قلعة سمعان: تشويه وتدمير التراث الأثري السوري جريمة تمسّ السوريين جميعاً
19 تشرين الأول 2013
.
تتعرض قلعة سمعان إلى تشويه وتخريب متعمد بعد أن تحصّنت بها مجموعة تنتمي إلى ما يسمى «لواء التوحيد»، ناصبةً أسلحة ومدفعية ثقيلة، ومحولةً المكان إلى ساحة للتدريب على القتال والسلاح، وفق شهادات لخبراء آثار في حلب والريف الشمالي وتحديداً في منطقة قلعة سمعان.
وبيّنت المعلومات أن إطلاق الرصاص وغيره من أشكال التدريب تسبّب بأضرار في الواجهات الداخلية لمبنى الدير ومبنى الكنيسة وما تحويه من تيجان تحمل أوراق الأكانثيا الملتفة مع الريح، كما تضرر الموقع بسبب أعمال حفر وتنقيب غير مشروعة تمارسها المجموعة ضمن هذا المجمع الديني المكُرّس للقديس سمعان العمودي، والذي يعود في بنائه إلى القرن الخامس الميلادي.
وتعدّ قلعة سمعان جوهرة كنائس المدن المنسية، وقد أدرجت مع محيطها الطبيعي على لائحة التراث العالمي منذ عام 2011، لما تتمتع به من فرادة واستثنائية على مستوى العالم، أضفتها عليها سماتها المعمارية والرخرفية المتميزة، وقدسيتها الدينية الخاصة.
وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف قد نشرت منذ أيام خبراً عن أضرار في موقع القاطورة الذي يبعد حوالي كيلومتر واحد عن قلعة سمعان، حيث تم استهداف المنحوتات الحجرية الجنائزية على واجهات سفوح الوادي، مباشرة بالأعيرة النارية، وجعلها نقاطاً للقنص والتدريب، مما ترك أثراً تدميرياً على تماثيل بقيت صامدة حوالي ألفي عام منذ القرن الثاني الميلادي.
من جهة أخرى، فتح بعض أهالي منطقة جبل الشيخ بركات ورشات مقالع غير مشروعة في سفح الجبل المطل على بلدة دارة عزة، كما تتعرض الحجارة الأثرية المتواجدة بكثافة في قريتي ست الروم والرفادة الواقعتين بين قلعة سمعان وقرية قاطورة «على بعد حوالي 500 م» إلى الفك ويتم بيعها على شكل قطع بلوك حجرية تستخدم للبناء.
وقد تسببّت هذه الأفعال في مواقع قلعة سمعان وست الروم والرفادة والقاطورة وجبل الشيخ بركات بتشويه المشهد الأثري الذي كان عاملاً أساسياً وراء إدراج المحمية في هذه المنطقة على لائحة التراث العالمي.
تتمنى المديرية العامة للآثار والمتاحف أن يكون ما وردها من معلومات غير دقيق أو مبالغ به، وإلا فسيكون ما تعرّض له التراث الأثري في هذه المنطقة جريمة بكل المقاييس تمسّ السوريين جميعاً، وتطالب المؤسسة الأثرية المجموعات المتواجدة في المنطقة وكل من له تأثير هناك العمل على وقف هذه الأعمال التخريبية، وأن يتم تصوير كامل هذه المواقع في ست الروم والرفادة وسفوح الوادي في قرية القاطورة والواجهات الداخلية في قلعة سمعان، لإيصال حقيقة ما يجري إلى أبناء سورية، وإظهار عدم صحة ما وصل من معلومات إن كانت غير صحيحة، وهو ما ترجوه المديرية العامة للآثار والمتاحف، لخطورة هذه الأفعال وتداعياتها الكارثية على التراث الأثري السوري، وتصرّ المديرية العامة للآثار والمتاحف على أنها تلتزم برسالتها المهنية والعلمية بعيداً عن أي تجاذبات وبما يخدم مصلحة التراث السوري، فهو في النهاية ملك لكل السوريين ويمثل شرف الوطن ووحدته.
لقد عانت عدّة مواقع أثرية من الأضرار بسبب تحولها إلى ساحات للمعارك والاشتباكات، وخرّبت مواقع أخرى بسبب أعمال التنقيب الهمجي والحفر غير المشروع، واليوم تصاب الآثار السورية بانتكاسة جديدة، إذ يتم تحويل مواقع فريدة بعظمتها إلى أماكن للتدريب على الأسلحة، وتُستهدف إما لغايات قتالية أو أهداف إيديولوجية، في ظاهرة تخريبية أخرى تضاف إلى ما سبقها من عوامل سلبية أثّرت على التراث الثقافي السوري تدميراً وتشويهاً.
موقع المديرية العامة للآثار والمتاحف
قلعة سمعان تتحول إلى ساحة للتدريب على القتال |
قلعة سمعان تتحول إلى ساحة للتدريب على القتال |
الطاهر جميعي:
لاحول ولاقوة الا بالله. يجب اقتلاع هؤلاء المجرمين ومن وراءهم من جذورهم/
المغرب