الموسيقي محمد محسن ملحن الكبار عنوان محاضرة في ثقافي أبو رمانة في الذكرى التاسعة لرحيله
10 شباط 2016
.
الموسيقي الراحل محمد محسن صاحب الألف لحن في الغناء العربي وصانع العديد من نجوم الطرب كان محور المحاضرة التي ألقاها الباحث والصحفي أحمد بوبس في ثقافي أبو رمانة.
ووصف بوبس في محاضرته مساء أمس التي حملت عنوان “الموسيقي محمد محسن ملحن الكبار” والذي يصادف 13 من الشهر الجاري الذكرى التاسعة لوفاته بأنه كان أحد أهم الملحنين العرب وأهم موسيقي سوري بالقرن العشرين تفتخر به بلاده كموسيقي لحن لعدد كبير من المطربين المعروفين.
وأشار بوبس إلى ان الأغاني التي لحنها محسن نالت شهرة كبيرة وشكلت رافدا مهما للأغنية العربية ومدرسة موسيقية حقيقية للمطرب الذي يريد إثبات وجوده حيث لا يزال المطربون حتى اليوم يتسابقون لادائها مثل أغنية “مظلومة ياناس” لسعاد محمد و”سيد الهوى قمري” لفيروز و”أبحث عن سمراء” لمحرم فؤاد وغيرها من الأغاني التي لاقت شهرة وانتشارا كبيرا على مستوى الوطن العربي والعالم.
وساهمت الدراسة الموسيقية العميقة بحسب بوبس في صقل الموهبة التي امتلكها محسن حيث تتلمذ على يد صبحي سعيد في سورية وحنا الخل في فلسطين وتأثر برياض السنباطي وعمل تحت مدرسته مقدما أغاني طربية ثقيلة حملت بصمة موسيقية خاصة به معتبرا انه يقف على نسق واحد مع كبار الملحنين العرب مثل محمد الموجي وبليغ حمدي وغيرهما لكنه استطاع تقديم أعمال متميزة عبر ألحان تحتاج إلى مقدرات صوتية عالية حيث لحن القصائد والموشحات والأغاني الطربية بكل أنواعها لمطربين كبار.
وحول البدايات الفنية للموسيقي محسن ذكر الباحث ان الراحل الذي ولد في مدينة دمشق عام 1922 بدأ مسيرته الفنية مطرباً حيث قدم أولى أغانيه في إذاعة دمشق الأولى عام 1939 ثم عمل في كورس الإذاعة مقدماً غناءه الإفرادي في حفلات إذاعية على الهواء مباشرة وقدم عددا من الأغاني من تلحينه مثل الأغنية الشعبية الشهيرة “الليلة سهرتنا حلوة الليلة” حيث لاقت هذه الأغنية شهرة واسعة وقام بغنائها كل من المطربين الكبار محمد عبدو وأوديت كعدو وعبد الحليم حافظ الذي تمنى بحسب المحاضر أن يحصل على لحن من الموسيقي محسن لكن لم تشأ الظروف أن يجتمعا.
وتابع بوبس انه بعد توقف إذاعة دمشق الأولى عام 1945 سافر محمد محسن إلى فلسطين وعمل في إذاعة القدس وتعرف على الموسيقي الفلسطيني “حنا الخل” الذي تلقى منه دروساً في العلوم الموسيقية والتدوين الموسيقي لتكتمل بذلك معارفه الموسيقية الضرورية للملحن وفي عام 1948 عاد محسن إلى دمشق ليبدأ مرحلة جديدة في إذاعتها وبدأ يتجه إلى التلحين لغيره من المطربين والمطربات.
ويوضح المحاضر أن أول ألحان محسن لدى عودته إلى دمشق كانت أغنية “أنا شمعة” للمطربة ناديا أما ثاني ألحانه فكان للمطربة الكبيرة ماري جبران في أغنية “يا محيرني” وثالث ألحانه “دمعة على خد الزمن” غنتها تغريد محمد ثم سعاد محمد حيث ضمتها الأخيرة مع ثلاث أغان أخرى في أسطوانة غنائية خاصة بها إضافة إلى أغنيتها الشهيرة “مظلومة ياناس” التي لاقت نجاحا كبيرا عام 1949 .sana333
وأشار بوبس إلى انه في الخمسينيات من القرن الماضي قدم الراحل للساحة الغنائية مطربتين أصبحتا فيما بعد من نجوم الغناء العربي الأولى فايزة أحمد التي لحن لها عددا من الأغنيات مثل “درب الهوى” و”ليش دخلك” أما المطربة الثانية التي اكتشفها فهي وردة الجزائرية وكان أول من لحن لها ومن الحانه لها “دق الحبيب دقة” و”روح يا هوى” وغيرها.
وأضاف بوبس ان محسن تابع مسيرته الفنية في مصر ولبنان وسورية حيث لحن لعدد كبير من المطربين منذ عام 1976 حتى مطلع التسعينيات ليعود بعدها إلى دمشق ليقدم مجموعة من الألحان للسيدة فيروز مثل “جاءت معذبتي” و”لو تعلمين” و”أحب من الأسماء” و”لي فؤاد” وتوقف بعد عام 2003 عن التلحين بسبب المرض وتوفي في 13 شباط عام 2007 تاركا عددا كبيرا من الأعمال الموسيقية الرائعة ذات الأصالة والإبداع.
تخلل المحاضرة عرض تسجيلات لنحو 12 أغنية من الأغاني المشهورة التي لحنها الراحل محمد محسن والتي بقيت خالدة في أذهان المستمعين حتى اليوم.
يذكر ان الباحث بوبس أعد كتابا بعنوان “محمد محسن ملحن الكبار” صدر عام 2008 عن أمانة دمشق عاصمة الثقافة العربية.
إيناس
sana.sy