حوار مع الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية

31 تشرين الأول 2017

ما تعرض له تراثنا من نهب وتدمير لم يتعرض له أي تراث عبر التاريخ

في لقاء خاص لـ«اكتشف سورية» مع الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية تحدث فيه وبشفافية عن مجمل الأوضاع الكارثية التي يتعرض لها التراث السوري في ظل الأزمة الراهنة، ورؤيته حول إعادة الإعمار وأعمال الترميم، وأوضاع المتاحف في سورية.. فكان معه هذا الحوار:


ما أصاب تراثنا السوري لم يصب أي تراث آخر عبر التاريخ على الإطلاق

ما أصاب الآثار خلال هذه الأزمة عَملٌ مَهول وخطير جداً لم يتعرض له إرثٌ ثقافيٌ في أي مكان من العالم عبر التاريخ على الإطلاق، بكل المراحل والعصور التاريخية المختلفة، على أيدي المجموعات الإرهابية والجهلة أيضاً، الذين لا يدركون قيمة ما بين أيديهم من هذا التراث الثقافي الذي يفتخر به السوريون أمام العالم فيما تحسدنا عليه بقية الأمم.


الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية

بالحقيقة .. هناك الكثير من المواقع التي تعرضت إلى التنقيبات غير الشرعية، هذا العمل أشد الأخطار التي تعرضت له مواقعنا الأثرية، فلدينا أكثر من عشرة آلاف موقع أثري منتشرين على كامل الرقعة الجغرافية في سورية، من الصحراء إلى الجبال ومنه إلى الساحل السوري وفي كل مكان. هذه المواقع تعرضت إلى اغتصاب وعمليات تنقيب غير شرعي وأحيانا باستخدام الآلات الثقيلة مما أدى إلى تخريب الطبقات الأثرية، وهذه المواقع عبارة عن مدن وبلدات قديمة تراكمت فوق بعضها البعض، تعود إلى مختلف الحقب التاريخية، تمت استباحتها وانتهاكها وفتكت بها المجموعات الإرهابية ونهبت كل ما فيها من قيّم وكنوز علمية ومادية وما إلى هنالك، وهدفهم كان البحث عن لُقّى بهدف بيعها في الأسواق العالمية عبر تركيا والكيان الصهيوني وعبر قنوات عديدة أخرى، من أجل تمويل عملياتهم الإرهابية للعصابات المجرمة.

يمكن أن نتحدث عن عشرات بل مئات المواقع التي انتُهكت بهذه الطريقة، فقد كان هناك استخفاف لدى بعض الدوائر التي كانت تخضع لسيطرة العصابات الإرهابية التي أصدرت التراخيص لأعمال التنقيب في تلك المواقع لكل من شاء، على أن يقدم قسماً من مكتشفاته أو جزء من ريع مبيعاته لمصلحة مجموعاتهم الإرهابية.


الوضع في تدمر

النوع الثاني من الأضرار الذي تعرض له الإرث الثقافي السوري هو الأبنية الأثرية والمدن والبلدات القديمة التي تعرضت لهجمات إرهابية مختلفة، حيث تم القيام بإزالة بعضها بشكل كامل من الوجود، وأحيانا جزء من هذه الأبنية، البعض منها ذهب لغير رجعة، والبعض لن يعود كسابق عهده حتى بعد عمليات الترميم لتلك الصروح والأوابد.

تقع أهم هذه المباني التاريخية المنكوبة في مدينة تدمر، كمعبد بل الذي يعود إلى القرنين الأول والثاني للميلاد، والذي كان يزهو بكل أشكال الزخارف والمنحوتات التي ليس لها مثيل في كل أنحاء العالم، تعرض للإبادة والزوال وتحولت أجزاء كبيرة منه إلى هباءٍ منثور نتيجة شدة المواد المتفجرة التي استُخدمت في هدمه، لم يشفع لهذا البناء تحوله في القرن الثاني عشر إلى جامع للعبادة قبل تدميره على أيدي جماعات تدّعي الإسلام.

أما المنحوتات فوضعها أسهل مقارنة بالأبنية المدمرة، من ناحية ترميمها وإعادة هيكلتها حيث يلعب اجتهاد الفنانين العامل الرئيسي في صياغة تكويناتها الأصلية، أما العمارة الضخمة فمنها من يبلغ ارتفاعه 15 متراً تحمل زخارف ومنمقات وسواكف منحوتة، كما هو الحال في المحاريب وقدس الأقداس التي كانت من أجمل المنحوتات التي صنعتها يد الفنان السوري في العصور الغابرة، أصبحت في خبر كان، بالإضافة إلى الأبراج الجنائزية ذات الطوابق المتعددة التي كانت تضم مئات المدافن الأثرية والتي تعرضت للإزالة، وكذلك تدمير قوس النصر الشهير وأعمدة التترابيل، وهنا نستذكر بإجلال شهيد الحضارة خالد الأسعد عالم الآثار المتخصص بالتدمريات، الذي قضى طوال خمسين عاماً في ترميم المدينة حجراً بحجر.


تهريب الآثار وبيعها في المزادات العالمية

لابد من الإشارة هنا إلى أن كثير من اللُقى الأثرية السورية التي تم التنقيب عنها بطرق غير شرعية انتهى بها المطاف إما لدى الكيان الصهيوني أو نجدها تُباع على قارعة الطرقات في أماكن عدة من العالم، أو في بيوت المزادات العالمية رغم كل القوانين الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، ومنها القراران الشهيران الصادران عامي 2015-2017 اللذان يمنعان الاتجار بالآثار السورية والعراقية، إلا أن لا أحد يعير هذه القرارات أية أهمية.


الوضع في المدينة القديمة بحلب

أما حلب فهي من المدن التي تعرضت لأذى شديد أيضاً، حيث تُعد أكبر موقع للتراث الثقافي المنكوب في العالم، مما يدل على فداحة الجرائم التي ارتُكبت في حق هذا التراث، فمدينة حلب مسجلة كلها على قائمة التراث الثقافي العالمي لدى اليونسكو، فقد عملت الأنفاق التي حفرتها المجموعات الإرهابية في بعض مناطق المدينة على إزالة الكثير من آثارها بشكل كامل ولم يتبق منها شيء على الاطلاق، كما هو الحال في محيط قلعة حلب وأسوارها، إلى جانب تعرض أسواقها الأثرية لدمار هائل وأضرار كبيرة.


الوضع في دير الزور

بالنسبة لمدية دير الزور فلم يتم إلى الآن تقييم الاضرار التي نجمت عن حصار المدينة على مدار ثلاثة أعوام، وكذلك مدينة الرقة التي بلغنا مؤخراً نبأ تعرض سور «الرافقة» المُشيد في الحقبة العباسية، لأضرار شديدة، بالإضافة لإبادة وإزالة الكثير من المواقع الأثرية المتواجدة على أطراف المدينة بسبب القصف العشوائي وأحياناً المتعمد من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وبدوري أوجه الاتهام المباشر لهذا التحالف بالتدمير المتعمد لوجه المدينة التاريخي والحضاري، فكل ما سلم من أيدي العصابات الإرهابية تم الإجهاز عليه من قبل التحالف المشؤوم.


الوضع في معلولا

في مدينة معلولا تم حرق البلدة القديمة بكل ما تحتويه من مقدسات مثل ما حدث في أديرة سركيس وباخوس ودير القديسة تقلا، الشهيدة الأولى في المسيحية، لقد سرقوا كل ما هو نفيس وحرقوا ما تبقى من المحتويات، فيما دمروا بشكل كامل دير مار اليان ببلدة القريتين.


الوضع في المدن المنسية

أما المدن المنسية شمال غرب مدينة إدلب، فهناك لا يقل عن 750 موقعاً أثرياً والتي يعود تاريخها من القرن الأول حتى القرن السابع الميلادي، تحتوي على القلاع والمعابد والأديرة والكنائس وأشهرها كنيسة القديس سمعان فقد زال الكثير منها ولم يتبق منه أي أثر، وآخرها تدمير دير "سنبل" الذي تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور الإرهابيين وهم يتلذذون بعملية هدمه، علماً أن الدير من أهم الأديرة المتواجدة في المكان. يعود هذا الأمر بالنسبة لهم إلى أهداف عقائدية ضد كل من يخالف توجهاتهم المتخلفة يتم الإجهاز عليه وتدميره، فيما يتم بيع الحجارة ذات النقوش والمنحوتات الجميلة في الأسواق التركية، أو يقومون بهدم بعض من هذه الأبنية من أجل إعادة استخدام حجارتها في بناء المساكن العشوائية، وهذا جزء بسيط لما يتعرض له تراثنا في تلك المناطق.


اكتشف سورية في لقاء مع المدير العام للآثار والمتاحف



التعاون مع الانتربول في استعادة آثارنا المسروقة

نتابعها مع الأنتربول الدولي والسلطات المختصة لدينا والتي تقوم بملاحقة أي أثر عائد في هويته إلى التراث السوري، وهناك الكثير من المزادات العالمية التي استطعنا بمساعدة أشخاص سوريين غيورين على ثقافتهم وهويتهم بإيقاف تلك المزادات وإبلاغ المعنيين بمصادرة القطع الاثرية وذلك بمساعدة كثير من المنظمات الدولية التي تقوم بإبلاغنا عن أية لقى أو تحف مشكوك بهويتها السورية، حيث قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف خلال الأزمة بالتعاون مع الانتربول الدولي بإعداد ما يسمى بالقائمة الحمراء التي تتألف من نحو خمسين نموذجاً من الآثار السورية حيث تم تعميمها في كل دول العالم بحال العثور على أي أثر مهرب أو مسروق للتعرف على هويته من خلال تلك القائمة، والمشكلة هنا هي في اللقى المكتشفة حديثاً التي لم يتم توثيقها لدى الجهات المختصة، وتلك التي تباع بشكل غير علني في السوق السوداء.


أعمال الترميم، وتعاون دولي في هذا الصدد

الترميم مسؤولية صعبة وشاقة نتيجة حجم الأضرار الهائلة التي تعرضت لها مواقعنا الأثرية خاصة مدينة حلب، وبالتالي وضعت الدولة نصب أعينها مباشرة الشروع في إعادة تأهيل المدينة القديمة وتذليل كافة العقبات في سبيل ذلك، حيث بدأت المديرية العامة للأثار والمتاحف بالتعاون مع المنظمات الدولية بأعمال التوثيق، حيث تم تأهيل الكوادر في المديرية في السنوات الماضية للقيام بأعمال التدخل الإسعافي السريع والتوثيق وهي الآن تعمل على الأرض بشكل مقبول يلقى كل الاستحسان، بالإضافة للتعاون مع الجهات المختلفة والمعنية، ونقوم حاليا بالتعاون مع جامعة حلب لإعداد دراسة لترميم الجامع الأموي، كذلك هناك تعاون مع جهات دولية مثل اليونسكو ومؤسسة الآغا خان الدولية وهي السباقة دائماً في تقديم الدعم والمعونة حيث ساهمت في ترميم مئذنة الجامع الأموي بحلب وكذلك في ترميم الأسواق القديمة، فقد لمس المواطن نتائج هذا التعاون على أرض الواقع في مدينة حلب، كما لا بد من شكر الجهود المبذولة من قبل برنامج الأمم المتحدة للتنمية، ولا ننسى معلولا التي ساهمت كثير من الجهات الحكومية في إعادة ترميم المدينة القديمة ولعبت دوراً هاماً بعودة أهالي البلدة إلى بيوتهم والحفاظ على أهم مكوّن لثقافة البلدة وهي اللغة الآرامية فهم آخر المجموعات التي تتحدث لغة المسيح إلى اليوم.

هناك أعمال ترميم على كامل الجغرافيا السورية، ففي ريف دمشق نقوم بأعمال الترميم في الخانات التي لحقت بها أضرار جسيمة، وكذلك قلعة الحصن الواقعة بريف مدينة حمص، حيث تساهم المؤسسات العلمية الهنغارية بإعادة ترميم القلعة، أما تمثال أسد اللات فقد قام بترميمه خبراء بولنديون، كما بدأنا نرى في السنوات الأخيرة تعاوناً وانفتاحاً دولياً علينا كونه يعي قيمة الإرث الثقافي السوري وعظمته، ويعلم خطورة اندثاره وضياعه على الحضارة البشرية، لقد كانت لدينا مئات البعثات الأجنبية في مجال التنقيب قبل الأزمة السورية، مما يدل على أن سورية كانت قبلة العلماء الآثاريين.


الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف



الوضع في دورا أوروبوس

تعتبر مدينة دورا أوروبوس من أهم المواقع الأثرية الممتدة على عشرات الهكتارات، تعرضت للتنقيبات غير الشرعية التي كانت تجري بدعم مباشر من تجار أتراك يقومون بتمويل عمليات التنقيب وتحت إشرافهم المباشر، فيما قاموا بنقل كل ما تم العثور عليه إلى داخل الأراضي التركية، وعلمنا أنهم يعملون لصالح الكيان الصهيوني أيضاً، فهذه المدينة تعود إلى القرن الثاني والأول قبل الميلاد وبقيت مأهولة حتى العصر البيزنطي، وكانت عقدة التقاء للقوافل وصلة الوصل بين الامبراطوريتين الفارسية و الرومانية، اختزلت في مكوناتها المجتمع السوري القديم الجديد حيث شيّد أهلها المعابد الوثنية إلى جانب الكنائس ودور العبادة اليهودية، إنها صورة مصغرة عن الثقافة السورية التي نفتخر بها، مما حدا بهذا الموقع أن يصبح عرضة للنهب والسلب والاستباحة من قبل العصابات الإرهابية.


الوضع في أفاميا

أفاميا التي تعود إلى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، تعرضت مكوناتها وأبنيتها وما تحتويه طبقاتها تحت الأرض، إلى النهب والتنقيب غير المشروع. وتظهر صور الأقمار الصناعية المروعة والمرعبة ما آلت إليه تلك المدينة. إنها، كما معظم المدن التاريخية السورية وعلى اعتبارها عواصم لحضارات غابرة، عرضة أكثر من غيرها لأعمال السرقة والنهب والتدمير.


الوضع في ماري وإبلا وأرشيفها

لقد تعرض موقع مدينة ماري، والتي تعود إلى الألف الثانية والثالثة قبل الميلاد والتي اكتُشف فيها أعظم أرشيف أثري يعود للألف الثانية قبل الميلاد بالإضافة للقى الأثرية التي تزدان بها متاحفنا بكل مكان، تعرض هذا الموقع لتنقيبات غير مشروعة هائلة أودت بالكثير من طبقاته الأثرية ونهب محتوياته، وكذلك الأمر بالنسبة لـمدينة إبلا والتي لم تَسلم من السرقة والنهب والتنقيبات غير المشروعة التي باشرت المجموعات الإرهابية بالقيام بها لحظة خروجها من سيطرة الدولة السورية، لم نعد نعلم ما حل بأرشيف إبلا الملكي الذي يعود للألف السادس قبل الميلاد مع استيلاء الإرهابيين على مناطق تواجد المتحف الوطني في إدلب. إنه من المؤسف أن هناك آلاف القطع الأثرية التي لا نعلم عن مصيرها اليوم، نمتلك معلومات غير موثقة أنه تم نقل محتويات متحف إدلب إلى خارج سورية وتم بيعها لتجار قطريين، وسوف لن أتفاجأ إن علمت أن هذه القطع الأثرية الهامة أصبحت لدى الكيان الصهيوني.


تعاون دول الجوار في استعادة آثارنا المسروقة

فيما يخص تعاون دول الجوار بتهريب الآثار السورية ومنع الاتجار بها لم نلقَ أي تعاون يذكر سوى من قبل الجهات المختصة اللبنانية التي أعادت الكثير من القطع الأثرية واللقى إلى الدولة السورية، وهناك الكثير من اللقى التي مازالت تنتظر انتهاء الإجراءات اللازمة لاسترجاعها. أما آلاف القطع الأثرية التي استولت عليها السلطات التركية فليس هناك إمكانية لاستعادتها في الوقت الراهن، حيث تقوم تلك السلطات بشرعنة الاتجار بهذه المسروقات والسماح بتداولها أو المرور بها عبر أراضيها، فهناك مئات الآلاف من القطع الأثرية المنهوبة المتواجدة في الأسواق الأوروبية والعالمية مرت عبر الأراضي التركية، مخالفةً بذلك الأعراف والقوانين الدولية التي تمنع القيام بمثل هذه الأفعال، أما بالنسبة إلى الأردن فقد علمنا أن لديهم النية للتواصل معنا بهذا الخصوص في المرحلة القادمة، وما يخص العراق فهناك تعاون حثيث ومثمر مع الجهات المختصة، خاصة أن العراق يشاطرنا هذه المحنة ويعاني ما نعانيه نحن من إرهاب دولي بسبب هذا الابتلاء على بلدينا.


اكتشف سورية في حوار مع المدير العام للآثار والمتاحف في سورية


أعمال التنقيب مستمرة

لم تتوقف أعمال التنقيب للبعثات الوطنية مطلقاً خلال الأزمة السورية، في حين تم إيقاف كل البعثات الأجنبية التي كانت تعمل على الأراضي السورية لدواعي أمنية. هناك أعمال تنقيب في مناطق الساحل السوري وحماة وريف دمشق، كان آخر مكتشفاتها الأثرية ثلاثة لوحات فسيفسائية غنية بالزخارف والرسوم المتأثرة بثقافة وفنون حضارة أفاميا، والتي تم احضارها من بلدة برهليا في وادي بردى منذ ثلاثة أعوام، وذلك بالتعاون مع وجهاء المجتمع المحلي، حيث كانت تخضع لسيطرة المجموعات الإرهابية، ونقوم حالياً بإعادة ترميمها في مختبراتنا المتخصصة.


المتاحف.. وآفاق المستقبل

ضمن فعاليات أسبوع الثقافة السورية، وفي 23 من تشرين الثاني سنشهد افتتاح معرض لقطع أثرية تُعرض للمرة الأولى، مخصص للقى الأثرية المكتشفة في ريف دمشق، لم يحدد مكان إقامته بعد، حيث هناك إمكانية جعله معرضاً دائماً ريثما ننهي بعض اللوجستيات اللازمة لذلك. ولا بد من التنويه إلى أن حديقة المتحف الوطني بدمشق ما زالت متاحة لاستقبال زوارها بما تضم من تحف أثرية ومقتنيات كان آخرها عرض تمثال أسد اللات بعد إعادة ترميمه وعودته حارساً كما كان يحرس بوابة معبد اللات في تدمر.

ونقوم حالياً بدراسة عدة مشاريع منها على سبيل المثال طلب استعادة بعض من الأبنية الأثرية ذات الطابع التاريخي، والمشغولة حالياً من قبل الدوائر الحكومية ليتم تحويلها إلى متاحف متخصصة نعرض فيها تراثنا ومقتنياتنا الأثرية تعيد لهذه العمارة ألقها وسمعتها التاريخية، ولتصبح مواقع إشعاع ثقافي وحضاري، وذلك أيضاً لتعذر بناء متاحف جديدة لا يسمح بها الظرف الراهن.


الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية



الموسوعة الآثارية مستمرة.. والمجلد الرابع قريباً

موسوعة الآثار السورية تضم ما بين 11 إلى 12 مجلداً، هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، وهو مشروع ثقافي رائد يقوم على المنهج العلمي الرصين ودليلٌ على حيوية الأمة، تدعمه رئاسة الجمهورية والحكومة منذ بدء العمل به عام 2011، بالتعاون مع هيئة الموسوعات العربية، هذا المشروع يشير إلى رفعة الدولة وإدراكها لقيمة التراث الثقافي السوري رغم كل الصعوبات والعقبات التي تواجه الدولة السورية، فما زالت ترعى العلم والبحث العلمي وتجهد بكفاءة للمحافظة على الإرث الثقافي السوري ورعاية الآثاريين وكل العاملين في مضماره. وحالياً نعمل مع فريق التحرير في الموسوعة على إصدار المجلد الرابع بالتعاون مع الأساتذة والخبراء في مجال تاريخ وآثار سورية.

أخيراً وليس آخراً، لا يمكن لسورية أن تتخلى عن كونها منارة إشعاع ثقافي وحضاري للبشرية جمعاء كما هو عهدها منذ بداية التاريخ.


زين ص. الزين | تصوير عبدالله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية

الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية

لقاء خاص لـ«اكتشف سورية» مع الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف في سورية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق