مدير عام الآثار والمتاحف في سورية : القوانين التركية تمنع التعامل معنا في تبادل المعلومات
23 كانون الأول 2015
.
الدكتور مأمون عبد الكريم، مديرعام الآثار والمتاحف في سورية، أوضح، لـ«سبوتنيك» مجريات ما يحصل في سورية، من عمليات سرقة وتهريب للآثار إلى تركيا
سبوتنيك: دكتور مأمون عبد الكريم في البداية حدثنا عن وضع الآثار السورية خلال خمس سنوات الحرب؟
عبد الكريم: تعرض قطاع الآثار في سورية لأضرار كثيرة، على مستوى التدمير والتهريب والإساءة إلى المواقع الأثرية. يمكن تلخيص الأضرار بعد خمسة أعوام بحق المواقع الأثرية، بثلاثة أنواع، الأول تحولت الكثير من المواقع الأثرية والقلاع إلى ساحة معارك، مثل مدينة حلب، التي عانت الكثير من التدمير، حيث تحصنت بها العصابات الإرهابية المسلحة وتم تحويلها لساحة للمعركة.
هناك نوع ثان من الأضرار بدأ في عام 2013، عندما دخل إلى سورية الكثير من العصابات والمافيات من دول الجوار كـ« تركيا — الأردن — لبنان — العراق»، دخلوا بالتعاون مع لصوص الآثار الموجودين في سورية، مما ولد خارطة حقيقة لتدمير وتهريب التراث السوري.
أما النوع الثالث للأضرار فهي الفعل الإيديولوجي، وهو من فعل «داعش"، حيث تقوم بالتشجيع للتنقيب على الآثار، وفق الرخص التي تقدمها لهم، مقابل نسبة من المبالغ المالية التي تفرضها عليهم وهذا ما يحدث حالياً في مدينة تدمر.
سبوتنيك: ما العوامل التي ساعدت هذه المجموعات على التهريب للدول المجاورة؟
«.عبد الكريم: هناك إشكالية كبيرة في سورية مرتبطة بغياب الجهات الأمنية الموجودة وانتشار الفلتان الأمني وظهور جرائم"داعش
لعب المجتمع المحلي دور إيجابي في تخفيف الأضرار ضمن المدن المنسية وهي بحوالي 700 منطقة، ولكن عندما تكون الحكومة غائبة والمجتمع المحلي غير قادر على الوقوف والدفاع في قريته، فإن العصابات والمافيات تستغل الحرب وتقوم بتهريب الآثار.
سبوتنيك: هل يوجد إحصائيات دقيقة حول الأضرار في قطاع الآثار؟
عبد الكريم: هناك 300 موقع أثري متضرر من أصل 10 آلاف، وتعد محافظة حلب أكثر المدن المتضررة حيث تم تدمير 150 مبنى في حلب.
كما أننا كنا سريعين في اتخاذ القرارات سابقا منذ حوالي 3 أعوام، وعندما استشعرنا أن هناك أخطارا تحدق بالآثار السورية، قمنا بإغلاق المتاحف السورية في أواخر صيف 2012، ونقل القطع الى أماكن آمنة، وشيئا فشيئا كلما تصاعدت الأحداث قمنا بنقل المزيد والمزيد. الآن الأغلبية المطلقة من قطع الآثار السورية موجودة في المتاحف السورية في أمان، قمنا بتوثيقها وتغليفها بطريقة صحيحة وإخفائها بأماكن آمنة، وأغلب الأماكن الآمنة موجودة في مدينة دمشق، إذاً نحن مطمئنون على التراث المنقول الموجود في المتاحف السورية، هذا التراث هو حصيلة الأعمال والتنقيبات الأثرية التي تمت من سورية منذ حوالي قرن من قبل عشرات من البعثات…سورية روسية ألمانية أمريكية بريطانية فرنسية إيطالية.
سبوتنيك:تم تهريب الكميات الكبيرة من الآثار إلى الدول المجاورة، منها تركيا، وخلال الفترة الماضية رفضت التصريح عما تم ضبطه من آثار سورية على الأراضي التركية، ما تعليقك على الموضوع؟
عبد الكريم: لا يمكن لتركيا أن تنكر أنه لا يوجد لديها آثار سورية مهربة، لأن في ذلك فضيحة عالمية وهي لا تسطيع أن تنكر أن لديها أكثر من 2000 قطعة أثرية، فهناك شهادات ومصادر تؤكد ضبط آثار سورية في تركيا، دون الحديث عن الأسواق السوداء لبيع الآثار السورية في منطقة عنتاب التركية، ولكن تم التبرير بأنه ضمن القوانين التركية لا يسمح لهم أن يدلوا لنا بالمعلومات حول الآثار التي تم القبض عليها، نحن لم نطلب من تركيا استعادة القطع الأثرية السورية ضمن الظروف الراهنة طالما العلاقات متوترة ومقطوعة… ولكن نحن نقول هناك منظمات عالمية مثل اليونيسكو يمكن التفاعل عبر هذه المنظمة، وإذا كانت تركيا مصرة على الاحتفاظ بالقطع الأثرية ريثما إيجاد طريقة محددة للتعامل، على الأقل من واجبها أن تفصح عن المعلومات، فنحن لا نملك صورا وبيانات عن القطع الأثرية المهربة لتركيا، لذلك من واجب الدولة التركية الإفصاح عبر الإعلام التركي أو المواقع الإلكترونية عن خارطة الصور، وجميع البيانات الموجودة لديهم، علينا عدم الربط ما بين السياسة والثقافة، نحن نتحدث عن تبادل المعلومات والبيانات.
نور ملحم
sputniknews.com