أحلام غانم: الوزن والقافية حدان للشعر لا يمكن تجاوزهما

25 حزيران 2013

.

تتميز الشاعرة أحلام غانم بحضور العاطفة التي تطغى دائما على أسلوبها ما يجعل قصيدتها تتدفق بالصدق والعفوية وتحمل كثيرا من المشاعر الإنسانية التي تخص كل فئات المجتمع من فرح وحزن إضافة إلى حبها للوطن وحضوره في معظم قصائدها وكتاباتها.

وترى صاحبة المجموعة الشعرية تيم البنفسج أن الشعر هو الفطرة التعبيرية الأولى والقوة الغامضة التي لا يمكن لأي معيار بشري أن يقبض على معيارها لأن ومضها حارق.

والشعر بالنسبة لغانم هو فعل قيمة وتأسيس للجمال والقصيدة الشعرية عندها لا تكتسب صفتها الشعرية من الشكل الإناء بل من درجة شعريتها لأنها هي وعاء للشعر.

ويستند الشعر بحسب صاحبة المجموعة الشعرية "الوسط البعيد" على ثلاثة أركان هي الوزن واللفظ والموهبة فالوزن هو العلم بالبحور وإتقانها وتوظيفها في خدمة المعاني واللفظ هو العلم بالعربية ألفاظها ومعانيها ودقائقها ونحوها وصرفها أما الموهبة فتحتاج الى صقل ياتي عن طريق التمرس والممارسة.

وتعلل غانم في حوار مع سانا سبب اختيارها كتابة الشعر الموزون قائلة: أنا عربية اللسان والموسيقا جزء من كينونتي وتاريخ بداوتي .. لذلك أجد نفسي ابنة شرعية لأبوين هما الطبيعة والتاريخ والعرب أجمعوا على قداسة الوزن والقافية واعتبروهما حدين من حدود الشعر لا يمكن تجاوزهما وإن صار إلى تجاوزهما أو تجاوز أحدهما بطل الكلام أن يكون شعراً إذ أصبح قولاً ذا معنى فقط.

وتضيف رأيت ما رآه قول الجاحظ إن الوزن هو السر المعجز في الأدب العربي وذهبت حيث ذهب الفارابي إلى أن الشعر يبطل أن يكون شعراً إذا خلا من الوزن فبعد كل هذا كيف لي أن أنظم الشعر بعيدا عن الوزن والشعرية بنت هذا اللسان الناطق بالضاد.

ولا تؤمن غانم بقطع الحبل السري بين الماضي والحاضر فقطع الحبل يعني توقف الإمدادات الحيوية للمتشكل وتؤكد أنها رغم التزامها منذ سنوات كتابة الشعر على الطريقة العامودية إلا أن هذه الظاهرة لا تكتسب صفة الإطلاق فما زالت تكتب بين الحين والحين شعرا تفعيليا مثل قصيدة مطولة عنوانها "سوريا.. بنت الشمس" كتبتها عام 2009 في ديوانها "الوسط البعيد" ونشرت عبر شبكة الانترنت وبعض الصحف.

والقصيدة العمودية كانت ولا تزال كما ترى الشاعرة غانم قادرة على مسايرة الروح الأدبية العربية في مختلف الأعصار والأمصار فقد استطاعت أن تستوعب كل هذه الآلام التي ألمت بالأمة العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص وأفلحت في استشراف روح المستقبل وهذه هي مهمة الشعر.

وتتهم الشاعرة الذين يرمون الشعر العامودي العربي بالجمود والعجز الفني عن مسايرة العصر بالوقوع في بئر المتاهة الشعرية بسبب نظرتهم الجزئية إلى خصائص القصيدة العامودية وما يجوز للشاعر لا يمكن أن يجوز للناثر.

وتصر صاحبة مجموعة "امرأة بكى في عينيها أوليس" على أن اللعب على الأوتار الإبداعية لا يرتبط بالشكل البنائي عمود أو تفعيلة أو نثر فللقصيدة كما للمرأة حليها وجمالها وعطرها في لغتها وصورها وبلاغتها التي تزين جسدها وتصنع جمالها ونضارتها وألقها بمعنى كما يفهمه أهل الحداثة.

واللغة بحسب الشاعرة هي الرحم الاول لنشأة المعيار البنيوي والبنيوية تعول على صياغة المعنى وهو تعويل عرفته العرب منذ ابن المقفع الذي شبه المعنى بالذهب والأسلوب بالصياغة وقد تبنى الجاحظ رأي ابن المقفع فيما بعد وبلور استناداً إليه نظرية النظم ثم جاء عبد القاهر الجرجاني وقعد نظرية النظم وعززها بالشواهد.

وتؤمن الشاعرة بأن الشاعر لا يحتاج إلى مشجعين أو مشجعات بقدر ما يحتاج إلى مجاهدة للصعود ومقاومة الجاذبية الكامنة في طبيعة الأرض والأشياء المادية المترامية عليها.

ولم تتأثر غانم بمدرسةٍ معينة على الشاعر أو الكاتب أن يتبعها أو يميل إليها وحدها وترى في ذلك تحديدا مؤطرا للإبداع الشعري الذي هو مع الحرية الإبداعية.

وتؤكد غانم أن الشعر في حالة حضور وغياب والعلاقة بين الأجناس الأدبية تكاملية وليست تصادمية إذ يتم الإفصاح بتمام التشكيل ويجتمع الجمال بالقداسة فيكتمل البهاء حين تصير الكلمة في الكتابة الشعرية معبدا فالجمهور العربي جمهور شعر بالدرجة الأولى يتفاعل مع القصيدة الجميلة والكلمة المؤثرة وهذا موجود في الشعر والرواية والقصة غير انها في الشعر أقوى وأجمل فما تقوله الرواية في مئة صفحة تقوله القصيدة في مقطع شعري مكثف.

يذكر أن الشاعرة غانم من مواليد طرطوس لها ست مجموعات شعرية: قصائد لجلنار البحر: رقص على رماد الجسد ، امرأة بكى في عينيها أوليس، ومن الماء أنثى، الوسط البعيد، تيم البنفسج بالإضافة إلى أنها نشرت الكثير من المقالات في الدوريات اليومية والعشرات من الدراسات والمقاربات الأدبية ورواية ستحتفي خلال أيام بتوقيعها تحمل عنوان "في حضرة الرصاص".


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق