الشاعرة أسيل الأزعط: كل شعر لا يستبد بمجامع القلوب لن تذكره الأجيال

13 آب 2014

.

تعتبر نفسها من ورثة الشعر العمودي الذي تغنى به الشعراء العرب منذ مئات السنين ولأن الشاعرة أسيل الأزعط ابنة دمشق الفيحاء فهي ورثت إلى جانب ذلك التعلق الشديد بالعروبة وحب الوطن الذي اتسم به كل شعراء الشام.

وفي حديث مع سانا قالت الشاعرة أسيل إن نظام الشطرين في الشعر العربي هو النظام الذي كان سائداً وما زال منذ أكثر من خمسة عشر قرناً والذي سار عليه الشعراء منذ العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا.

وأضافت أن الشعر العمودي هو الذي تعلمناه في مراحل دراستنا كلها لذلك فقد ثبت في الذاكرة وارتاحت إليه نفسي لأنه منغم بالإيقاع والموسيقا الداخلية والخارجية وأقصد بالخارجية القافية والروي.

وتابعت قائلة لا يعرف أساتذتنا الذين علمونا حب اللغة العربية وعشق معانيها العميقة الغنية غير هذا النوع من الشعر ولذلك فقد أحببته وتمسكت به وسرت على نهجه شأن شعراء المهجر الذين تمسكوا بالأصالة رغم الحياة العصرية التي لم يألفوها من قبل والتي كانت غريبة كل الغرابة عن حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم التي نشؤوا عليها أمثال جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي والشاعر القروي رشيد سليم الخوري وفوزي ورياض وشفيق المعلوف وإلياس فرحات ورشيد أيوب وجورج صيدح ونسيب عريضة.

وعما إذا كان شعر الشطرين قادرا على استيعاب المرحلة أجابت الأزعط: كيف لا يكون قادراً على استيعاب المرحلة التي نعيشها وهو الذي استوعب كل المستجدات التي طرأت على أمتنا وكل الأحداث الجسام التي ألمت بهذه الأمة على مر التاريخ مثل شعر الشاعر الفلسطيني الكبير عبد الكريم الكرمي أبو سلمى وإبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود إضافة إلى شعراء الأرض المحتلة وشعراء المهجر كما استوعب المخترعات الحديثة ومثال على ذلك أشعار الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي وأحمد شوقي والأخوين معلوف وتطرق الشعر العمودي إلى القضايا الاجتماعية ونجد ذلك في شعر شاعر النيل حافظ إبراهيم.

واعتبرت الشاعرة أن نظام الشطرين قادر على استيعاب أي حالة طارئة سواء كانت سياسية أو علمية أو اجتماعية وإذا أردنا أن نسمي أنواع الكتابة الأخرى شعراً فيمكننا أن نسميها الشعر الحر أو الشعر المرسل والأفضل أن يسمى شعر التفعيلة فيما إذا التزم أصحابها بالتفعيلة فعلاً.

وعن تأثرها بشعر أو شعراء معينين قالت الأزعط: «إنني تأثرت بأمراء الشعر العربي في العصر العباسي كالمتنبي وأبي فراس الحمداني في رومياته كما تأثرت بأبي تمام صاحب مذهب البديع والصنعة الشعرية الجميلة وبالبحتري إمام مذهب الطبع والذي اشتهر بلقب صناجة العرب وبالشعراء الأندلسيين أمثال ابن زيدون وابن خفاجة والمعتمد بن عباد».

ومن العصر الحديث تأثرت الشاعرة أسيل بأصحاب مدرسة الإحياء الشعري في العصر الحديث وعلى رأسهم محمود سامي البارودي وتلميذه أمير الشعراء شوقي وقرينه حافظ إبراهيم وغيرهم إضافة إلى شعراء الشام وعلى رأسهم بدوي الجبل محمد سليمان الأحمد وأخوه أحمد سليمان الأحمد والشاعر الرائع عمر أبو ريشة وسليمان العيسى فضلاً عن أنور العطار ومحمد البزم وشفيق جبري والشاعر الذي لا ينسى نزار قباني، فضلاً عن شعراء المهجر جميعاً».

وتابعت: «قرأت لبعض الشعراء الذين التزموا شعر التفعيلة والذين استطاعوا أن يفرضوا وجودهم على الساحة الأدبية عندما أتوا بالعبارة المشرقة ذات المدلول الواسع والعميق والصور البيانية الواضحة والمعبرة عن مضمون هذا الشعر أمثال بدر شاكر السياب من العراق ونديم محمد من سورية وأحمد عبد المعطي حجازي من مصر».

وتابعت: «أما الذين يلجؤون إلى الأسطورة فيتخذون منها قصيدة لهم أو الذين يغرقون في الإبهام والرمزية المفرطة مدعين أنها حداثة وأنهم فوق مستوى السامع والمتلقي فهذا ليس من الشعر في شيء وليس من الحداثة في شيء بحسب الازعط لأن الأدب هو مرآة الشعوب وذاكرتها وينبغي أن يفهمه المجتمع على اختلاف شرائحه وطبقاته وليس من المفروض أن يسأل الشاعر عن معاني كلماته والمقصود منها».

وعن رأيها كشاعرة بالساحة الثقافية بشكل عام والشعر بشكل خاص أشارت الأزعط إلى أن ساحتنا الثقافية لا تخلو من كتاب يمتلكون حساً أدبياً وثقافة منوعة لا بأس بها وهم على قلتهم يشكلون حيزاً يمكن الاعتماد عليه في إغناء المكتبة العربية كما أن هناك عدداً من الشعراء نهلوا من التراث العربي الأصيل ما جعلهم يفرضون وجودهم على الساحة الشعرية ولكنهم قلة في خضم تيارات الحداثة المزعومة التي تحارب الأصالة بلا هوادة لأنها تكشف زيفهم وبأنهم يفتقرون لأبسط مقومات الشعر.

وبينت أن كل شعر لا يستبد بمجامع القلوب ولا يستحوذ على الوجدان ولا يرتقي بالمشاعر والأحاسيس فلن تذكره الأجيال وسيكون مهملاً لا يقرؤه أحد ولا يذكر في المحافل ولا يدور على ألسنة الناس لأنه لا يعبر عن رغباتهم وطموحاتهم متمنية أن تعود للشعر جاذبيته وتأثيره الذي كنا نلمسه في طفولتنا وأيام دراستنا الأولى.

وعن رايها بالدراما السورية قالت الأزعط: «لقد استطاعت الدراما السورية أن تحتل موقعاً متقدماً عربيا وذلك عندما عالجت كثيراً من القضايا الإنسانية والتاريخية والواقعية حتى انها تفوقت في بعض الأحيان على الدراما المصرية العريقة».

وتتلخص المآخذ على هذه الدراما بحسب ما أوضحته في كونها تقع في كثير من المطبات التي تفقدها بريقها ونجاحها وذلك عندما تكرر نفسها مثل مسلسل باب الحارة الذي لا تنتهي أجزاؤه ويفتقد إلى المصداقية في عرض المفاهيم والقيم التي كانت سائدة في المجتمع الدمشقي لأن المصداقية هي علة رئيسية في كثير من المسلسلات السورية وعلى سبيل المثال أراد المخرج في الأجزاء الأخيرة من هذا المسلسل أن يتحدث عن ظاهرة تعدد الزوجات وذلك لم يكن سائداً بالمجتمع الدمشقي.


محمد الخضر-شذى حمود

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق