مجموعة «منمنمات على كف دمشقية» قصائد توحدت بتراب الوطن

13 حزيران 2015

.

في المجموعة الشعرية «منمنمات على كف دمشقية» نسجت الشاعرة أشجان شعراني التكوين الفني لقصائدها بلغة شعرية تآلفت مع التعبير اللغوي في وحدات ترنيمية ملحنة وصوتية ضمن سياق إيقاعي اشبعت من خلالها عمق التوحد بتراب وطنها دون أن تبتعد عن انفعالاتها الأنثوية فتقول في قصيدة «شمس الشام».

شمس تذوب بضوئها الألوان .. وسنا يعم بدفئه وحنان وهوى يرفرف في العيون ومقلة .. سحرت وسحر صاخب فتان وجبين ورد والعطور تناثرت .. فيه فأجهش في العبير مكان.

ويظهر من خلال قصائد الشاعرة شعراني عفوية في الجمال والتناسق الموسيقي ومهارة في التلوين النغمي في الإيقاع كما جاءت ألفاظ القصائد متناسبة ذات سوية دلالية أفادت في إيصال المعاني المتأصلة في وجدانها والتي حاكت فيها آلام وآمال أبناء وطنها الذين أكلت نار الحقد أطفالهم فقالت في قصيدة «نبكي أوطاننا»..

لأطفال هد الغدر ضحكة وجههم.. فإن فاتهم قتل يجيء حصار متى يلجم الحقد الدفين وأرضنا .. لها في فضاء العابثين مدار.

وتضيئ ألف الإطلاق في رويها كل ما هو خفي في نفس الشاعرة ببطء الحركة الذي طبع أحاسيسها ومشاعرها المتناسقة مع المعنى الشعري عبر بناء لغوي سهل ومنبسط ليخلق تعبيرا يضفي على كلماتها حياة جديدة فتقول في قصيدة «عصيان»..

قلمي بعشقك أعلن العصيانا .. وأبى الهموم يصوغهن بيانا لما رأى الأحزان رهن أناملي .. نادى علام أسطر الخذلان يدري بأنك نبض قلب مولع .. مازال يرجو في الظلام أمانا.

وهندست الشاعرة البناء الفني لقصائدها بتمثيل متوائم مع التصوير السمعي لتشكل مشهدية شعرية تعكس المناخ النفسي الواسع والمنطلق لذات الشاعرة لتعبر بشفافية الكلمة والروح فتقول في قصيدة «وا أسفي»..

صحوت على غدر الزمان وليتني .. جنيت من الأقدار ما كنت أطلب صحوت وقد كان الرقاد مصاحبي .. فصبر جميل فإنما العمر يذهب علامك يا قلبي وما بك رد لي .. حياتي كما كانت فذاك أصوب.

وتتجلى مهارة توظيف الأداة الفنية الشعرية لدى شعراني بتفعيلات متوازنة مع الحراك الإيقاعي للفظة وتأطيرها للبنية الموضوعية التي أعطتها دلالة الرمز المتوافقة مع حرف الروي الراء في الرمزية الكلاسيكية وتشكيل الصورة الإيحائية المرمزة كما ظهر في قصيدة «غفوة القدر»..

قد نمت أطلبه في غفوة القدر .. بين الورود وفي عيني غفا قمري شفاهه ترسم الألوان زاهية .. تكاد ترمي فضاء العين بالدرر قد كان بي طيفه يحيا وأرمقه .. ولم يعد دون أطياف له بصري.

وتشدو الشاعرة بعفة لواعج القلب المتيم بظلال الهوى وآهات النوى الذي استباح أحلامها وقلبها بأنات الحنين والوحدة فتقول في قصيدة «عطره وأشواقي»..

أيها العطر يا صدى الآه عندي .. حين يشدو نحو الحنين ندائي حين يستعمر القلوب حنين .. يمتطيها لهمهمات الشتاء.

بين الشعرية الغنائية كما في قصيدة «الأمورة» والغزل العفيف العابق بحس شعوري دافئ مع تراكيب تصويرية جسدت تداعيات البوح النفسي المتصاعد في أحداث عايشتها الشاعرة ومحاكاة تفاعلية مع الخطوب التي اجتاحت وطنها قدمت مادة فنية شعرية متماسكة البنيان الفني والموضوعي كقولها..

في بحر قلبي تستفيق عروسة .. ولها بلؤلؤ قاعه ممهورة بجمالها فينيق شام طاولت .. وأقل ما في كلها أسطورة.

يذكر أن الكتاب من منشورات دار الينابيع يقع في 104 صفحات من القطع المتوسط اقتصرت على شعر الشطرين حيث ابحرت الشاعرة في زورقها عبر بحور الخليل ملتزمة بقواعد الشعر الأصيل والموسيقا الخليلية.


محمد خالد الخضر

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق