قمم سورية في التراث العالمي: محاضرة للدكتور علي القيم في ثقافي أبو رمانة

12 كانون الثاني 2012

تراثنا الثقافي والطبيعي مصدران للحياة والإلهام

أقيمت في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة، محاضرة بعنوان «قمم سورية في التراث العالمي»، وذلك يوم الإثنين 9 كانون الثاني 2012، قدمها الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة، وذلك بحضور السيد هشام تقي مدير الثقافة بدمشق، والسيدة إلهام سليمان مديرة المركز الثقافي، وعدد من الأدباء والباحثين والصحفيين ومن رواد المركز.

في هذه المحاضرة يحدثنا الدكتور علي القيم عن هذا التراث والميراث المشترك قائلاً: «إن تراثنا الثقافي والطبيعي مصدران للحياة والإلهام لا غنى عنهما، فكلاهما يشكّلُ معياراً نستند إليه ونهتدي به، وإن مواقع التراث العالمي هي ملك لشعوب العالم كافة بغض النظر عن الأراضي التي تحتضنها، وإن الاتفاقية الخاصة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي التي اعتمدت في عام 1972 كانت بهدف الحفاظ على التوازن والتفاعل الحيوي بين الإنسان والطبيعة، إضافة إلى الحفاظ على المناظر والمواقع الطبيعية والريفية والحضارية وترميمها طبيعية كانت أو من صنع الإنسان، شريطة أن تتحلى بأهمية جمالية أو ثقافية أو تشكل إطاراً طبيعياً و نموذجياً».

وأشار الدكتور القيم إلى أن اجتماع الدورة الثامنة عشر للجمعية العامة للدول الأطراف في الاتفاقية الخاصة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي الذي عقد بين السابع والتاسع من تشرين الثاني 2011 في باريس مقر اليونيسكو، حيث قال: «لقد كان لي شرف تمثيل سورية في جلسات وفعاليات هذا الاجتماع المهم الذي يساهم في صون هذا الإرث الإنساني الهام، وإن البلدان التي وقعت على اتفاقية التراث العالمي، وتعهدت بحماية تراثها الطبيعي والثقافي هي وحدها التي يمكن أن تقدم اقتراح ترشيح مواقع أو ممتلكات ثقافية على أراضيها بغية إدراجها على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي»، موضحاً أنه لا يمكن للجنة التراث العالمي أن تنظر في إدراج موقع في قائمة التراث العالمي ما لم يدرج مسبقاً في القائمة الإرشادية للبلد الآخر.

وأكد الدكتور القيم أن هناك عشرة معايير للترشيح تنقسم إلى ستة معايير ثقافية، وأربعة معايير طبيعية، تتجسد في أن يمثل الموقع إحدى روائع عبقرية الإبداع البشري، وأن تتجلى فيه تأثيرات قوية متبادلة في مجال القيم الإنسانية، وأن يكون شاهداً فريداً على تقليد ثقافي أو على حضارة لا تزال قائمة أو انتهت، كما تتضمن المعايير أن يقدم الموقع نموذجاً بارزاً لمستوطنة بشرية تقليدية أو لأسلوب تقليدي لاستخدام الأراضي يمثل ثقافة معينة أو تفاعلاً بين الإنسان والبيئة، وأن يرتبط مباشرة بأحداث أو تقاليد حية أو بمعتقدات ومصنفات أدبية وفنية ذات أهمية عالمية بارزة.

ويتابع الدكتور القيم حديثه عن المعايير الطبيعية قائلاً: «أنها تتمثل في ظواهر طبيعية منقطعة النظير أو أن يضم الموقع مناطق ذات جمال طبيعي استثنائي، وأهمية جمالية فائقة إضافة إلى تقديمه أمثلة فريدة لمختلف مراحل تاريخ الأرض ولعمليات ايكولوجية وبيولوجية مستمرة ومؤثرة في تطور ونمو النظم البيئية للأرض، وأن يشتمل على أهم العوامل الطبيعية وأكثرها دلالة لصون التنوع في الموقع».

ويشير الدكتور علي القيم إلى اتخاذ التدابير الملموسة من أجل حماية المواقع المهددة والحفاظ على الأنواع المعرضة للخطر، وتحسين قدرة هذه المواقع في المحافظة على مواردها وطبيعتها وحالتها التي تتمثل في تعزيز قدرة المسؤولين عن المواقع على إدارة السياحة المستدامة، إضافةً إلى تدريب السكان المحليين على الأنشطة المرتبطة بهذه السياحة لتمكينهم من المشاركة فيها والاستفادة من منافعها، كما تتضمن هذه التدابير المساعدة على ترويج المنتجات المحلية على الصعيد المحلي والدولي وتوليد الإحساس بالفخر والاعتزاز عن طريق حملات إعلامية عن الحماية وتبادل الخبرات والمهارات المستخلصة من المواقع والمناطق العالمية، إضافة إلى العمل المستمر على التوصل إلى فهم أفضل لضرورة حماية التراث العالمي وقيمه وسياساته».

ويختم الدكتور علي القيم محاضرته بذكر أهمية المناطق الحضارية باعتبارها محركات للنمو ومراكز للتجديد والابتكارات من خلال توفيرها إمكانيات للعمل والتعليم وتلبيتها لاحتياجات الناس ومطامحهم المتطورة، مبيناً أن توسع هذه المراكز توسعاً سريعاً ومن دون رقابة يسفر عن التفتت الاجتماعي والعمراني والتدهور الشديد في البيئة الحضارية والمناطق الريفية بها بسبب الكثافة المفرطة في المباني النمطية وضياع المساحات والسمات العامة، والفقر والعزلة الاجتماعية، وهذا يتطلب أدوات جديدة لمعالجة هذا الحال في إطار التنمية المستدامة واحتياجات أجيال الحاضر والمستقبل والتراث.

جدير بالذكر أن اليونسكو سجلت سبعة مواقع تعتبر من أهم المواقع التراثية في سورية، منها مدينة دمشق القديمة، مدينة حلب القديمة، مدينة تدمر الأثرية، وقلعتي الحصن وصلاح الدين، وقلعة سمعان، وهناك قوائم بترشيحات لمواقع جديدة يجري العمل لتقديمها في السنوات الخمسة القادمة وهي: أوغاريت، إبلا، عين دارا، ماري، وعمريت، وغيرها من الأماكن التراثية والحضارية الجميلة.


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق