د. علي القيم: اكتشاف مملكة إبلا يعتبر الأعظم في القرن العشرين

29 كانون الثاني 2014

خلق ثورة في تاريخ الشرق القديم

بمناسبة مرور خمسين عاماً على اكتشاف مملكة ايبلا» الأثرية قدم الدكتور علي القيم محاضرة ظهر اليوم في ثقافي أبو رمانة عرض فيها تاريخ هذه المملكة العظيمة وأهميتها كمكتشف أثري.

ويشير القيم إلى أنه في عام 1968 بدأ التعرف على اسم موقع ايبلا في موقع «تل مرديخ» الأثري إثر ظهور تمثال في السورية الامورية في معبد الربة عشتار أقامه «بت ليم بن اجرش خب» ملك إيبلا وإثر هذا الاكتشاف العظيم أصبح من الواضح أن المدينة الجاثية في تل مريخ هي إيبلا المفقودة وبعد صبر طويل وسنوات عجاف نسبياً سعدت البعثة الأثرية الإيطالية في عام 1973 بظهور القصر الملكي الذي يعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد «سلالة إيبلا الأولى» وفي شهر آب من عام 1974 ظهر أربعون رقيماً مسمارياً وفي عام 1975 أخذت الرقم المسمارية الساحرة تظهر بالمئات ثم استكملت في عام 1976 لتظهر بالآلاف.

ويبين القيم أن إطلاق اسم «إيبلا» على الموقع يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وليس له معنى واضح في مفردات اللغات الشرقية القديمة وقد قرب معناه من البياض أو من التفاف الشجر وتبين في وقت لاحق أن إيبلا مستمدة من كلمة «عبل» التي تعني في المعاجم العربية «عبلة» أي الشريط الضيق من الصخر الأبيض في أرض سوداء.

ويلفت القيم إلى أن عمليات الكشف والتنقيب في إيبلا استمرت بشكل متواصل في شتى أرجاء الموقع وكانت النتائج والدراسات أسفرت عن الحي الملكي «الاكروبول» الذي يضم القصر أو القصور الملكية الضخمة وبعض المعابد وأهمها معبد عشتار المجدد في الألف الثاني قبل الميلاد والمراكز الإدارية التابعة للقصر وأسوار المدينة الضخمة الترابية المكسوة بالحجارة التي يبلغ سمكها عند القاعدة نحو60 متراً.

وللمدينة أربعة أبواب مدعومة بالأبراج والمداخل مدعمة جدرانها بصفائح الحجارة البازلتية والكلسية ومن الأبواب كانت تمتد أربعة طرق مشرعة نحو «الاكروبول» وفي المدينة الواطئة أحياء سكنية تتخللها مساحات غير مبينة لعلها كانت تستخدم للزراعة وكانت الآبار متوافرة في المدينة والماء كان يجمع في صهاريج ولكن الاعتماد الأساسي كان على مياه الأمطار.

ويتحدث القيم عن أن القصر الملكي في إيبلا يتميز بخصائص معمارية سورية فريدة فله قسم إداري مستقل وقسم خاص بالملك يتوسطه باحة العرش المحاطة بالأروقة العالية له منصة يصعد إليها بدرج صغير كان الملك يجلس عليها خلال استقبالاته الرسمية ويعود تاريخ هذا القصر الفريد إلى الألف الثالث قبل الميلاد.

ويشير إلى أن البعثات الأثرية اكتشفت في هذا القصر مجموعة كبيرة من القطع والأواني الفخارية الجميلة والأسلحة والحلي النادرة المتنوعة الغنية بالزخارف والنقوش الجميلة.

ويلفت إلى أن الاكتشاف الأعظم والأهم في إيبلا حدث بين تنقيبات عامي 1974 و1975 عندما عثر في حجرة من حجرات القصر الملكي العائد للألف الثالث قبل الميلاد على مكتبة ضخمة تضم السجلات الملكية ومكونة من 16 ألف رقيم مسماري أو تزيد مشيرا إلى أن هذا الكشف الأثري اعتبر «الأعظم في القرن العشرين وثورة في تاريخ الشرق القديم في الألف الثالث قبل الميلاد».

ويبين أن هذه الرقم أوضحت أن سورية كانت في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد منطقة ثقل حضاري وفكري واقتصادي وسياسي لا يقل أهمية عن بلاد الرافدين ووادي النيل.

ويشير إلى وجود مقالات كثيرة ودراسات تجاوز عددها 100 مقالة ودراسة نشرت بعضها في عدد من المدن والأقاليم الإيطالية كما عرضت المحطات التلفزيونية برنامج المعرض الذي أقيم حول مملكة إيبلا وأهميتها وروعة العطاء الذي قدمته للإنسانية جمعاء وكانت فرصة للحديث عن سورية والحضارات العظيمة التي مرت عليها منذ عصور ما قبل التاريخ وهذه سابقة لم يحظى بها أي من المعارض الأثرية والفنية والثقافية الكبيرة التي تقام في العاصمة الإيطالية.

ويشير الدكتور القيم إلى دراسة قدمها الباحث حميدو حمادة والتي بين فيها أن لغة الضاد كانت موجودة في إيبلا مبينا أن الضاد مشتركة بين العربية والابلائية بينما تحولت في الأكادية إلى الصاد وهذا ما تؤكده المعاجم السومرية الايبلائية.

وختم القيم بالقول لو أتيح لنا سماع سكان إيبلا وهم يتحدثون لعرفنا أن لغتنا العربية ليست وحدها لغة الضاد وهذا ما أكدته دراسات أهل العلم والاختصاص الذين درسوا لغة إيبلا ونشروا عنها الدراسات المهمة في مجلة دراسات ابلائية التي تصدر عن جامعة روما وفي العديد من المجلات المتخصصة.


اكتشف سورية

سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق