الشاعرة صفية قنص.. فيض أشعار للوطن وحماة الديار

23 كانون الأول 2014

.

نزحت عن قريتها الجميلة زعورة في الجولان السوري المحتل وهي في ريعان شبابها لكنها حملت معها ذكريات فاضت في ثناياها دموع الالم والحزن على فراق من تركتهم ومن تشتت اهلها لتغرف الشاعرة صفية قنص بسنواتها الثماني والستين قصيدتها من الضمير الشعبي المحلي بكل صدق وعفوية.

في كلماتها تفيض نفحات الانتماء للأرض السورية حيث حملت الشاعرة الشعبية قنص بكل وجدانها مفردات الحياة ببساطة وصدق لتخطها اشعارا شعبية تأخذ بالألباب وهي التي لم يتسن لها ارتياد مدارس ولا جامعات لكن تجربة النزوح جعلت منها مبدعة في قلب المعاناة فقهرت امية القراءة بإرادة وصمود.

وتقول الشاعرة قنص لنشرة سانا الثقافية إن صورة قريتها لا تفارق مخيلتها حيث قضت فيها طفولتها وشبابها حتى عام النزوح خلال نكسة حزيران 1967وانها تأثرت بجمال قريتها وغيرها كالغجر وعين فيت الجارتين المطلتين على جبل الشيخ الشامخ ففي اشعارها لم تنس تجمعات الصبايا على عين الماء و مواسم القطاف و جني المحاصيل و ايام الحصاد.

اما اول قصيدة كتبتها فكانت بعد النزوح من قريتها في حزيران عام 1967 و بعد لقائها بأقربائها والناجين من أهل قريتها على أرض الشام لتصف لحظة قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لقريتها والقرى المجاورة ولحظة وداع شقيقتها وهي تعيش خوف ألا تراها بعد هذه اللحظات المريرة فقالت .. «بكت عيني على فراقك يا ضيعة .. غريب و في غربتي عيروني كلما شوفهن بالدرب مرة .. يقولو نازحة و ما يعذروني بكيت و هلت دموعي بغزارة .. بعد ما أهل حيي فارقوني تذكرت الطفولة و الشباب .. و صبايا الحي كانوا يرافقوني».

أما في قصيدتها بعنوان/ يا زعورة/ فتتغنى الشاعرة بجمال الضيعة وايامها الهنية قبيل الاحتلال وفيها تقول.. «يا ضيعة يا محلى هواكي .. بجنة عدن ما برضى بلاكي ..يا ريتني كون طيرة في سماكي و أتنقل ع غصن الزيزفوني .. يا ريتني كون بين ربوع أهلي .. رويدا أتنقل و أمشي ع مهلي».

كما انبرت الشاعرة قنص للتعبير في اشعارها عن حالات انسانية كعلاقة الرجل بالمرأة ووصيتها لكل فتاة مقبلة على الزواج حيث تتفنن في اتقان القصيدة لتختار ذاكرتها وابداعها اروع الكلمات وأصدقها وتتوالى القصائد وأساليب التعبير باللغة المحكية و أحيانا باللغة الفصيحة لتعبر عما يجوش في خاطرها.

وفي قصائدها نجد التغزل بأبناء الوطن من حماة الديار وتأثرها بحرب تشرين التحريرية ونقدها اللاذع لمن اختاروا درب العمالة بعد الدماء التي قدمها جنودنا البواسل على ثرى الجولان وسيناء ثم كتبت عن انتصارات المقاومة في فلسطين و لبنان و حاليا عن الموءامرة على سورية.

ولم تصمت قنص عما شهدته حمص خلال سني الازمة وانما تكتب ما تشعر به ومن حولها وفي احدى قصائدها تخاطب العقيد البطل الشهيد الطيار ثابت اسماعيل الذي أسقطت طائرته بسلاح تركي غادر في منطقة كسب حيث قالت .. «خيي يا طيار قلبي شعل بنار .. كنك رايح عالجولان شفلي هاك الدار شفلي المنازل و الدور و كل شجرة عليها شحرور .. و انزل حيي ترابها و جبلي منها خبار».

ومن احدث قصائدها التي كتبتها خلال الازمة قصيدة تصف فيها أصحاب المشروع الصهيوأمريكي وكيف ارتدوا خاسئين أمام جيشنا الباسل والحنين والتوق الدائم للوطن كما في أغلب قصائدها.

«سلاما أيها الوطن .. و نيرانا لأعداك حماك الرب من غل .. و عين الله ترعاك من النفاس في العقد .. وقد غاصوا بمسراك جنود الشرذمة الكبرى .. يليهم كل فتاك».

وفي قصيدة اخرى بعنوان /زمن الشغب/ كتبتها قنص من وحي الازمة وما آلت إليه حال الناس من قساوة القلب وحب المال والدنيا وكتبت قصيدة تصف حنينها لمسقط رأسها وعن حدسها الذي ينبئها بالعودة اليه تقول .. «جولان يا جولان حان الملتقى ..ونيران جوا القلب شعلاني عندك شباب أسود شعلة نار ..عند الوغى للموت هوياني اسمك الغالي عالقلب مطبوع .. و صورتك للروح فتاني».

هذا غيض من فيض لأشعار امرأة سورية جولانية القلب و اللسان و العقل ووطنية الاحساس والانتماء عاشت النزوح في صباها وتعيش اليوم مرارة تهجير ابناء الوطن داخله و خارجه يحدوها الامل بالانتصار الموءزر وبعودة كل شبر من ارضنا المحتلة إلى حضن الأم سورية.

تمام الحسن- حنان سويد


اكتشف سورية

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق