مهرجان شعري في حفل توقيع ديوان الشاعر عدنان مردم بك في ذكراه المئوية

11 كانون الأول 2014

.

بمناسبة إصدار ديوان الشاعر عدنان خليل مردم بك في ذكراه المئوية أقيم صباح اليوم مهرجان شعري بعنوان «الشعر والشباب» تضمن مشاركات شعرية لعدد من الشعراء الشباب إضافة إلى معرض كتاب خاص بكتب الشعر الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب وتوقيع ديوان الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر عدنان مردم بك وذلك في دار الشاعر مردم بك للآداب والفنون.

وقال وزير الثقافة عصام خليل في كلمته ..«نحاول معا تفسير ما قاله صاحب النشيد الوطني العربي السوري "وروح الأضاحي رقيب عتيد" .. مضيفا أن كل ما أنجزته سورية بدمائها وعقلها وفكرها ووعيها وبأوجاع نسائها وأحلام رجالها هو أمانة في أعناقنا يجب أن نصونها لان هناك من يراقب الأحفاد ان كانوا على مستوى الأمانة أم لا كما أثنى على النصوص الشعرية التي ألقيت معتبرا أنها تبشر بمستقبل أدبي لما تضمنته من إمكانات لغوية وأدبية».

أما مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور الشاعر جهاد بكفلوني فتحدث عن مناقب الشاعر خليل مردم بك والد عدنان مردم بك ومدى انتمائه الوطني وثقافته الواعية والشاملة كما سلط الضوء على أهمية شخصية الشاعر عدنان مردم بك الأدبية المحتفى بها موضحا أن الهيئة العامة للكتاب طبعت ما توفر لديها من أشعاره في ديوان كامل.

والقى بكفلوني قصيدة شعرية بمناسبة توقيع ديوان الشاعر الراحل عدنان مردم بك بعنوان «الشعر إشعاع الحضارة» جاءت من البحر الكامل حيث انتقى لها حرف الجيم رويا مميزا يصعب التعامل معه الا في حال توافر الموهبة الحسنة ليوضح من خلال البنية التركيبية لنصه ضرورة الاهتمام بالشعراء بصفتهم سفراء أهلهم وناسهم عبر التاريخ فقال.. «عبق من الذكرى يقطر نفحه .. ليرشه الفجر الأسيل بنفسجا نادى حنيني فاستجابت لهفتي .. ما أجمل الليل المضيء اذا سجا الشعر إشعاع الحضارة ما خبا .. ما دمت خدا بالخيال مضرجا.

أما الشاعر الشاب محمد طلال اللبني فقرأ قصيدة بعنوان «مخاض الألم» عبر فيها عما يجول في خاطره من خلال تجاربه الذاتية في الأزمة التي تمر بها سورية والتي يمكن اسقاطها على ألم كثير من الشباب من أبناء جيله فكان يشعر بالحزن والهجران وهو بين ناسه فقال.. «في هدأة الليل العقيم بوصلنا .. تتمخض الأبيات عن أحزاني وتخيط جرحا صاغه هجر التي .. أفنى الجوى في وجدها أجفاني»، ورأى الشاعر الشاب حسام رحال في قصيدته التي جاءت تحت عنوان «للقدس» أن القدس ساكنة في أعماقه وأعماق كل الشباب وهي صوت الحنين الذي يوءرق الجميع وينادي العرب حتى التحرير حيث قال .. «للقدس صوت عابق في داخلي .. وكأنه صفر الرياح في غابة مهجورة او انه نوح الحمام .. صوت حنيني يعذبني ويؤرقني .. إذا حل الظلام».

في حين كانت قصيدة دمشق للشاعر الشاب أحمد بلاش تعبر عن أهمية مدينة دمشق وانها قلب العروبة وهي الرابط العريق بين البلدان العربية فقال .. «قلب العروبة والفيحاء تأويلي .. أنا الأصيلة لا داع لتأصيلي أنا الشآم أغني مجد قرطبة .. وقلعة الحب من بغداد للنيل وياسمين على الشرفات عنواني .. فأنثر على أيا مشتاق تكليلي».

ورافق الفعالية توقيع ديوان الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر عدنان مردم بك الذي ضم الدواوين المطبوعة في حياته وهي نجوى وصفحة ذكرى وعبير من دمشق ونفحات شامية مضافا إليها ديوانه االمخطوط عالم الليل.

كم افتتح معرض كتاب خاص بكتب الشعر الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب تضمن عددا من الاشكال الشعرية لشعراء سوريين كتبوا في النثر والتفعيلة والشطرين بمواضيع مختلفة إضافة إلى دراسات نقدية تناولت جوانب من الشعر السوري.

كما احتوى المعرض تراجم لبعض الشعراء السوريين وكتبا تضمنت ندوات تم فيها تكريم عدد من الشعراء.

وقال وضاح مردم بك ابن الشاعر عدنان مردم بك في تصريح لـ سانا الثقافية إن انتقاءنا لشعراء اليوم كان دقيقا فحرصنا على نموذجات شعرية شابة تمتلك موهبة وثقافة ولغة ولاسيما أننا لمسنا في الآونة الاخيرة التعاون المجدي من الهيئة العامة للكتاب في كثير من الفعاليات الثقافية التي نقيمها في دار الشاعر عدنان مردم بك وكان أهمها طباعة اشعاره الكاملة.

يشار إلى أن الشاعر عدنان مردم بك من مواليد عام 1914 وهو ابن العلامة شاعر الشام خليل مردم بك واسهمت نشأته في دار تزخر بالكتب في تفتح موهبته الشعرية باكرا إذا بدأ ينشر قصائده الشعرية في صحف دمشق وهو دون الخامسة عشرة من عمره تحت اسم فتى النيربين استلم العديد من المناصب كان قاضيا للتحقيق ثم قاضيا في محكمة البداية ثم قاضيا في محكمة النقض.

وتميزت المرحلة الأخيرة من حياته بتدفق عطاءاته الابداعية في تأليف المسرحية الشعرية ونظم القصائد وجمع آثار والده الادبية ومن ثم تحقيقها وطبعها وفي اوائل الثمانينيات اصبح عضوا في اتحاد الكتاب العرب وعضوا في رابطة الأدب الحديث.

أما دار الشاعر عدنان مردم بك للآداب والفنون كانت محجا لرجال الفكر والأدب من سائر البلدان العربية والأوروبية وما من أديب مرموق أو مستشرق كبير إلا وزار الدار امثال أمير الشعراء أحمد شوقي غداة زيارته دمشق سنة 1924 والشاعران العراقيان الكبيران الزهاوي والرصافي والشعراء خليل مطران وبشارة الخوري وإيليا أبو ماضي وغيرهم الكثير.

وكانت الدار مسرحا لحوادث تاريخية وسياسية وادبية مهمة فقد عقد فيها أول ندوة سياسية تقام في مدينة دمشق عام 1913حيث اقرت الندوة وجوب جمع شمل العرب والمطالبة بحقوقهم كاملة لها كيانها التاريخي والواقعي كما انبثق من دوحة هذه الدار النشيد الوطني العربي السوري حماة الديار إضافة إلى الرابطة الأدبية ومجلة الثقافة الدمشقية التي كان من أعضائها جميل صليبا وكامل عيد وكاظم الداغستاني.


محمد الخضر- شذى حمود

سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

حفل توقيع ديوان الشاعر عدنان مردم بك في ذكراه المئوية

حفل توقيع ديوان الشاعر عدنان مردم بك في ذكراه المئوية

حفل توقيع ديوان الشاعر عدنان مردم بك في ذكراه المئوية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق