موسيقى على الطريق في أسبوعها العاشر

12 10

حفلات تستحضر مختلف أشكال الموسيقى

تابع مشروع «موسيقى على الطريق» فعالياته مساء الجمعة 9 تشرين الأول 2009 حيث عزفت أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقى في حديقة الجاحظ وأوركسترا الجاز السورية في حديقة تشرين ورباعي أورفيوس الوتري في حديقة المنشية والتخت النسائي الشرقي في حديقة دمشق (شرقي التجارة).

ولمشروع «موسيقى على الطريق» دور مهم، ليس في تطوير الذائقة الفنية للجمهور السوري فحسب، بل في توليد فرص عمل متنامية للموسيقيين السوريين المحترفين والهواة تتناسب مع أعدادهم المتزايدة وتشجيع إقامة فرق موسيقية جديدة، ومن الملاحظ بأنه قد أصبح لهذا المشروع جمهور ينتظر حفلاته بين أسبوع وآخر، مما يعني أن موسيقى على الطريق تمشي في طريقها الصحيح وتقترب من مبتغاها.

أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقى بدمشق بقيادة المايسترو ميساك باغبودوريان:
تعتبر أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقى بدمشق حديثة العهد، حيث تم تشكيلها في عام 2003، وهي تأخذ على عاتقها تحضير موسيقيين محترفين إلى جانب دراستهم الموسيقية الأكاديمية في المعهد العالي للموسيقى، ومعظم أعضاء هذه الأوركسترا من الطلاب وبعض الخريجين الجدد.


المايسترو ميساك باغبودوريان يقود طلاب المعهد العالي للموسيقى

وقد عزفت أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقى بقيادة القائد الأساسي للفرقة السيمفونية الوطنية السورية المايسترو المخضرم ميساك باغبودوريان، وذلك مساء الجمعة 9 تشرين الأول 2009، بين حشد جميل من الجمهور الذي يعرف كيف يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية، حيث كان ينصت عند العزف ويصفق في نهاية العمل، وكان يدرك بأن التوقف عن العزف بين قطعة وأخرى ليس نهاية عمل.

لم يكن الحفل مجرد عزف لمقطوعات عالمية فقط، بل تعدى هذا الجانب إلى حيث كان المايسترو باغبودوريان يشرح بين قطعة وأخرى بعض مهام قائد الأوركسترا، ويقوم بتعريف الناس على الآلات الموسيقية التي تتكون منها الأوركسترا.

قدمت الفرقة في البداية عملاً للمؤلف بيزيه، وتتميز موسيقى هذا المؤلف إجمالاً بانسياق اللحن مع شيء من التناغم بين مجموعة العازفين (الأوركسترا) مما كان سبباً في عذوبة موسيقاه.

ومن ثم قدمت الفرقة عملاً لشتراوس الابن وهو «فالس أصوات الربيع»، وقد لقب شتراوس بأبي الفالس لأنه أول موسيقي تخصص في كتابة وتقديم هذا النوع من الموسيقى في فيينا.

أما تشايكوفسكي، فقد قدمت الفرقة له مقتطفات من «كسارة البندق»، ويعرف هذا النوع من المقطوعات التي تتألف منها «كسارة البندق» باسم السويت (أي متتابعة) وهي بمثابة باقة تجمع عدداً من الرقصات المختلفة ويراعى فيها الانتقال بين السرعة والبطء بين إيقاعات متنوعة ومتسلسلة ويربطها جميعاً مقام موسيقي واحد، ويعد تشايكوفسكي أشهر من خاض في هذا اللون من الموسيقى المستوحاة من أشعار بوشكين وشكسبير وأساطير هوفمان.

واُختتم الحفل بمؤلف أقرب إلى الشرق وهو الموسيقي الأرمني آرام خاتشادوريان، حيث عزفت له الفرقة مختارات من «غايانه» وهي باليه موضوعها مستوحى من حياة مزارعة أرمنية خلال سنوات الحرب، كتبه خاتشادوريان عام 1942 وأعاد صياغته عام 1957.


جانب من الحضور

إجمالاً قدمت الفرقة أمسية جميلة جذبت الجمهور، وتبين للعيان بان الموسيقى السورية في وضع جيد ولها مستقبل زاهر.

لقاء مع قائد الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية:
وفي نهاية الحفل – وكالمعتاد - كان لـ «اكتشف سورية» هذا اللقاء مع المايسترو ميساك باغبودريان، وسألناه الآتي:

بعد عدة حفلات مع «موسيقى على الطريق»، كيف رأيت تطور هذا المشروع من ناحية جذب الجمهور؟
حتماً هناك اختلاف من حديقة إلى أخرى، ووجود شرائح مختلفة من عدة مناطق دمشقية. عموماً ما لاحظته هو استغراب الناس من الموضوع في البداية، ولكن سرعان ما تكبر دائرة التجمع حول العروض المختلفة، وهذا يعني أن الناس لا تعرف الكثير عن هذه الموسيقى، وعندما تسمعها تقترب منها لتكتشف هوية ما يجري وربما يكون ذلك للفضول أو من المحبة. وبرأي يجب أن تزداد هذه الفرص لتتكون علاقة بين الموسيقي والمستمع، وهي العلاقة التي يعمل الموسيقي من أجلها في حياته الفنية.

من المعروف بأن هناك الكثير من الناس عندنا لا يحبذون الموسيقى الكلاسيكية، ما هو البرنامج الذي تختارونه لجذب الناس؟
هناك العديد من المقطوعات الكلاسيكية التي يمكن أن يفهمها الناس، فيها إيقاع سريع وآلات نفخ وألحان غير معقدة بل تدخل إلى القلب بشكل مباشر، وهذا ما فضلته في هذا المشروع ولذلك اخترت ما عزفناه اليوم.

هل سيجذب «موسيقى على الطريق» الناس إلى الموسيقى الكلاسيكية برأيك؟
«موسيقى على الطريق» مشروع مهم، لأن الناس ترى في الموسيقى الكلاسيكية والعربية موسيقى صعبة ولا يمكن سماعها، وعندما يجدونها أمامهم في الحدائق سيكتشفون عكس ذلك وبالتالي سيبحثون عنها ويسعون إلى حضور حفلاتها في أي مكان.

هل لديك اقتراحات حول استمرارية «موسيقى على الطريق» في فصل الشتاء؟
هناك أماكن عديدة بديلة عن الحدائق، فأصلاً لا يذهب المواطن إلى الحديقة شتاءً، ويمكن العزف في صالات معينة وفي الأسواق المغلقة كسوق الحميدية مثلاً، على العموم هناك مشاورات حول هذا الموضوع وحول استمرارية المشروع حتى نهاية العام.

هل أوركسترا طلبة المعهد هي بديل مستقبلي للفرقة السيمفونية الوطنية؟
لا، ليست بديلة، بل سينضم منها إلى الأوركسترا الوطنية السورية الكوادر الجيدة لتكون بديلة عن الموسيقيين الذين سيرحلون عن الفرقة لأسباب شتى، وينبغي أن يكون لدينا كوادر بديلة للفرقة السيمفونية، وأتمنى أن يكون لكل مدينة سورية فرقتها الأوركسترالية.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقى في الأسبوع العاشر من موسيقى على الطريق

ميساك باغبودوريان في حديث مع الجمهور عن الأوركسترا والآلات الموسيقية

أثناء عزف إحدى المقطوعات الموسيقية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق