براين آدامز.. حفل خيري.. وحوار حضاري في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق

14 كانون الأول 2010

أمسية ستظل استثنائية في ذاكرة جمهور دمشق

لم نحتَج إلى مترجمين ونحن نستمع إلى موسيقاه؛ ضغطنا على اليد التي تشتبك بيدنا، وقد مسنا الحنين إلى أشياء غامضة، قصص خرافية امتزج فيها الواقع بالخيال، أيقظتها أنغام غيتار ذلك الرجل الخمسيني الكندي الذي جاب العالم مؤمناً بالموسيقى لغةً وحواراً، حيث كانت الحدود والحواجز والفروق تذوب وتتلاشى على إيقاع أصابعه وبحّة صوته العميقة، القادمة من وراء محيطات وبحار ومن طرقات وحضارات بعيدة يفصلنا عنها مسافات الخوف والرهبة؛ ربما! يجرفنا مثل مدٍ وجذر، ينأى بنا ويدنو في صخب الإيقاع.


أنا لا أتكلم العربية، وأنتم ربما لا تتحدثون الإنكليزية.. هذا لا يهم لأننا يمكن أن نشعر بقوة الموسيقى

«أنا لا أتكلم العربية، وأنتم ربما لا تتحدثون الإنكليزية، ولكن هذا لا يهم. لأنّنا يُمكن أن نشعر بقوة الموسيقى». لقد شعرنا جميعاً بقوة الموسيقى في حفلة براين آدمز التي أحياها في قصر الأمويين للمؤتمرات في دمشق، مساء أمس الاثنين 13 كانون الأول 2010 ، ردّد وراء براين آدمز ما يقارب 3 آلاف شخص لحن أغنية أرادها أن تكون دليلاً على أنّ الموسيقى وحدها قادرة على عبور العالم وتوحيد أضداده المتنافرة. صمت براين آدمز على المسرح للحظات، فردد الجمهور إيقاع الأغنية بطريقةٍ عفوية «نا...نا... ننا»؛ فقد كانت الموسيقى اللغةَ والمشاعر والأحاسيس وربما البلاد والشعوب وهذا الكوكب الذي نتقاسمه مع بعضنا البعض.


براين آدامز في قصر الأمويين للمؤتمرات

مرهبا (مرحباً) قالها بالإنكليزية مُرحِباً بالجمهور الذي فاجأه بشدة، فغنى له: how do ya feel tonight (كيف تشعر هذه الليلة؟)، وسأله عدة مرات: كيف تشعر هذه الليلة؟ فأجابه الجمهور بتصفيق وحماس شديدين. بعدها وضع الهارمونيكا وبصحبة أنغام البيانو غنى Back to You (عُدت إليكٍ) التي كتبها وغناها لأول مرة عام 1997.

ومن ثمّ غنى Here I Am (أنا هنا) من ألبوم يحمل ذات الاسم والتي غناها آدمز عام 2002، حيث لاقت هذه الأغنية رواجاً كبيراً في عدد من دول العالم ووصلت إلى مراحل متقدمة في ترتيب الأغاني في المملكة المتحدة وقد فازت بجائزة (آسكاب) وحصلت على ترشيح «غولدن غلوب». ورددها الجمهور معه عن ظهر قلب.


براين آدامز وتحية للجمهور..

سأل آدمز الجمهور عدة مرات عمّا يريد أن يسمعه، فأعاد غناء Here I Am. وتحدث مع أحد الشباب الذي يعاني من مشكلةٍ ما في صوته ودعاه إلى المسرح وقبّله، مفسحاً له المجال للتعبير عن مشاعره.

كما غنى Reckless من الألبوم الذي يحمل ذات الاسم أيضاً والذي أطلقه آدمز في عام 1984. كما وقدم أيضاً أحد أكثر أغانيه شهرة ورومانسية، وهي Please Forgive Me (أرجوكِ اغفري لي)، هذه الأغنية التي قدمها آدمز لأول مرة في عام 1993، ونال بسببها شهرة واسعة في مختلف أنحاء العالم. وقد تفاعل الحضور مع هذه الأغنية بشكل كبير لرومانسية لحنها وكلماتها.


براين آدامز مع العازف السوري كنان آدناوي.. وحوار بين الغيتار والعود

وقبل نهاية الحفل قدم آدمز أغنية بصحبة عازف العود السوري كنان أدناوي، لتكون هذه تجسيداً حقيقياً لحوار الموسيقى، الحوار بين الشرق والغرب، وارتعشت أوتارهما وتمازجت، وعزف كلاهما بحساسية شديدة، وبراعة فائقة، وتفاعل الجمهور مع هذا الحوار الموسيقي، الذي بدا أنه حوار للحضارات، في زمان ومكان وتوقيت لا يمكن تجاهله أبداً.


الجمهور الدمشقي وتفاعل مع المطرب العالمي براين آدامز

ورغم حالة التفاعل الشديدة التي ظهرت بين آدمز والجمهور إلا أنّه أراد أن يصل التفاعل إلى ذروته، داعياً الجمهور إلى التجمع أمام المسرح. واندفع العديد من الفتيات والشبّان ووقفوا ليستمعوا إليه وصرخوا لهذا النجم الذي قطع آلاف الأميال ليقدم حفلاً خيرياً يذهب ريعه لمؤسسة «آمال» (المؤسسة السورية للمعوقين)، حيث شعر بدفء مشاعرهم، فأخرج كاميرته ملتقطاً صورةً جماعية لهم من على المسرح وغنى لهم واحدة من أجمل أغانيه الرومانسية طوال مسيرته الفنية، وهي: Have You Ever Really Loved A Woman.


براين آدامز يلتقط صور للجمهور الدمشقي في قصر الأمويين للمؤتمرات

وبالرغم من انتهاء برنامج الحفل، إلا أن آدمز لم يرغب بمغادرة هذا الجمهور، فسأله إذ كان يرغب بأن يختتم الأمسية بصحبة كنان أدناوي، فتعالى التصفيق والهتاف لكليهما. لتنتهي هذه الأمسية بالتقاء الشرق والغرب بحوار جميل بين الغيتار والعود والبيانو، على بحة صوت آدمز، وهتاف الجمهور الدمشقي في أمسية ستظل استثنائية من أمسيات مدينة دمشق الموسيقية.


عروة المقداد - تصوير عبد الله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

أكثر من ثلاثة آلاف شخص حضر حفل براين آدامز

قصر الأمويين للمؤتمرات مساء 13 كانون الأول 2010 بدمشق

براين آدامز في قصر الأمويين للمؤتمرات مساء 13 كانون الأول 2010 بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق