمالها، والممارسات الاجتماعية والفكرية التي ارتبطت بالمياه في مجتمعات الشرق الأدنى القديم، وحضورها في العمارة والأساطير والمفاهيم الدينية وأثرها على مفاهيمنا وتصوراتنا حتى الوقت الحاضر.

وتناول المحاضرون في اليوم الثاني من هذه الندوة موضوعات تتعلق ببناء الحمامات وتقنياتها، بالإضافة إلى جوانبها الاقتصادية وحضور المياه في أساطير وفكر العالم القديم.

فعن تقنية بناء الحمامات وعمرانها وطرق تسخين المياه ونقلها وإضاءة قاعات الحمام، تحدث المحاضرون مستندين على أمثلة عملية في تونس وبصرى وغيرها من المناطق، تظهر تطور أنظمة الصرف الصحي ونقل المياه، وتطور تقنيات عمران الحمامات، مما ساعد في بناء قاعات الماء الساخن والبارد وتوفير المياه المناسبة لها صيفاً شتاءً.

وكان للجانب الاقتصادي والقانوني نصيب أيضاً في محاضرات هذا اليوم، من حيث أنواع الحمامات والقائمين عليها، وطبيعة الزبائن وعلاقتهم بالحمام وطرق الدفع في تلك الأماكن، وذلك في أزمنة مختلفة تمتد من مصر الهلنستية وصولاً إلى الحمام الدمشقي في العصر العثماني.

ولم تكن الحمامات بعيدة أيضاً في جوانبها المتنوعة عن عالم الفكر والأدب والأساطير، ذلك العالم الذي تناولته الأبحاث المقدمة، والتي تظهر أن الحمام لعب دوراً في التطور الأدبي والفكري، وكان في بعض أمثلة محددة مركزاً للنشاط الفني والأدبي.

وقد تناول بعض المحاضرون علاقة المياه بالجذر الفكري للإنسانية والمتمثل بالمفاهيم الأصلية للنفس البشرية، والمتمظهرة قديماً في الأساطير والعادات والتقاليد والمفاهيم العامة التي بقيت مع الإنسانية إلى يومنا هذا كمفهوم النظافة والنقاء والتطهر. وعن هذا، يقول الباحث جيل بيتش في محاضرته «تعظيم الماء، وثقافة الماء» ويقول: «من ناحية، فالماء حاجة فيزيولوجية، حيث يعود الجسم ليصبح عنصراً من الطبيعة، الماء مفيد للاعتناء بالمظهر الخارجي وهو عنصر أساسي للجمال، وفي المجتمع المتوسطي، فإن الماء ينظف وينقي ويطهر الجسم وهو مضاد للشيخوخة. ومن ناحية أخرى، فللماء مفعول رمزي وديني وسحري أحياناً، وهو قطعاً مرتبط بفكرة الخصوبة والإنجاب. وقد كان للقدماء نصوصهم حول الماء والمتعة المزدوجة -الجسدية والروحية- والتي تظهر في راحة الجسم ونقاء الروح، كما كان وظائف علاجية في مختلف العصور».


محمد رفيق خضور

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق