محاضرة للباحث «إدريس مراد» عن ماهية الأوركسترا وأصولها اللغوية

11 تشرين الثاني 2013

.

استعرض الباحث الموسيقي إدريس مراد تاريخ الأوركسترا مبيناً أصولها اللغوية واستقلالها عن الدراما لتنتقل من كونها المسافة الفاصلة بين الجمهور والمسرح حسب الأصل اليوناني للكلمة إلى المكان المخصص للفرقة الموسيقية المرافقة لفنون المسرح إلى أن باتت الأوركسترا هي الكلمة التي تطلق على الفرقة الموسيقية ذاتها التي تعزف الموسيقا الآلية الصرفة إلى جانب العزف مع الكورال.

وقال مراد في محاضرته التي ألقاها في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بعنوان ماهية الأوركسترا، تتكون الأوركسترا من المايسترو إلى جانب مجموعة من العازفين الأولين وبقية العازفين على الآلات الموسيقية الأخرى مبيناً أن قائد الأوركسترا المايسترو هو حجر الأساس في أي فرقة أوركسترالية حيث توكل إليه أصعب الأدوار كتوجيه الموسيقيين وتوزيع أدوار العزف ليخرج العمل الموسيقي بشكل جيد وبأمانة حسب صياغة المؤلف مع وضع لمسات خاصة بالمايسترو حيث أن لكل قائد أسلوبه الخاص في القيادة.

وأضاف الباحث الموسيقي السوري أن العازف الأول هو أميز العازفين وأمهرهم في الأوركسترا ويأتي بعد قائد الأوركسترا أهمية حيث يجلس في مقدمة عازفي الكمان الأول على يسار القائد وله عدة مهمات منها كتابة الأقواس للوتريات وتحضير الأوركسترا وضبط دوزان الآلات قبل دخول القائد إلى الصالة وبدء الحفلة.

واستعرض مراد تصنيف الآلات الموسيقية في الأوركسترا ابتداء من المجموعة الوترية إلى الإيقاعية ثم مجموعة النفخ النحاسية والنفخ الخشبي مبيناً الآلات التي تنتمي إلى كل مجموعة وتاريخها وأهم خصائصها.

وأشار الباحث السوري إلى أن الأوركسترا دخلت إلى سورية على يد الموسيقي الكبير صلحي الوادي الذي قاد أول حفلة قدمها عند مجيئه إلى سورية في صيف عام 1957 قائلاً استطاع الوادي تأليف فرقة سيمفونية صغيرة جمع أفرادها من معهد أصدقاء الفنون ومن فرقتي الجيش والدرك الموسيقيتين وعكف على تمرينها بدأب ثم قدم أول حفلة موسيقية سيمفونية بأوركسترا صغيرة في قبو فندق أمية الجديد بحضور جمهور كبير وقدم من خلالها العديد من المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية لكبار المؤلفين الموسيقيين العالميين أمثال بيتهوفن وشتراوس وشوبرت.

وأضاف مراد إنه بعد تأسيس المعهد العربي للموسيقا معهد صلحي الوادي حالياً، أثمرت جهود صلحي الوادي بعد سبع سنوات من العمل الدؤوب بتكوين أول فرقة لموسيقا الحجرة من طلبة المعهد قادها بنفسه عام 1967 على مسرح الحمراء قبل أن يترك قيادته لها لأحد طلابه الموهوبين وبعمله هذا وضع حجر الأساس للفرقة السيمفونية التي يطمح للوصول إليها.

وقال صاحب كتاب من عالم الموسيقا.. إن الأوركسترا دخلت فعلياً إلى سورية بعد تأسيس المعهد العالي للموسيقا بدمشق عام 1990م حيث أسندت إدارة المعهد للأستاذ صلحي الوادي وفي عام 1992 تم إحداث الفرقة السيمفونية الوطنية السورية التي قدمت باكورة حفلاتها في الخامس عشر من شهر كانون الثاني عام 1993 على مسرح قصر المؤتمرات.

وأضاف يقود الأوركسترا السورية حالياً المايسترو السوري ميساك باغبودريان منذ عام 2003 الذي ينتمي إلى الجيل الثاني في الموسيقا السورية الأكاديمية وله الفضل في استمرارية الأوركسترا في سورية وهو أول من اختص بقيادة الأوركسترا حيث درسها في إيطاليا لمدة خمس سنوات.

يذكر أن مراد يعمل في حقل الصحافة منذ 2001 وتخصص منذ عام 2005 في متابعة الموسيقا السورية وخاصة الفرقة السيمفونية الوطنية وكتب عنها عشرات المقالات في الصحف والمجلات المحلية والعربية كما عمل منسقاً إعلامياً للعديد من المهرجانات والتظاهرات الموسيقية في سورية وهو صاحب مشروع ملتقى البزق ومديره ويحضر حالياً للنسخة الثالثة من هذا المشروع.

صدر له كتابان الأول بعنوان الكلمة والنغم من منشورات جمعية صدى الثقافية الموسيقية والثاني بعنوان من عالم الموسيقا الأوركسترا لليافعين من إصدارات وزارة الثقافة ضمن السلسلة التي توزع مجاناً مع مجلة أسامة.


بديع صنيج

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق