معرض سورية وطني في كلية الفنون الجميلة بدمشق

02 حزيران 2011

«سورية وطني» هو عنوان معرض نتج عن ورشة عمل لطلاب السنة الثالثة قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة بدمشق، والذي تزامن افتتاحه يوم الأربعاء 25 أيار 2011 مع احتفال لبنان «بعيد المقاومة والتحرير»، كبادرة عربية شمولية يتميز بها الشباب السوري، فمن خلال حواراتنا مع عدد من الطلاب كانت التنويه منهم لهذا التوقيت المدروس بين افتتاح المعرض وعيد المقاومة في لبنان.


ومن جهة أخرى تميز المعرض باختيار رموز سورية تاريخية أغنت الحضارة العالمية بإنجازاتها المتعددة، ففي جولة بين أرجاء المعرض نتعرف من جديد على ملك ماري «إيشوبإيلوم» ونشاهد أسد اللات، وأسد معبد عين دارا، وفي الأختام الأسطوانية تشع الشمس المجنحة وتنمو شجرة الحياة من جديد إلى جانب الإله بعل، لنعاين الأختام الأوغاريتية التي ألهمت الكتابات واللغات اللاحقة، فنقرأ مع زوار معرض سورية وطني - ختم شريعة الحياة - والكثير من مجد هذه الأرض، فنمر على دمشق وفسيفساء الجامع الأموي في دمشق، وذاك الدمشقي الذي برع في مهنة تطعيم الصدف، لنسمع أنين نواعير حماة. المتداخلة مع قصة الزباء ملكة تدمر. فتلهمنا من جهة أخرى عظمة الأميرة جوليا دومنا تلك الأميرة الحمصية التي تربعت على عرش روما والتي منحتها لقب أم الوطن وأم الجيوش.


من الأعمال المعروضة بمعرض سورية وطني في كلية الفنون الجميلة

هذه هي سورية «سورية وطني» وهذا المعرض الذي يشحننا بعظمة الجذور والانتماء. والعرفان لكل من ساهم في إنجاز هذه المبادرة، وخاصة التشكيلية سوسن الزعبي - دكتورة بقسم الاتصالات البصرية - والمشرفة على المعرض وعن معرض سورية وطني تقول لـ«اكتشف سورية»: «هي دعوة للجميع لقراءة تاريخ سورية والتعرف على مجدها وما قدمته للتاريخ، فكانت هذه الورشة الاعتيادية في منهجنا الدراسي والخاصة بما يجب أن نقدمه من أجل هذه الأرض في ظل ما تتعرض له البلاد من مؤامرة محبوكة الخيوط. لذا هذا المعرض هو هدينا لسورية وللعالم وجواب من طلابنا - بأننا في الوقت التي كانت فيه أعمال التخريب تنهش في الجسد السوري، كان الطلاب المشاركون يتوافدون وبشكل يومي يبحثون عن جذورهم لإنجاز هذه الأعمال المستمدة من تاريخهم وتراثهم -، فمن اختار السيف الدمشقي كان يعي سر ديمومة هذا السيف السوري والتي اختلطت فيه عدة مكونات تتطابق مع فسيفساء المجتمع السوري، ومن استخدم الطربوش العثماني كتشكيل فني كان يعي قدرة دمشق على صهر الحضارات ضمن بوتقتها فكان الطربوش الدمشقي المزين بالبروكار الدمشقي المُذهب، وغيرها الكثير من الرموز السورية التي تداخلت مع العلم السوري ضمن بوسترات فنية سيقوم الطلاب بنشرها ضمن صفحات التواصل الاجتماعي».


من الأعمال المعروضة بمعرض سورية وطني في كلية الفنون الجميلة

كما التقى «اكتشف سورية» عدداً من الطالبات ومنهن الطالبة نورهان صندوق حيث تشير إلى تزامن إقامة هذه الورشة مع الأحداث الأليمة التي مرت بها سورية، مؤكدة على قوة وعي الطلاب لحيثيات الأزمة وما يراد منها، لذا كان الاستمرار في العمل في مبنى كلية الفنون بإشراف الدكتورة سوسن الزعبي رداً على حملات التخويف والترهيب التي شنتها وسائل إعلامية عربية لضرب الحياة السورية بكافة أشكالها. وعن عملها تقول الطالبة نورهان: «قدمت عملاً فني مستمداً من الأختام الاسطوانية المكتشفة على أرض سورية، وهو ختم يعود لزمن عبادة الإله حدد الذي يعود لحضارة أوغاريت وتحديداً من منطقة "تويني"».

من جانبها تقول الطالبة لمى حمدان: «لقد كانت الحضارة السورية برمزها وتاريخها مادة عمل للطلاب السنة الثالثة قسم الاتصالات البصرية، لذا جاء المعرض غني بمفرداته التشكيلية. بالنسبة لي اخترت آلهة الينبوع المكتشفة في مدينة ماري، كتشكيل فني استخدمت في تجسيده الأسلاك المعدنية مع استخدام جرة من الفخار في عملية كسر لقسوة المعدن».

الطالبة لميس علي قدمت تجسيد للأميرة الحمصية جوليا دومنا فتقول: «دائماً ما نذكر الملكة زنوبيا من دون الالتفات إلى الشخصيات التاريخية الأخرى ومنها الأميرة جوليا دومنا والتي كانت بالنسبة لي مادة فنية وخاصة أن هذه الأميرة السورية تشكل رمزاً سورياً لمعنى الشجاعة والقدرة على المواجهة. كما استخدمت الماكيت والكرتون لتشكيل إنحاءات قاسية تعبر عن شخصية الأميرة جوليا دومنا الصلبة».


من الأعمال المعروضة بمعرض سورية وطني في كلية الفنون الجميلة

من جانبها تحدثنا الطالبة هناء العقلة عن سعادتها لما تمثله هذه المبادرة من مشاركة فاعلة في دعم سورية في ظل ما تمر به، متمنياً الخير المطلق لهذه الأرض بشعبها وحضارتها فكان اختيارها الفني لربة الينبوع من حضارة مدينة ماري. كما تشير الطالبة هناء العقلة لمشروع مرافق وهو صنع بوسترات فنية تدعم فكرة معرض «سورية وطني» حيث تقوم فكرة البوسترات على دمج العلم السوري ضمن التشكيل الفني من خلال عملية تحوير العمل كربط فني بين التاريخ السوري والعلم الوطني.

وأخيراً مع الطالبة هبة شبره التي ركزت على دور المرأة السورية وإخلاصها لوطنها وأسرتها وما تستغله من خامات متاحة أو تالفة لصنع حاجيات أسرتها كنوع من أنواع التوفير والاقتصاد فتقول: «هي حالة عامة لدى نساء سورية، لذا عملت على صنع نموذج من السجاد التدمري مستعينة بالحبوب والبقول لتشكيل بعض الأشكال الزخرفية، حيث قمت ببعض الدراسات من عملية تحوير واختزال ودراسات غرافيكية للأشكال الهندسية والزخرفية للوصول إلى النتيجة التي أسعى إليها».

يذكر أن معرض «سورية وطني» مستمر في كلية الفنون الجميلة بدمشق حتى الأسبوع القادم.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أعمال معرض سورية وطني لطلبة كلية الفنون الجميلة بدمشق

من أعمال معرض سورية وطني لطلبة كلية الفنون الجميلة بدمشق

من أعمال معرض سورية وطني لطلبة كلية الفنون الجميلة بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

:

شكرا على الاهتمام ...وعلى طريقة السرد كانت جدا جميلة
بس تعليق صغير يوجد خطأبكتابة اسماء بعض الطلاب
منهم الطالبة (هبة شبرق وليس شبره)والطالبة (ميس علي وليس لميس)
وشكرا على اللطف الكبير...