حمامات زنوبيا في تدمر

03 11

محاضرة هامة للباحث تيبو فورنيه ضمن محاضرات ندوة بالانيا تيرم وحمامات

ألقى الباحث الفرنسي تيبو فورنيه من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى IFPO محاضرة قيمة عن حمامات زنوبيا في تدمر، ضمن ندوة «بالانيا تيرم وحمامات» التي تجري في فندق برج الفردوس ومما جاء فيها: «إن حمامات زنوبيا في تدمر هي المكان الأكثر زيارة من قبل السياح القادمين إلى سورية، وجرت دراسة هذه الحمامات ضمن مشروع بالميريون، ويتضمن المشروع رسماً أولياً للمراحل التي تم إنجازها في استكشاف الحمام وموقعه من المدينة، وهو شبيه في ذلك بالحمامات التي تمت دراستها في أنطاكية. البوابات لا تزال موجودة وتم ترميمها في الخمسينيات من القرن الماضي من قبل المديرية العامة للآثار في سورية، وقد تمت أعمال التنقيب الأساسية من قبل السيدين نسيب صليبي وخالد الأسعد».

وتابع السيد فورنيه محاضرته قائلاً: «تقع الحمامات بين المسرح والقوس الرئيسي إلى جانب شارع الأعمدة، وتحتل مساحة مستطيلة الشكل طولها 80 متراً، ورغم أن أعمال التنقيب في الجزء الشمالي قليلة وغير كاملة، يمكن القول أن المبنى ينقسم إلى جزأين، حيث نجد على يسار الممر الطويل: القسم الأيمن البارد، القسم الأيسر الساخن، ثم نجد المدخل ثم القاعة الباردة حيث توضع الملابس، كما نجد حوضاً كبيراً للسباحة مع أحواض أخرى. أما القسم الساخن فمساحته أقل ومعظم جدرانه تم تفكيكها. ومن المخطط العام للحمامات نجد ساحة طويلة على شكل بازيليك وجدت فيها أجزاء من بعض التماثيل، ومن هذا الممر نصل إلى القسم الساخن، الذي يضم ثلاثة مراحل، حيث نرى 4 سخانات للماء ضمن نظام تسخين تقليدي».


الباحث الفرنسي المهندس تيبو فورنيه

وأكمل السيد فورنيه: «هناك مؤشرات معمارية تعطينا تسلسلاً زمنياً معقداً، حيث تم بناء الحمامات على عدة مراحل، وتم توسيعه أيضاً على عدة مراحل. وتضم المجموعة الأولى من البناء ثلاث قاعات للحمام الساخن تتدرج بين فاترة وساخنة، ولم تكن هذه القاعات كبيرة جداً وهي تعود على الأغلب للقرن الثاني قبل الميلاد. ثم حدث تطور في المبنى وجاءت التحديثات لترتبط بشارع الأعمدة واحتوت عدداً كبيراً من القاعات الباردة. ولكي نفهم هذا التسلسل الزمني وتأثيره على التطور العمراني في المدينة. حيث يجب أن نعود لشكل المدينة في الفترة السابقة لبناء الحمامات حيث كانت كل الأبنية موجهة للوادي، وهذا يعني أن الحمامات بنيت في ضاحية على أطراف المدينة. وعندما توسعت المدينة، وتم إعادة ترتيب المحور الأساسي، تغير تموضع الحمام وأصبح في مركز المدينة. إن المساحة الكبيرة القابعة في مواجهة البازيليك بالحمامات تشبه ما نجده في جرش وبصرى والساحل السوري وهي تعود إلى القرن الثالث الميلادي، وإذا ما كانت هذه المدن الكبيرة قد توسعت، فإن الحمامات لم تتوسع بشكل كبير. وبعد سقوط المدينة على أيدي الرومان تم إعادة تنظيمها بحيث ارتبطت الحمامات بمقر السلطة مباشرة، وأضيف إلى المخطط الأصلي حمامات ذات أحجام متوسطة وأخرى صغيرة».


محمد رفيق خضور

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق