فخري البارودي: ضمن سلسلة أعلام خالدون في ثقافي أبو رمانة

23 تشرين الأول 2011

أقيمت في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، ضمن سلسلة أعلام خالدون، ندوة بعنوان «فخري البارودي»، وذلك يوم الثلاثاء 18 تشرين الأول 2011، قدمها كلاً من الباحث مروان مراد، والباحث أحمد بوبس، وقد حضرها عدد من المفكرين والأدباء والصحفيين ومن رواد المركز الثقافي العربي.

وإن لأي حديث عن الموسيقى والغناء لا يكتمل دون أن نذكر الزعيم الوطني فخري البارودي، الذي كان أحد الدعائم الأساسية في النهضة التي شهدتها دمشق على صعيد الموسيقى والغناء في الخمسينات من القرن العشرين، وعلى الرغم من مشاركته شعبه النضال ضد الاستعمار الفرنسي فإنه كان يجد فسحة لرعاية كل نشاط موسيقي وتقديم الدعم المادي والمعنوي.

ويحدثنا الباحث أحمد بوبس عن دور فخري البارودي في رعاية الحركة الموسيقية قائلاً: «بدأ مشواره في الموسيقى والغناء مع نخبة من الموسيقيين بتأسيس النادي الموسيقي الشرقي بدمشق عام 1928، لكن سلطات الاحتلال الفرنسي أغلقه بعد عامين من تأسيسه بسب النشاطات المعادية لها، وفي عام 1947 استطاع أن ينتزع موافقة المجلس النيابي على تأسيس معهد موسيقي، وعمل على افتتاحه وتولى إدارته في العامين الأوليين لكن جهات متعصبة استطاعت إغلقه، فعاود فخري البارودي جهوده حتى أعاد افتتاح المعهد في عام 1950، واستمر المعهد نشاطه حتى عام 1959، واستطاع ذاك المعهد أن يقدم للحركة الموسيقية في سورية فنانين أمثال عدنان أبو الشامات، وزهير وعدنان منيني، وعبد السلام سفر وغيرهم.

ويضيف كان يرعى الفنانين في مجال الغناء والموسيقى، وقدم لهم العون ومنهم كروان، ورفيق شكري، ومصطفى هلال، وصباح فخري، وكان يشارك في الوفود السورية التي تشارك في المهرجانات العالمية، وقد ترأس الوفد السوري إلى مهرجان الشباب في موسكو عام 1957، وكان بيته في حي القنوات مفتوحاً لكل فنان، ويستضيف الفنانين العرب ومنهم أم كلثوم في زيارتها إلى دمشق أعوام 1955و1957و1959.

وأما عن نقله لرقصة السماح إلى دمشق لأنه كان مفتوناً برقص السماح والموشحات التي ترافقها، فخلال إحدى زيارتها إلى حلب شاهد رقص السماح من فرق حلب فقرر أن ينقل هذا الفن إلى دمشق، وفي عام 1936 دعا فخري البارودي عمر البطش إلى دمشق ليعلم طالبات مدرسة دوحة الأدب رقص السماح، وبالفعل بعد تدريبهم على هذه الرقصة قدموا لوحات رقص السماح على ألحان الموشحات في الحفل المدرسي في نهاية ذلك العام، وحضر الحفل رجال الدولة ووجهاء دمشق وكان إعجابهم كبيراً.

وأما الوجه الآخر لمساهمة فخري البارودي في الحركة الغنائية فتمثل بوضعه لكلمات وأشعار الكثير من الأغنيات والأناشيد الوطنية، ومن الموشحات التي كتب كلماتها غزال كلما ألقاه، لحنه سعيد فرحات، وموشحا أمر عجبا ويمشي، لحنه عمر البطش، وله أشعار عديدة من الأناشيد الوطنية من أشهرها بلاد العرب أوطاني، الذي لحنه الأخوين فليفل، وغيرهم من الكلمات.

وبدوره يحدثنا الباحث مروان مراد عن دواوين فخري البارودي مع عرض بالصوت والصورة عنها قائلاً: «إن دواوين فخري البارودي متعددة منها متخصص بالأناشيد الوطنية، ومنها في كلمات الموشحات، وكلمات الأغاني وكان له الدور الكبير في وجود رقص السماح في دمشق، ومن الدواوين ديوان بعنوان تاريخ يتكلم وضمنه قصائده الوطنية، وديوان آخر بعنوان قلب يتكلم وضمنه قصائده التي نظمها في مواضيع أخرى، ومن الديوان الثاني نقتطف هذا المقطع من احدى قصائده التي يقول فيها :‏
قلبي أرق من السلا‏فة في كؤوس أبي نواس ‏
لا فرق عندي في المحبة بين مذكر وناسي‏
والناس كل الناس في‏ قلبي سواسية المراسي‏
فلقد شربت بكأسهم‏ صرفاً كما شربوا بكاسي‏
واسوا جراحاتي وعند‏ جراحهم كنت المواسي‏
هذا بالإضافة إلى مذكرات البارودي التي نشرت على أجزاء تحت عنوان ستون سنة تتكلم، وعدد من المقالات الأدبية التي كان ينشرها في الصحف والمجلات».


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق