وينكسر الغياب.. مجموعة شعرية بقلم أحلام غانم

02 أيلول 2014

.

احتوت مجموعة «وينكسر الغياب» للشاعرة أحلام غانم عددا من القصائد التي تباينت معانيها وأخذت أكثر من منحى وفق التصورات التي التقطها خيال الشاعرة والتداعيات المختلفة التي عاشتها في تجربتها الشعرية المتنوعة وبأشكالها المتعددة.

تصور الشاعرة غانم عواطف الأنثى بأسلوب رقيق يمتزج بالشوق وبالجمال وبما أوجده الله في الطبيعة من مكونات بهية استطاعت أن تلملم صورها لتجعل ذلك الرابط الجميل بين الرجل والمرأة مع أنغام تفعيلات الكامل وإيقاع الخليل الذي ظل مرافقا لشفافيتها فتقول في قصيدة صهيل النور.

«وهتفت لي .. لا غيث يشبهني هوى من قبل للزهرات.. للأنثى .. ولحبل الوريد .. كلا ولا القنديل يرحم إن بدت عيناي تكتسبان ظلك.. ترسمان بما تجلى من صهيل النور».

وفي ألق عاطفي آخر تبدلت طرائق التعبير عن الحزن وحاولت أن تعبر عنه بدلالات وإيحاءات مزجت فيها ببوحها وألمها فاستعارت من السماء الطيور ومن الحدائق الورود وكونت تشكيلها الشعري كما جاء في قصيدة «حبق الغياب» حيث تقول.. «لم يبق في المشكاة خيل شارد .. وذبالة المعنى تنوس .. وخافقي.. طير تراخى .. ود لو يوما يبوح .. والورد يوشك أن ينوء بعطره .. عبثا أكابد غربتي بين الطيور».

وتحاول الشاعرة غانم أن تجدد الفرح وتكسر جدران الغياب التي اعتادت أن تؤرق عواطفها وتشعل أشجانها فأتت بموسيقا من تفعيلات المتقارب التي تتوافق مع التدفق العاطفي بأنواعه وتغيراته لتقول في قصيدة «وينكسر الغياب».. «لينهمر الماء بين يديك .. تراتيل بكرا .. وفجرا خجولا .. لينسى الضياء مواعيده .. وليقف شاهد السابحات دليلا».

وحين تكتب عن العشق تعمد إلى أسلوب نقي ورقيق تؤديه مع براءة الحقول وانسياب الماء دون أن تتخلى عن الموسيقا وعن الموضوع وعن تماسكه ليكون متوازنا كقولها في قصيدة «أجيئك خلف العبق».. «أجيئك فردا خجولا .. هجودا سلاما .. وأدخل مملكة العاشقين .. كما كنت أشدو .. وأنساب كالماء .. فوق زهور الحقول».

وتدخل الشاعرة غانم عالم الروح وخلجات النقاء لتعبر عن رؤيتها للشعر ولتعكس ما يجول بخاطرها حيث استخدمت حرف الروي «القاف» الذي تماسك وتلازم مع القافية ليكون في نصها انعكاسات إنسانية متعددة فتقول في قصيدة «إشراقات روحية».. «أنا هنا يا شعر في أضلع الـ.. ورقة أجري في ندى الزنبق كأنني شمس زوال بدت .. على ابتهالات السنا المشرق أحلم بالكوثر يروي المدى .. بقبلة من ثغره الشيق» وبذلك تعتبر المجموعة الشعرية التي نشرها اتحاد الكتاب العرب وتقع في 137 صفحة قد تناولت الأشكال الشعرية بأنواعها إضافة إلى بعض النصوص النثرية وبعض المواضيع الأخرى.

الجدير ذكره أن هذه المجموعة هي العمل الشعري السابع للشاعرة أحلام غانم وهي «قصائد جلنار ورقص على رماد الجسد وامرأة بكى في عينيها أوليس ومن الماء أنثى والوسط البعيد وتيم البنفسج” فضلا عن المجموعة الأخيرة “وينكسر الغياب” ورواية واحدة حملت اسم “في حضرة الرصاص».


محمد الخضر

سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق